عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

باختصار

قدرنا مع إسرائيل ينطبق عليه مثل «الجار السوء» الذى لا تطيب حياتك بوجوده ولا تنتهى مشاكلك معه بسبب جرائمه المتوالية والصبر عليه لا يتفق أبدًا مع الجزء الثانى من المثل «يا يرحل يا تجيله له داهيه»، وذلك لأن رحيله بعدما تحول إلى بؤرة سرطانية فى جسد الوطن العربى بات أمرًا مستحيلًا، بعدما استشرى ووصل من الفساد والطغيان ما فاق فرعون موسى ومن أعماله الدموية ما تجاوز مصاصى الدماء والنازية.

الأمة العربية والإسلامية عاشت عصورها الذهبية والتنموية والتحريرية قبل هذا النبت الشيطانى الذى زرع فى المنطقة نتيجة لوعد بلفور المشؤوم، ووصل إلى هولوكوست العصر الحديث وبدأ تنفيذ أعماله الإجرامية الاستعمارية وتنفيذ مخططه ببناء دولته المزعومة من المحيط إلى الخليج.

الحلم الصهيونى الذى تعاملنا معه على أنه مزحة كبيرة لا يمكن أن يحققها شعب تجمع من الشتات تعداده ملايين معدودة زرع فى قلب الوطن العربى الذى وصل قوامه الآن لأكثر من 485 مليون نسمة، واعتمدنا على الشعارات الرنانة والحنجورية وأغانى الحلم العربى وقدرتنا على دفن إسرائيل ومن ورائها فى البحر وغيرها من الشعارات ولم نحصد سوى الندامة.

خلال الفترة من عام 1948 وحتى الآن دفعت مصر الثمن غاليًا لعدة أسباب أولها تبنيها التام للقضية الفلسطينية والدفاع عن الأشقاء، وثانيها قدرها كونها الشقيقة الكبرى ورمانة ميزان المنطقة، وبالتالى خاضت العديد من الحروب مع دولة الاحتلال فقدت خلالها خيرة شبابها ومقدرات شعبها.

وما زالت مصر وسوف تظل حامى حمى العروبة والمدافع الأول ضد الهيمنة الإسرائيلية فى المنطقة، وما زالت المعارك مستمرة فى الحرب والسلام.

جهود مصر لم تتوقف منذ طوفان الأقصى الذى انطلق فى السابع من أكتوبر الماضى دفاعًا عن الأشقاء وضد عمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى وضد تهجير أبنائه، والتى يهدف الاحتلال من خلالها إلى القضاء على القضية الفلسطينية، ليجرنا جار السوء الصهيونى إلى معركة جديدة بعد سيطرته على محور فيلادلفيا فى خرق واضح لمعاهدة السلام بين البلدين، وفى محاولة بائسة لفتح بؤر جديدة للصراع فى المنطقة بعد توغله فى الضفة الغربية وضربه المتواصل للجنوب اللبنانى.

العدو الصهيونى الممثل الشرعى لجار الندامة لم يكتف بأعماله الإجرامية شمالًا، بل توغل فى قلب القارة السمراء ليكمل مخططاته الاستعمارية عبر تشتيت الأمة والتأثير على مقدرات مصر، وظهرت بصماته الإجرامية فى العديد من دول الجوار وأخيرًا توجه إلى الجنوب وقرر الدخول إلى أدغال إفريقيا.

بداية فإن دولة الاحتلال لم ولن تكون يومًا دولة صديقة، فهى لا تحترم المواثيق ولا القوانين الدولية ولا حتى معاهدات السلام، فمخطئ من يظن أن الذئب له دين!

تصريحات نتنياهو العدائية مؤخرًا أن مصر هرَّبت السلاح إلى حماس لتقويض قوة إسرائيل طوال حكم الرئيس مبارك والرئيس مرسى، بالسلاح فى إشارة إلى مسئوليتها عما آلت إليه الأوضاع يكشف مدى العداء الكامن فى قلب الذئب الصهيونى تجاه القاهرة، ويؤصل فكرة الصراع الأبدى نحو مصر رغم اتفاقية السلام.

التمدد الإسرائيلى فى إفريقيا له جذور تاريخية منذ حادث عنتبلى عام 1975 عندما تم اختطاف طائرة فرنسية، كان من بين ركابها يهود وإسرائيليون فأرسلت إسرائيل قوات خاصة لأوغندا لتحرير رعاياها، ومنذ تلك اللحظة بدأت فى وضع أقدامها فى هذه المنطقة، كما بدأت فى عمل علاقات مع دول إفريقية بعد نجاح العملية، وذلك عبر إرسالها مجموعة من ضباطها المتقاعدين للعمل كمدربين عسكريين لتكون هذه بداية نقطة الارتكاز الإسرائيلى فى دول إفريقيا ومن بينها إثيوبيا.

إسرائيل استغلت إمكاناتها العسكرية فى تدريب الجيوش البدائية فى تلك الدول، وبعد أحداث 11 سبتمبر أسست شركات أمنية ضخمة وبدأت فى تقديم خدماتها المجانية لتلك الدول التى تعانى الانقسام والقبلية، فى توجه تدريجى لرفع العداء داخل هذه الدول تجاه مصر العدو الأول الراسخ فى كيان الاحتلال.

إسرائيل تساعد 12 دولة إفريقية وتتعاون معها عسكريًا، وتقوم بتدريب الطيارين الإثيوبيين وتطوير مهاراتهم القتالية وغيرها الكثير من أدوات الدعم اللوجستي، ومنها عمليات تأمين سد النهضة.

إسرائيل لا تفعل ذلك اعتباطًا وإنما هو من باب الضغط على مصر لتقويض دورها الاستراتيجى فى المنطقة، وجاء الرد المصرى واضحًا للضغط على إثيوبيا ومن خلفها إسرائيل بتوطيد العلاقات المصرية مع العديد من الدول الإفريقية، وآخرها التعاون العسكرى مع الصومال عبر إرسال قوات للدولة الملتهبة فى رسالة واضحة للذئب اليهودى، وبعد الصومال عقدت القاهرة اتفاقًا عسكريًا آخر مع نيجيريا وبدأت مصر تتوغل فى إفريقيا عبر علاقات مماثلة مع إريتريا وكينيا وغيرها.

باختصار.. إسرائيل العدو الأول للمسلمين والعرب رسخت علاقتها داخل القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة التى شهدت زحفًا كبيرًا فى العمق الإفريقى، الأمر الذى دفع مصر لتعزيز تواجدها بكل السبل فى معركة شرسة يقف خلفها الجار الصهيونى، والتى قد تمتد إلى فترات طويلة وتتخذ أكثر من مسار للصراع الأبدى العربى الإسرائيلى ضد العدو الماكر الذى زرع بليل فى المنطقة بهدف تفتيت وحداتها وضياع مقدراتها والسيطرة عليها.

تحيا مصر التى حملت على عاتقها قضايا الأمتين العربية والإسلامية وليذهب جار السوء إلى الجحيم.

 

[email protected]