كورونا ليس الأول.. "جوازات سفر الطاعون والجدري" سبقته
تعد جوازات سفر لقاح كورونا واحد من أشهر معالم السفر الآن في أوروبا، حيث أصبح بطاقة المرور إلى الحياة الطبيعية والدليل القاطع على تلقى الشخص اللقاح ضد كوفيد-19.
(اقرأ أيضا).. فيروس كورونا ليس الأخطر.. أوبئة أفزعت العالم من قبل
يعتقد البعض أن جواز سفر كورونا أمر مُستحدث وصل إليه العلم مع التطور التكنولوجي، ولكن في الواقع يعد جواز السفر ضد الأوبئة أمر مُتعارف عليه منذ سنوات طويلة.
ما قصة جواز سفر لقاح الطاعون في الهند؟
في تسعينيات القرن الـ 19، عندما ضرب وباء الطاعون، العديد من دول العالم، أقرت الحكومة البريطانية في الهند، مطالبة المسافرين بتقديم شهادة حكومية تثبت تلقى المُسافر اللقاح المضاد لهذا المرض البكتيري.
نظرًا لإجراءات الحكومة البريطانية ضد المصابين الهنود بالطاعون التي كانت قاسية للغاية، حيث أجبروا المرضى على إخلاء منازلهم وحرقها تمامًا بجانب إصدار شهادة حكومية، أدى ذلك إلى اندلاع اضطرابات مدنية في جميع أنحاء البلاد، من خلال تنظيم إضرابات ومظاهرات تحولت إلى أعمال عنف وشغب.
هل هناك فرق بين جواز سفر كورونا والطاعون؟
لا يوجد اختلاف كبير بين جواز سفر كورونا والشهادة الصحية ضد الطاعون، فكلاهما دليل قاطع على تلقى الجرعات المطلوبة ضد المرض سواء كانت ورقية أو رقمية، مما يتيح للشخص إمكانية دخول الأماكن والسفر والتجول بحرية.
ويهدف في الوقت نفسه إلى إبعاد الذين لم يتلقوا اللقاح عن الأماكن العامة، حيث يمكنهم نقل فيروس كورونا، لذا يَمنح الأشخاص الملقحين فرصة العودة إلى حياتهم الطبيعية نوعاً ما.
الندبة.. جواز سفر الجدري
لم يكن جواز سفر الطاعون هو الأول والأخير، إذ ظهر في مطلع القرن العشرين جواز سفر الجدري عندما كانت الولايات المتحدة في قبضة الوباء.
خلال فترة التفشي التي استمرت 5 سنوات من عام 1899 إلى عام 1904، أكد مسؤولو الصحة الحكوميون 164283 حالة إصابة بالجدري،
ولإبطاء انتشار الفيروس شديد العدوى والقاتل في كثير من الأحيان، كان هناك ضغط على الصعيد الوطني للتطعيم ضد الجدري في المدن والولايات التي شهدت أسوأ حالات تفشي المرض، كان التطعيم إلزامياً وكان يلزم الحصول على شهادات التطعيم الرسمية للذهاب إلى العمل أو الذهاب إلى المدرسة العامة أو ركوب القطارات أو حتى الذهاب إلى المسرح.
كان التطعيم ضد الجدري عام 1900 الأكثر قسوة على الإطلاق، حيث كان يعني فتح جلد الجزء العلوي من الذراع، ثم غرس الفيروس الحي في الجرح مباشرة، مما كان ينتج عنه ظهور أعراض شديدة مثل الحمي وألم شديد في الذراع واستمرار الندبة في الذراع مدى الحياة.
وأصبحت هذه الندبة القوية في الذراع هي نفسها تذكرة الدخول الوحيدة أو جواز السفر لكل من يرغب في مغادرة البلاد أو التمتع بحياته وسط الإجراءات الاحترازية المُتبعة ضد الوباء الذي ضرب العالم.
لمزيد من موضوعات قسم كان زمان علىAlwafd.news
موضوعات ذات صلة
الإنفلونزا الإسبانية قتلت 50 مليونًا.. والطاعون 75 مليونًا: تاريخ الأوبئة فى العالم
قبل الكورونا.. 5 فيروسات هددَّت البشرية من بينهم الإنفلونزا
عالم أوبئة: الصين قادرة على احتواء التفشي الأخير لكورونا خلال شهر