رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عصف ذهنى

ليس كل الرقص عيبا فهو أحد الفنون الراقية وله نجومه ومريدوه، فى المكان والزمان المناسبين، ولكن عندما يتحول الى إسفاف للفت الأنظار يصبح العيب بعينه، على غرار ما حدث ويحدث فى رحلات المدرسين والطلاب، وكذلك خلال حفلات التخرج ببعض الجامعات التى كانت ساحاتها من قبل، أشبه بالأماكن المقدسة يلتقى فيها الطلاب بالأساتذة لينهلوا من علمهم كرسل للمعرفة.
حامت تلك الأفكار برأسى وأنا أتابع فيديو (الخريج الراقص) بإحدى جامعاتنا ذات الشهرة الواسعة، التى تخرج فيها رواد فى شتى مجالات المعرفة، ولم أتصور للحظة أن يصل بها الحال حتى يجرى التخرج بالرقص على (واحدة ونص)، حيث قام الخريج باداء وصلة رقص هابطة، خلال صعوده الى منصة التكريم لاستلام شهادته على أنغام صاخبة لأغانى المهرجانات المسيئة، كما تتداولت ذلك السوشيال ميديا.
وقبل أن نلوم الخريج بمفرده فإننى أدين بشدة الأسرة التى تربى فيها والمحيط الذى نشأ به، حتى اكتسب هذه السلوكيات المعيبة التى سوف تحكمه مستقبلا، لأن ذلك من صميم دور الأسرة ثم المدرسة التى تربى قبل أن تعلم بحكم تبعيتها لوزارة اسمها التربية قبل التعليم. 
كنا نأمل من الخريج نصيحة لزملائه قبل تخرجه، او كلمة عرفان لاساتذته قبل حصوله على شهادته، ولكن ما رأيناه سقطة فى صورة (رقصة) تعبيرا عن فرحته بهز الوسط فهز دون ان يدرى هيبة الحرم الجامعى!!
ورغم ان الجامعة قد احالت (الخريج الراقص) الى التحقيق قبل أيام، إلا أن ذلك لا يسقط عنها الوزر، فكيف صمت اعضاء المنصة، حتى انتهت وصلة الرقص التى ختموها بالتصفيق الحاد واستقبال الراقص ببشاشة وترحاب، بدلا من نهره وإلغاء حفل التخرج الى حين، والأغرب كيف سمحت إدارة الجامعة بدخول (الدى جى) ومعدات الموسيقى الصاخبة داخل القاعة التى رقص فيها الخريج ، ثم أليست بعض الجامعات تدعو مطربى المهرجانات لإقامة الحفلات داخل أسوارها بدلا من التوسع فى إقامة المنتديات الثقافية والندوات الفكرية!! باختصار ما حدث سقطة كبيرة، والمسئولية الأكبر تقع على عاتق كل أسرة ومدرسة وناد وإعلام وثقافة ودين، لمد جسور الحوار بين الكبار والصغار، بدلا من تركهم فريسة للسوشيال ميديا، التى أصبحت حلم كل شاب وفتاة ان يركب يوما (الترند) على صفحاتها، بعدما ساد (حوار الطرشان) فى كل بيت، لذلك فليس غريبا أن نرى (الخريج الراقص) مرة أخرى.