رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العم الذئب.. استغل غياب أخيه واغتصب ابنته المعاقة

اغتصاب - أرشيفية
اغتصاب - أرشيفية

 خان الأمانة مَن هو أولى الناس بحفظها، ووقعت ذات الـ15 ربيعًا فريسة سهلة لرجل عاش حياته بالطول والعرض، أكل وشرب وغنّى ورقص وعربد وسكر وأدمن النساء وضحك وسافر، وجرّب متع الدنيا، وفعل فيها ما يصحُّ وما لا يصحّ، إنه «عمّها» الذي أغواه الشيطان مستغلًا عجز ابنة أخيه المُعاقة وضعف حيلتها، فلم تشفع عنده صرخاتها وهي تئنّ بين يديه، وهو يترنّح ثملًا وكأس الخمر في يده يتمايل به ذات اليمين وذات الشمال، لم يكترث لصرخاتها المبحوحة ولم يعبأْ بتوسلاتها المستمرة وهي ملقاة على سريره، بعد أن عجزت عن الإفلات من مطاردته له.

 

«افتحي الباب أنا عمك مش حد غريب».. كانت تلك هي الكلمات التي ألقاها «العم الذئب» على مسامع الصغيرة بعدما طرق الباب مرات عدة ولم تستجب له، مستغليًا تغيب أخيه وزوجته عن البيت وعلمه بذلك، فكانت الفتاة تنفذ تعليمات أبويها بعدم فتح الباب لأي شخص غريب، حتى أن اطمأنت إلى الطارق، مبررًا علمه بأنها بمفردها في البيت ويرغب في تمضية الوقت معها، ففتحت له وليت ما فعلت حدث!

 

«مش هتعمليلي حاجة أشربها».. فتذهب الفتاة إلى المطبخ لتحضير العصير فإذا بعمّها المنحرفَ يتربَّص بها كذئب ضار أمامها، «متتعبيش نفسك خلاص جايب معايا مشروبي المفضل»، قالها بعدما طفقَ يديم النظر إلى الصغيرة ومفاتن جسدها، سال لعابه كالذي لم يرَ فتيات قط، فخبأت الصغيرة وجهها بين راحتين متعبتين، والخوف يكسو عينيها، فدنا منها حتى صار قاب قوسين أو أدنى، فنظر إليها بعينين جامدتين قويتين كعيني ذئب ضار، مدّ يده يكفكف دموعًا تنساب من مآقيها وعلى خدَّيها.

 

بدأ العم يختلس نظرات عاطفية كالسهام ترشق لتوجع وتُميت لابنة شقيقه وتحرش بها، فشهوته ورغباته الحيوانية بها عمت عينه عن أي شيء آخر، أعماه هواه فسقط في مستنقع الإثم والفجور، فذبح شرف ابنة أخيه بدم بارد ونهش جسدها دون رحمة ولا شفقة، وهي ترتجف وترتعش كَهِرّة كسيرة تحت ماء المطر، فحالتْ بينه وبين ما رام، بيد أنه طرحها بعنف وقوة.

 

«رجاءً لا تفعل».. قالتها متوسلة إياه وعيناها تنهملان بالدموع، وهو يضرب بتوسلاتها عرض الحائط، متلذذًا بنهش لحمها العاري، انقض عليها كالذئب الضال الذي عثر على فريسته، حينها حاولت الفتاة استيقافه وردعه ولكنه عنّفها فتركت نفسها لعمّها يتلاعب بها ليس خوفًا من الضرب والفضيحة، ولكن لأنها لا تجيد التعبير عن نفسها لما لحق بها من ألم نفسي وجسدي، كصرخة كتمها ذو إباءٍ فأودتْ بحياته أو كدمعة ترقرقت في عين حر يرى البكاء ضعفًا.

 

فنعست من حولهما أضواء المصابيحِ، وهدأت الأجواء، بينما شخصتْ الجدران تنظر مسارقة، عسى ألا يفوتها ذلك المشهد الذي يحوي جُرمًا آثمًا، وما إن قضى أربه ونال مبتغاه حتى قام مكدودًا خائرًا القوى معتمدًا بيديه على قوائمِ السريرِ، تحرك إلى مقعد غير بعيد منه فتهاوى عليه كضنو سفرٍ، مدّ يده إلى نضد صغير فأخرج منه لفافةَ حشيش وولاعة فأشعلها ومضى ينفث الدخانَ، أفاقتْ هي تتلمس جسدها صارخة موبخة إياه، وهو مبتسم غير مبالٍ ولا مكترث، بينما يتصاعد دخان لفافته عاليًا متعوجًا كثعبان زاحف، وهي تبكي وتنتحب وتلطم خديها كالثكلى.

 

مرّت الشهور وعاشت الفتاة في خوف مستمر؛ وظلّت محتفظة بسر الجنس الحرام، فلا حول لها ولا قوة، حتى انكشفت الكاشفة، وتحوّل وجه الفتاة الخمري المشرب بالحُمرة إلى وجه شاحب تفنّن التعب في نحت قسماته، وبدت تظهر عليها علامات الحمل! لم يطرأ ببال الأب البسيط ما حدث لابنته، لم يتخيل لو للحظة أن شقيقه سيضيّع الأمانة وينتهك عِرض أخيه ابن أمه وأبيه ليلحق العار به مدى الحياة، ويفعل فِعلته الدنيئة متجردًا من كل معاني الإنسانية، حتى الحيوانات بريئة من فِعلته، فالحيوان أعفّ وأطهر من أن ينتهك عرضه، لم يعلم أنه أخ لأحقر شخص تحت أديم السماء.

 

انتفخ بطن الضحية، وظن الأبوان أن ابنتهما مُصابة بمرض تسبب في حدوث الانتفاخ، فعرض الأب على زوجته اصطحاب ابنته للطبيب، لتوقيع الكشف عليها وفحص حالتها والاطمئنان عليها، وبالفعل توجّه إلى الطبيب لاستطلاع الأمر، وهنا كانت الفاجعة الكبرى.

 

«بنتك حامل في الشهر السابع أنت متعرفش ولا إيه».. وقع الخبر على مسامعه كالصاعقة أصابه ذعر شديد فسكت ولم يُحرَّ جوابًا! عقدت الدهشة لسانه واعتلت وجهه، ثم سرعانَ ما استحالت دهشته إلى صدمة هزته هزًّا، نظر إلى الأرض ذليلًا، فقد كان الذي قيل له صادمًا بكلِّ المقاييس، صادمًا إلى الحدِّ الذي جعله يحدّث نفسه كمخبول طار صوابه، بعدما أحاطَ بما كان علمًا، ساورته شكوك في قواه العقلية فأحاطت به إحاطةَ السوار بالمعصم.

 

مرت بين الأب وابنته لحظات كأنهن الدهر، وبين كل لحظة وأخرى دموع حارة صارت تنهمل من عيني الأب المسكين، مدت ابنته أنامل مرتعشة تجتهد في تجفيفهما، ها هو الآن

على حافة الهاوية، سيسقطُ في هُوَّة من عارٍ قاتلٍ ينشبُ أنيابه.

 

«من الجاني؟».. ظل الأب يكرر السؤال على مسامع ابنته بصوت مبحوح نال منه ألم جم، لتتفوه الأخرى بكلمات غير مفهومة، جثى الأب على ركبتيه في الأرض من فرط الصدمة، يتبادل النظرات إلى ابنته بعين مكسورة تَرهقها ذِلّة، طفق يلطم خديه غير عابئ بألم أو وجع، مضى يكرر صنيعه ذاك حتى سالَ الدمُ من خدَّيه فتقاطر أسفل قدميه نقطة إثر أخرى، وكأن ما فعله بنفسه لم يشف غليله أو يبرّد لواعجه، فمضى يتأوّه في صوت مكتوم وغضب مكظوم، وتكرر المجني عليها محاولاتها للتهدئة من روعه ولكن دون جدوى!

 

اصطحب الأب نجلته إلى المنزل، وقد انتحرت الابتسامة على أهداب عينيه وماتت الحياة على مُحيّاه، وهي طوال الطريق تلثمُ جبينه والدموع تنهمل من عينيها كنهر جارف، حتى وصلا فإذا بعمّها ماثل أمامهما، لتصرخ في وجهه «إنه هو يا أبي.. هو إجابة سؤالك.. هو من دنّس شرفك وانتهك عرضك وأضاع الأمانة.. هو الجاني يا أبي».

 

استدارت الضحية تدير النظر بين الأخين وقد لاح على وجهها شبح ابتسامة كسيرة مقهورة، غريبة أيضًا فيها من الكُره ما فيها.

 

رمق الأب أخاه بعينين غاضبتين تقتدحان بالشرر، سرت داخله قشعريرة انتقام وجد أثرها في جسده كله، اقترب منه ينظرُ إليه بعينين حمراوين كالنار، استولى على «العم الذئب» الندم فطفق يهز رأسه آسفًا، ليواجه أخاه قائلًا: «جُرمك لا ولن يُغتفر ولن يمر هباء أدراج الرياح».. فلنتبادل الأدوار ويرتدي كل منا قناع الآخر، لو كنت أنا انتهكت عرض ابنتك وخنت الأمانة التي حملتني إياها ماذا أنت بفاعل إذن! ــ ستقتلني.. صحيح!

 

«لا يسلم الشّرف الرفيع من الأذى حتى يُراقَ على جوانبه الدمُ» الجملة نفسها، لم تتغير، ترنّ في أذني الأب المسكين بهذه القوة، بهذا العنف - شرف؟ رفيع؟ دم؟! - إذن سأقتلك!

 

انهال الأب على أخيه بالضرب على مرأى ومسمع من الجميع، بادره وبكل قوة ضربه على مقدمة رأسه ضربة ثم ثانية فثالثة، حتى دارت به الأرضُ فسقط مغشيًا عليه، فهرعَ إليه الناس من كل حدبٍ وصوب، أحاطوا بها محدّقين فيه، يضربون يدًا على الأخرى، مستنكرين الجُرم المشين وكأن القيامة أوشكت على دقّ أجراسِها، وحالوا بينه وبين قتل أخيه، وأرشدوه إلى الإبلاغ عنه، والاحتكام إلى الفانون، فانطلقَ كالمجنونِ لا يلوي على شيء، بعدما تمالك أعصابه قدر المستطاع رغم ما كان يعتملُ داخله من غضبٍ لو كان نارًا لأحرقته، متحديًا تماسكه ورباطة جأشه رغم صعوبة موقفه، ولجأ إلى قسم شرطة المنيرة الغربية بالجيزة، وتقدّم ببلاغ تضرر فيه من شقيقه، بمعاشرة نجلته «من ذوي الهمم» معاشرة الأزواج، ما أسفر عن حملها في الشهر السابع.

 

على الفور تحركت قوة أمنية إلى مسكن المتهم وألقت القبض عليه وتحرر المحضر اللازم، لتقف الفتاة أمام عمّها الشيطان وجهًا لوجه داخل سرايا النيابة وتروي قصتها وتتهمه بمواقعتها ومعاشرتها جنسيًا بالإكراه. أمرت النيابة بعرض ذات الـ15 ربيعًا على الطب الشرعي؛ لتوقيع الكشف عليها وإعداد تقرير بما وقع عليها من اعتداء، لإرفاقه بأمر إحالة المتهم للجنايات، وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وجددها قاضي المعارضات.