أعراض صادمة لا تعرفها تكشف عن إصابتك بالتصلب المتعدد.. طبيبة أعصاب تحذر
حذرت طبيبة أعصاب من أن مرض التصلب المتعدد الذي يضرب الجهاز العصبي المركزي، غالبًا ما يظهر في البداية عبر مجموعة من الأعراض غير المحددة، مثل الشعور بالتعب والضعف العام، اضطراب في المشي، صعوبة في التذكر، والدوخة، لكن هناك أعراض محددة تظهر بشكل متكرر بين المرضى، وتشمل اضطرابات بصرية وتنميل ووخز في الأطراف.
أعراض صادمة للإصابة بمرض التصلب المتعدد
ووفقًا لما ذكره موقع gazeta.ru، يهاجم التصلب المتعدد الجهاز المناعي طبقة الميالين التي تغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى تلف هذه الطبقة وظهور أعراض متعددة تختلف بناءً على مكان هذا التلف.
أحد الأعراض الرئيسية للتصلب المتعدد هو تلف العصب البصري، الذي قد يظهر في عين واحدة فقط. هذا التلف يؤدي إلى ضعف في الرؤية قد يتراوح من عدم الوضوح وصولاً إلى العمى الكامل، وقد يعاني المريض أيضًا من ازدواجية في الرؤية أو فقدان نصف مجال الرؤية. تعتبر هذه الأعراض البصرية من العلامات التحذيرية الأولى التي تشير إلى احتمال وجود التصلب المتعدد، وهي تتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا.
بالإضافة إلى الأعراض البصرية، غالبًا ما يشعر المريض بتنميل أو وخز أو إحساس بالقشعريرة في الأطراف. يمكن أن يؤثر هذا الإحساس على ساق واحدة أو كلا الساقين، وكذلك على الذراعين أو الجذع. في بعض الحالات، يفقد المريض مستوى معين من حساسية هذه الأجزاء من الجسم، ما يؤدي إلى صعوبة في تنفيذ الحركات الدقيقة أو اضطراب في التنسيق الحركي واختلال في التوازن. قد يظهر هذا العجز في أحد الأطراف أو في أكثر من طرف، مما يعزز الشكوك حول الإصابة بالتصلب المتعدد.
تشدد الدكتورة بوتينا على ضرورة استشارة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض. التصلب المتعدد لا يمكن تشخيصه بناءً على الأعراض فقط، نظرًا لأن هذه الأعراض قد تظهر نتيجة لأمراض أخرى مختلفة. لتأكيد التشخيص، يتطلب الأمر إجراء فحوصات طبية محددة، منها عملية البزل القطني (lumbar puncture) التي تعتبر إحدى الوسائل الرئيسية لتشخيص المرض.
البزل القطني هو إجراء طبي يتضمن أخذ عينة من السائل النخاعي المحيط بالحبل الشوكي والدماغ لفحصها في المختبر. يساعد هذا الفحص في الكشف عن علامات الالتهاب أو وجود مواد كيميائية غير طبيعية تشير إلى التصلب المتعدد. يعتبر هذا الفحص ضروريًا لتأكيد التشخيص، بالإضافة إلى فحوصات أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يمكنه الكشف عن تلف الميالين في الدماغ والحبل الشوكي.
بما أن التصلب المتعدد هو مرض مزمن ومعقد، فإن العلاج يركز عادة على تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المريض. يتضمن العلاج عادة استخدام أدوية لتخفيف الالتهاب وتقليل نشاط الجهاز المناعي، إضافة إلى العلاج الطبيعي والتأهيل لمساعدة المريض في الحفاظ على وظيفته الحركية وتخفيف التأثيرات الجانبية للمرض.
التصلب المتعدد يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة المريض، ويحتاج إلى متابعة دقيقة مع الأطباء المختصين لتطوير خطة علاجية تتناسب مع الحالة الفردية لكل مريض. الكشف المبكر والتشخيص الصحيح يلعبان دورًا كبيرًا في تحسين النتائج على المدى الطويل وتقليل تفاقم الأعراض.
