عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أرجوك سامحني .. ياسمين تنهى حياة أخيها

فتاة حزينة
فتاة حزينة

كانت الشمس شاهدة على ما أضمرته «ياسمين» في قرارة نفسها وهي على يقين بما تسوّل لها، لو كان بإمكانها قذفها بنارها المستعرة لتُنقذ العالم من شرّ ما ارتكبته في حق نفسها والإنسانية لفعلت.

 

اقرأ أيضًا: فزع في أوسيم بعد محاولة شاب إنهاء حياته.. فيديو وصور


«إنه أخوكِ، أخوكِ أيتها الآثمة، يجري في أوداجكِ نفس دمِه».. هكذا حدّثتها نفسها، وسرعان ما مدَّت أناملها تزيح عبرات ساخنات ترقرقنَ من عينيها، ثم استدارت ناحية لتلقي على أخيها النظرة الأخير.. ولكن وهو ماثل أمامها جثة هامدة!


ظلت تطيل النظر إلى جثمان أخيها وهي تردد كالبلهاء «قـ...تلت أخي بيدي.. قــ..تلته بيدي» وهي تضحك ضحكة مُرعبة بثّت في نفوس الحاضرين الهلع والفزعَ، طفقت تنظر إليه بل ودنت منه حتى كادت أن تلتحم به،  ثم جعلت تنظرُ إليه وتردد: «أرجوك سامحني يا أخي».


«ما عنّ لها طلب إلا لبّاه لها، وما تاقت نفسها لشيءٍ إلا اشتراه لها في لمح البصر، وما ابتغت طلبًا إلا ونالته في الحال».. اقترب أحد الحضور من أذن الآخر هامسًا بتلك الكلمات في أسى، مستنكرًا قتل الشاب الثلاثيني «أحمد. ش» على يد شقيقته.


«ابنتي حرقت قلبي على أخيها وعليها.. فقدت صوابها وأكل الجنون أحشاءها وألهب قلبها، وأخوها  الآن على فراشِ الموتِ».. قالتها الأم المكلومة وهي تصيح كالثكلى وقلبها يغلي كغليان المرجل، صكّت وجهها وشقت عباءتها، وأطلقت صرخات سمعها القاصي والداني أثناء تُوديع ابنها وهو يسبح في بحر من الدماء.


وما هي سوى بعض لحظات ثم سمعت صافرات سيارات الشرطة غير بعيدٍ، ومن ورائها صافرة سيارة الإسعاف، ثم ترجّل الضابط برفقته ثُلة من العساكر، وساروا نحوها.


أقبل العساكر نحو جثةَ أخيها فوضعوها في سيارة الإسعاف، ثم ركبت هي سيارة الشرطةِ، وتوجهت بها إلى القسم للتحقيق فيما جرى.


وفي بداية التحقيق معها داخل أروقة قسم ثان المحلة بمحافظة الغربية تلعثمت أمام الضابط وقت سؤالها عن ملابسات الواقعة، ولكن في النهاية اعترفت بأنها أقدمت على إنهاء حياة أخيها بعد اعتراضه على نشرها فيديوهات على «تيك توك».


وفي التحقيقات قالت «فتاة المحلة»: «أمطرني أخي بوابل من الشتائم حين رأى فيديوهاتي على «التيك توك»، واستيقظت أمي على صوت شجارنا، كل ما أتذكره فقط أنني استشطت غضبًا، واندفعت نحو

المطبخِ وأحضرت آلة حادة وخرجت في الحال، ظلت أمي تهدئُ من روعي، وتستسمحني ألا أمسّه بسوء، ولكن كلماته النابية أعمتني عن توسلاتها.


ثم نزلت بها على صدر أخي، ثم سرعانَ ما سقط أخي، فألقيتها من يدي فجأة! غير مصدقة ما اكترثت حتى الآن!


حكت «ياسمين» ما جرى تفصيلًا، وتمكن منها خوف لا حدود له فعادت تتلعثم ثانية وانبرت توبّخ نفسها باستماتة، بينما الضابط يهزّ رأسه آسفًا.
فتحَ الضابطُ محضرًا باعترافات المتهمة، ثم أمرها بالتوقيع عليها، ونادى على حاجبه قائلًا:
- خُذها إلى الحجز لحين تحويلها إلى النيابة.
فصارت معه مكدودة مهمومة موجوعة نادمة، بينما ردد الضابط في أسف بالغ:
- جاء علينا زمان تق...تل فيه الأخت أخاها، وكأنه جرس إنذارٍ لاقتراب القيامة.


وأفاد شهود عيان بالمنطقة بأن المتهمة تعاني من مرض نفسي منذ سنوات عدة وأن المجني عليه اعترض سلوكيات الفتاة بسبب تعاملها مع مواقع التواصل الاجتماعي «التيك توك»، وهو دفعها لإنهاء حياته كونها تعاني من خلل نفسي، ودخولها في عزلة منذ  7 سنوات، حيث تمكنت من إنهاء حياته في غفلة أثناء وجوده بمنزل الأسرة.


تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة، وكلفت إدارة البحث الجنائي بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة، ونقل الجثة إلى مشرحة مستشفى المنشاوي العام بطنطا، وانتداب الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية ومعرفة سبب الوفاة تمهيدًا لاستخراج تصريح الدفن وتسليم الجثمان إلى ذويه.

 

موضوعات ذات صلة:

كنز وثراء.. أحلام خلف القضبان

سعيدة تسطر نهاية حزينة بـ«حبة الغلة»

للمزيد من قــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــــــــــــــة جريـــــــــــــــــــــــــــــــــــمة اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا