رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«دماء على الأسفلت» 1922 فيلم للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وإخراج المبدع عاطف الطيب بطولة الفنان نور الشريف وحنان شوقى وإيمان الطوخى وحسن حسنى وطارق لطفى فيلم دق ناقوس الخطر واستشرف حال ليس جيل التسعينيات بمتغيراته الصادقة بل الأجيال القادمة وما سوف تواجهه من توحش رأس المال وضياع القدرة وغياب تام لدور الأسرة وطغيان المادة على الأخلاق فى الصحة والتعليم والفن وانتشار المخدرات والبلطجة وبداية تكوين كيانات جديدة من دوائر لرجال أعمال فاسدة تستغل نفوذها وسطوتها فى شراء النفوس الضعيفة من الموظفين، كل هذا بعد أن سادت الأنانية فنظريات «الفردية» والنفعية الذاتية على حساب البعد الاجتماعى وصلة الرحم والدور الذى يجب أن يقوم به الأبناء تجاه أسرهم فقد سافر الدكتور العلامة «سناء» نور الشريف إلى الخارج للعمل واستكمال دراسته وأبحاثه بعد عروض خارجية أغرته بالمال والمعامل الحديثة وفرصة التفوق وأثبات الذات فترك أسرته ووالده وحبيبته «سهام» إيمان الطوخى ليعود فيجد مجتمعه الصغير والكبير قد انقلب رأسًا على عقب.. والده حسن حسنى تزوج من أخرى بعد وفاة والدته وإخوته الصغار فقراء جوعى لكنه لا يلتفت إليهم تكبرًا وغرورًا بمكانته ووضعه، أما شقيقته ولاء أو حنان شوقى فإذا بها فتاة ليل تعمل فى السياحة ظاهريًا وتبيع جسدها ليلًا مقابل «الأخضر»، وأخوه الأصغر طارق لطفى يتوهم أنه فنان وهو لا يملك أى موهبة أو إمكانيات يعمل فى فرقة مغمورة ويدمن المخدرات ويبيعها بعد أن استغلته سيدة تكبره فى العمر تعمل فى مجالات عدة جميعها مشبوهة ويضطر الابن لسرقة ملفات مهمة من مكتب أبيه تخص وزارة الصحة ومخالفات أدوية واستيراد وبيع دماء وغيرها وقضايا كثيرة جميعها متصلة بعضها البعض... الأب مغيب بالزيجة الجديدة وبلقمة العيش وسد رمق الصغار فلا يهتم بابنته ومعرفة مصدر أموالها الكبيرة ولا يدرى بحال ابنه وإدمانه وتغير خلقه وسلوكه وسرقته لملفات مهمة من مكتبه نظير رشوة ، جيل كامل فى حالة ضياع وتوهان ينتهى به الحال لأن تلقى الابنة ولاء بجسدها تحت عجلات سيارة لتنهى حياتها المدمرة الساقطة... إن الدماء التى على أسفلت الطريق هى دماء جيل غابت عنه كل أدوات التربية والتعليم والثقافة والإعلام مع هجرة الأسرة داخليًا وخارجيًا بحثًا عن المال والسلطة وتحقيق الذات واليوم انضمت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الإلكترونية إلى قائمة الأدوات الهدامة الفتاكة فى تكوين المجتمع وبناء الوعى الغائب المشوهة..
كيف انحدر السلوك العام وأصبحت البلطجة والسوقية والإباحية جزءًا من مكون الجيل الحالى.. كلمة العيب والغلط واحترام الكبير والعطف على الصغير صارت من التراث البائد واستبدلنا كل هذا بالعشوائية والفجاجة بداية من الفنون والإعلام نهاية بالتعليم والعلم، فلا تقدير لقيمة المعرفة والثقافة وإنما تعظيم دور التفاهة والصفاقة وكل ما هو غريب من أفلام ومسلسلات وبرامج تتفنن فى تقديم هؤلاء على اعتبار أنهم نجوم وتصدر الأخبار مقولة «الترند» لتحقيق أعلى نسب مشاهدة لكل ما هوغريب وشاذ، ولم نجد قوانين تروج لهذا الإسفاف الإلكترونى وتمنع مشاركة الصغار وسوقية وبجاحة الكبار... وصمت الكثير خوفًا ورهبًا فإذا بنا نجد حالة هلامية تضرب الحرم الجامعى فى حفلات التخرج وتسقط البقية الباقية من جلال وهيبة الأستاذة والصرح العلمى... إنها دماء جيل فاقد البوصلة على مسرح العلم والحياة وهى ليست مسئولية دولة ولا وزارة فقط ولا جامعة ولا مدرسة وإنما أسرة ومجتمع وحزمة حاسمة صارمة من القوانين ودور رئيسى للمعلم والمدرس والأستاذ على الكل أن يشارك ويقوم بدوره... ويصحح مساره واتجاه حتى لا نفقد ثروتنا الحقيقية فى جيل متعلم واع منضبط راق سلوكيًا وخلقيًا... دماء على الأسفلت وعلى المسرح...