رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ثمة مثل يقول: «ورثت عن أبى نصف أصدقائه وكل أعدائه»

وهكذا حزب الوفد، ترث قياداته المتعاقبة عبر مسيرته الوطنية نصف أصدقاء الفترات والعهود السياسية، لكنها ترث أيضاً كل الأعداء.
تاريخ طويل من العداء لحزب الوفد أو حزب الشعب، يمتد بامتداد تاريخ الحزب.
مع انشقاق عدلى يكن عن الوفد بقيادة سعد باشا زغلول، تحول حزب الأحرار الدستوريين إلى خصم للوفد، وحليف للملك ضد الوفد.
وما إن مات سعد باشا، حتى انشق أحمد ماهر ومحمود النقراشى، وأسسا الحزب السعدى مدعين أن الحزب الجديد هو حزب الليبرالية، وأصبح همهما تحطيم الوفد وقيادته النحاس باشا وليس تحطيم الملك.
فى الأربعينيات انشق مكرم باشا عبيد سكرتير عام الحزب ورفيق النحاس باشا وصديقه الصدوق، وأسس الكتلة الوفدية وشارك فى وزارة ماهر والنقراشى عام 1945 بعد 3 سنوات من نشره «الكتاب الأسود فى العهد الأسود» الذى تحول فيه إلى تحطيم الوفد أيضا.
حتى بعد قيام ثورة يوليو، نسيت الغالبية أو تم دفعها لنسيان دور الوفد فى مكافحة طغيان الملك فؤاد وخليفته الملك فاروق وانتزاع مكاسب الشعب فى الفترة التى سميت بالفترة الليبرالية.
ظلت قيادات الوفد المصرى تكافح فى الشارع منذ 1918، وظل حزب الوفد بشكله التنظيمى يكافح عبر صناديق الانتخابات منذ 1924، ولم يتسن له الحكم سوى 7 سنوات فى 36 عاما هى الفترة من بداية الجهاد الوطنى عام 1918 وحتى حل الأحزاب 1954.
فنسيت الغالبية، التنكيل الذى تعرض له حزب الوفد فى العهد الملكى والصراع الممتد مع الملك والإنجليز، ولم يتذكروا سوى الكتاب الأسود وحادثة 4 فبراير 1942.
لماذا لا يذكرون أن الوفد هو صاحب «منظومة» الكفاح المسلح ضد الإنجليز بعد عودته للحكم عام 1950؟ لماذا لا يذكرون أن النحاس باشا هو صاحب مقولة «تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر» رفضا لكل المفاوضات مع الإنجليز التى كانت تتبنى بند الخروج المصرى من السودان مقابل الخروج الإنجليزى من مصر؟
لماذا لا يذكرون أن الوفد الذى كان فيه عدد من كبار الملاك أمثال فؤاد باشا سراج الدين وكمال باشا علما، كانت غالبيته «أفندية وفلاحين» أمثال أحمد أفندى مرعى الذى أسقط رئيس الوزراء يحيى باشا إبراهيم فى انتخابات 1924؟
لماذا لا يذكرون إنجازات حكومات الوفد السياسية والتشريعية ومنها مجانية التعليم وجامعة الدول العربية ؟
وعندما قامت ثورة يوليو، كان الظن هو إنصافها للوفد الذى حارب بضراوة غرور الملك وسيطرة المحتل الإنجليزى.. لكن للأسف وكأن الثورة أضافت هدفا سابعا لأهدافها الستة، وهو «القضاء على حزب الوفد».
فتم حل الأحزاب والتنكيل برموز الوفد، وأولهم النحاس باشا.
ومر العهد الناصرى، وتحدث الجميع عن مآسى الإخوان والشيوعيين واليسار.. لكنهم لم يتحدثوا عما تعرض له الوفد فى الخمسينيات والستينيات، سوى بمشاهد سينمائية سمجة تسخر من الباشوات.
حتى الرئيس السادات الذى انقلب على الناصرية، تحمل بل سمح ونظم عودة الإخوان ولم يتحمل عودة حزب الوفد.
وهكذا لم يترك السادات المجال لفؤاد باشا سراج الدين وإبراهيم باشا فرج.. فأصدر قرارات العزل السياسى لمنعهما من ممارسة السياسة.
دفع الوفد ثمنًا باهظًا فى جميع الانتخابات التى أجريت فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك منذ 1984، والتزوير الفج فى التسعينيات، وحتى انتخابات 2010 التى انسحب منها.. لكن ما إن قامت ثورة يناير حتى نسى الجميع دور الوفد، وأهالوا التراب على نضاله فى عهد مبارك.
الآن.. أرى وجهًا سافرًا لعداء الإخوان للوفد، ردًا على وقوف الوفد فى صف الدولة الوطنية.
أداء منظم من إخوان الخارج لشيطنة الوفد وتسفيه دوره واسمه، حتى يفقد الوطن ركنًا أصيلًا وفاعلًا فى حياته السياسية الحزبية.
ربما تنتهى الأزمة، لكن لن تنتهى الخصومة مع الوفد.. فالخصومة باقية، ولن يذكر شرف الوفد إلا المنصفون.. وهم قليلون.