عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

تؤمن الدولة المصرية بحسن الجوار وبرفع راية السلام في كل ربوع الأرض، تؤمن بأن السلام لا يتحقق إلا بالعدل وبعدم التدخل في شؤون الآخرين، تستطيع إدارة أوراقها السياسية بين شتى الدول ببراعة، وهو ما ظهر جليّا في مساعي تركيا لتحسين العلاقات مع مصر بعد جهود مصر الحثيثة في مختلف قضايا المنطقة، كما ظهر جليّا أيضًا في المؤتمر الصحفي الأخير بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء اليوناني والذي أظهر الاحترام لكل جهود الدولة المصرية حتى في الاستجابة لإيصال الود بين مصر و الجانب التركي، علمًا بأن لولا أنامل مصر الذهبية في الدبلوماسية الخارجية لاستاءت اليونان وقبرص من ذلك التقارب المصري التركي لما تمارسه تركيا من انتهاكات في حق الدولتين خاصة في التعدي على الحدود البحرية لقبرص وجزيرة كريت.
وعلى الرغم من مساعي مصر في وأد الخلافات المصرية التركية، ولكن لم تحقق المحادثات على مستوى وزيري الخارجية كثير من الآمال المرجوة ، على الرغم من إبداء تركيا  النية الموافقة على شروط مصر في المصالحة وهى المعايير المنطقية من أجل توطيد أواصر العلاقات بين بلدان العالم، ألا وهى عدم تمويل الإرهاب وإخراج المرتزقة من ليبيا وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وإيقاف اى إعلام معادٍ.
ولكن على مايبدو أن الأتراك لديهم صعوبة في التفاوض وذلك ليس مع مصر فقط ،فالمفاوض التركي سريع الغضب، يؤمن أن تركيا فوق العالم وأن لديها أعلوية فوق الآخرين، مما يجعل الكبرياء التركي يسيطر على لهجة المفاوضات إيمانا منهم بعودة الإمبراطورية العثمانية يومًا ما، ليس من السهل عليه الاعتراف بالخطأ أو التقهقر للوراء حتى وان لم يكن على صواب.

يعتقد الطرف التركي دائمًا أنه يستطيع اللعب بكل الأوراق في آن واحد، مثلما فعلت تركيا في احتفاظها بمنظومة الصواريخ اس 400 الروسية وعدم قدرتها على تشغيلها سواء داخل حزب الناتو أو خارج الحزب، ورغبتها في استكمال برنامج التدريب على طائرات اف 35  رغم عقوبات أمريكا عليها وحرمانها من تلك الصفقة، في نفس الوقت أيضًا، تحاول تركيا الإبقاء بعلاقات جيدة مع حليفتها أمريكا ولكن يساعد بنك "خلق" التركي إيران في التهرب من العقوبات الاقتصادية الموقعة عليه من قبل أمريكا.

ولكن لايوجد مفاوضات بلا نقطة ضعف، فالغاز هو نقطة ضعف تركيا العظمى، بعد تعثر خطي الغاز ترك ستريم ونورد ستريم، وتشكيل كيان قوي للغاز وهو منتدى غاز شرق المتوسط ، أصبحت تركيا جزيرة منعزلة بعد تشكيل كيانات للغاز وإقصائها  تمامًا، وضياع أحلامهافي السيطرة على النفط في ليبيا بعد ما أصبح الاستقرار يلوح في الأفق في طرابلس وسرت وبداية فتح الطريق الساحلي.
يبدو أيضًا إن الغاز هو أمل تركيا الوحيد المتبقي كي تستطيع النجاة من كل المشاكل الاقتصادية التي تواجهها وارتفاع التضخم وانهيار الليرة التركية.
حان الوقت لكي يعلم الجميع أن مصر هي همزة الوصل، هي السر والإجابة ، هي الألف والياء في إقليم ملتهب بقضايا عدة.