عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سعيدة تسطر نهاية حزينة بـ«حبة الغلة»

حبة الغلة السامة
حبة الغلة السامة

أفلتت «سعيدة» ذات الـ26 ربيعًا يدها، وقررت الرحيل عن رفيق رحلتها، الذي لطالما حلمت قبل زواجهما أن تتشبث به بكلِّ ما أوتيت من قوة وإن حال بينها وبين زوجها الموت المُحَقَّق.. فثمة حياة لا تشتهيها سفينتها دارت رحاها فاختلت على إثرها أحلامها!

 

اقرأ أيضًا:

اجتمعوا في الشباب.. وتفرقوا في المشيب
طـــلاق.. فــــي خــريـــف الـعــــمر!

 

ها هو الموت المحقق قد حضر.. وتهاوى «عش الزوجية» كبيت العنكبوت في نسمات الهواء، وعصفت به المشاكل الزوجية وخلفته أدراج الرياح، لتُسطّر «سعيدة. ج» نهايتها بوسيلة الموت السهل الرخيص، إنها «حبة الغلّة السامة».

ألقت السلام على أركان منزلها مودعة إيّاه، تمعّنت بوجع إلى كل زاوية في غرفتها محدّثة نفسها بأنها زارتها بـ«الأبيضين»؛ فستان الزفاف وهي عروس، وستخرج منها بالكفن وهي جثة هامدة، امتلأت عيناها بالدموع التي تناثرت في الأرجاء وهي تستعيد إلى ذهنها شريط ذكرياتها مع زوجها وخلافهما المستمر وصوت شجارهما الذي لا ينقطع، ولا يخفى على الجيران، حبست فى رئتيها آخر ذرّات الهواء المتعلقة به، تباطأت خطواتها إلى أن اقتربت من سريرها، وقفت كالصنم لا تُحرك ساكنًا، ثابتة في مكانها عاجزة عن الحركة، وكأن حواسها تجمّدت من برودة الغُرفة، فاقتربت من فَراشها واتكأت برأسها على وسادتها وانهمرت دموعها من دون دراية، رافعة راية الاستسلام تمامًا من دون مقـاومة.. ممُسكة بـ«حبة الغلة» التي ذهبت بها إلى عالم آخر، حتى نامت عن دُنيا الأحياء.

جنازة مهيبة شيّعها أبناء قرية المعتمدية التابعة لدائرة مركز المحلة الكبرى لابنة القرية، تقدمها زوجها حاملًا نعشها، وهمس لها إذن بما يجول في خاطره معتذرًا لها على ما بدر منه، وكان آخر المتحدثين إليها، همس لها بما قد يخمد أوارها ويطيب مرقدها ويجبر بخاطرها الذي انكسر كما لم ينكسر خاطر من قبل، والمشيعيون يتهامسون ويتبادلون عبارات اللوم.

 

ثم دفنها ودفن معها صرخاتها المكتومة، وأمسك بيده منديلها يتنفس ما تبقى من عطرها، من وجـودها، يتتنفس ما تبقى منها، مشهد رؤية جُثمانها راسخ في عقلها، ما بين صدق أو لا تصدق، يُقلب كفّيه وهو يسير بين المشيعين، غير مُصدق حقيقة موتها، وأنه الآن يتقدم

جنازتها.

تقوده قدماه دون أن يشعر، هذا يُعزيه وذاك يؤازره فجيعته، وهو بين هذا وذاك لا يرى ملامح من حوله، ولا يرى حتى نظراتهم، ولا يدري إذا كان مظهره يجعلهم ينظرون إليه بذهول أم بشفقة، وخصوصًا أنه لم يأتِ بمخيلته قط أن كل هذا سيقع، ما جال هذا بخاطره أبدًا ولم يخطر له يومًا على بال أن الخلافات الأسرية ستطيح ببيته وتحوله فناء، وينقض البناء الشاهق فينهار، وفي الأخير ها هي زوجته تموت، والفجيعة كونها منتحرة.. ياللقهر!

لم يكن انتحار زوجته في الحسبان، بل إنه فاق حدود التوقعات والخيال، ومن كان يتخيل أو يتصور أن تستقر حبة الغلة في جسد سعيدة، ياللاسم!

 

- قالوا قديمًا إن لكل حي من اسمه نصيب، أنا من تسبب في سلب السعادة منها للأبد، كذبت كلماتي التي كنت أُلاطفها بها بأنها اسمٌ على مسمى، لكن أوقات المشاحنات طغت على لحظات المُلاطفات فحرمت نفسها ليس من السعادة فقط بل من الحياة.

 

وها هو اليوم يروي عِشرة السنين بدموع الفقدان، ويرويها من الآهات.. وسطّرت حبّة الغلّة نهاية «سعيدة».. طاب مرقدكِ يا سعيدة.

موضوعات ذات صلة:

"الوفد" تكشف المسكوت عنه خلف الأبواب المغلقة:
التحرش بالصغار.. جريمة لا تسقط بالتقاد
م

ابن أمه.. عروس تطلب الخلع بعد سنة زواج

جبروت رجل.. ذئب ينهي حياة ابنته بمساعدة شقيقيها

العم الذئب.. استغل غياب أخيه واغتصب ابنته المعاقة

 

لقراءة المزيد من أخبار قــــــــصـــــــــــــة جـــــريــــــــمــــــــــــة اضغط هنـــــــــــــــــــــــا