عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الزاد

ذكرت فى مقال أمس، أن خطاب الاثنين الماضى الذى ألقاه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى على شعبه، هو خطاب الاعتراف بالهزيمة، وأن ما جاء به مجرد تخاريف وأكاذيب ومهاترات شخص مهزوم فى الخارج والداخل، حيث أصبح ملايين البشر فى العالم يصفونه بالجزَّار سافك الدماء، ويطلق عليه أبناء جنسه لقب قاتل الرهائن.

اليوم أواصل الكتابة عن ردود الأفعال التى خلفها خطاب هذا المحتل، حيث بدأت تتوالى التصريحات والمواقف التى تكشف أعماقه الاستعمارية الموروثة عن أجداده.

فقد أصدرت الخارجية المصرية مساء أمس الأول بيانا عبرت به عن وجهة نظر كل المصريين، الذين يقفون صفا واحدا خلف قيادتهم الحكيمة، مؤكدين أنه لا تفريط فى حق واحد من حقوق بلدنا. بيان الخارجية أكد رفض مصر لتصريحات نتنياهو، التى زعم فيها أن حماس تحصل على السلاح من الحدود المصرية عبر محور فيلادلفيا. وقال البيان فى لهجة صارمة «إن مصر تعرب عن رفضها التام للتصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلى والتى حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأى العام الإسرائيلى، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التى تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة». وأضافت الخارجية المصرية: «تؤكد مصر على رفضها لكافة المزاعم التى يتم تناولها من جانب المسئولين الإسرائيليين فى هذا الشأن»، وأن «مصر تحمل الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التى تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتى تؤدى إلى مزيد من التصعيد فى المنطقة». واختتم البيان بأن مصر حريصة على مواصلة «القيام بدورها التاريخى فى قيادة عملية السلام بما يحقق استقرار جميع شعوب المنطقة».

البيان كما يبدو يعتمد على أكثر من محور، أهمها أن مصر حريصة على حقوقها ولن تفرط فيها، إضافة إلى تحذير شديد اللهجة من المساس بأمنها القومى، والتأكيد على أنها دولة حريصة على السلام الدولى، ما يؤكد أنها تسير بخطى ثابتة وأهداف ثابتة ولا ترهبها التصريحات الرعناء أو العنتريات الجوفاء.

ومن اللافت أن دولا عربية كثيرة أعلنت دعمها لمصر فى موقفها ضد تصريحات الجزار الاسرائيلى، حيث أعلنت قطر فى بيان تضامنها التام مع «جمهورية مصر العربية الشقيقة» ورفضها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى التى حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت الرأى العام الإسرائيلى وعرقلة جهود الوساطة المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غــزة وتبادل الرهائن والمحتجزين.

كما قالت المملكة الأردنية فى بيان لها إن وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية، تعلن رفضها كل المزاعم التى يروج لها مسئولون إسرائيليون فى محاولات عبثية لتبرير العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة الغربية المحتلتين. وقال البيان، إن هذه المزاعم تمثل تحريضًا مدانًا وتزيد من التصعيد الخطير الذى تشهده المنطقة. ووصف البيان تصريحات نتنياهو، حول معبر فيلادلفيا بأنها مزاعم لا أساس لها، تستهدف عرقلة جهود الوساطة التى تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لصفقة تبادل تفضى إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة.

أما السلطة الفلسطينية، فقد أدانت بدورها التصريحات التى أطلقها بنيامين نتنياهو للزج باسم مصر فى محاولة منه لتشتيت انتباه الرأى العام فى المنطقة والتهرب من التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، للاستمرار فى حربه ضد الشعب الفلسطينى. وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن تقديرها الكبير لدور مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، مؤكدة أن الحدود الفلسطينية المصرية هى حدود سيادية، ورفضت وجود أى قوات إسرائيلية على محور فيلادلفيا أو معبر رفح، مشيدة بالسعى الدائم لمصر لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.

لم يقتصر الأمر على الدول العربية التى رفضت تصريحات نتنياهو المتغطرسة والكاذبة ضد مصر، بل إن قوى المعارضة الإسرائيلية نفسها فضحت زيف وأكاذيب هذه التصريحات. ويكفى ما قاله ‏زعيم المعارضة يائير لابيد بأن محور فيلادلفيا لا يهم نتنياهو، والشيء الوحيد الذى يهمه هو مواصلة الحرب حتى لا تنهار الحكومة التى يترأسها. وشدد لابيد فى تصريحاته الغاضبة على أن نتنياهو كان رئيسا للوزراء لمدة 15 عاما ولم يخطر على باله استعادة محور فيلادلفيا، وأن إسرائيل انسحبت من محور فيلادلفيا قبل 19 عاما وصوت نتنياهو لصالح ذلك فى حينها.

الخلاصة أن بنيامين نتنياهو منبوذ على كافة الجبهات، منبوذ عربيا ودوليا وبين أبناء شعبه أنفسهم، وما هى -فى اعتقادى- الا مسألة وقت حتى نشهد سقوطه كما شهدنا من قبل سقوط الطغاة والجزارين.