رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية بيروت هذه الأيام ليس جديدًا، فمن قبل اخترقت جدار الصوت مرات ومرات فوق لبنان، ولكن الجديد الذى نقلته وكالات الأنباء هذه المرة أن الطائرات حلقت فوق قصر بعبدا المهجور! 

كان هذا هو اللافت فى الخبر، وكان اللافت أن تتوقف وكالات الأنباء أمام تحليق الطائرات فوق القصر الرئاسى بالذات وأن تصفه لأنه مهجور. 

أما لماذا هو مهجور؟ فلأن الرئيس ميشل عون عندما غادره فى ٣١ أكتوبر من السنة قبل الماضية، قد بدا وكأنه قد أخذ مفاتيحه معه.. فالقصر من موقعه فى شرق العاصمة اللبنانية لا يزال فى انتظار الرئيس الجديد ولكن دون جدوى، وفى الشهر بعد المقبل سوف يكون فراغ القصر قد مر عليه عامان كاملان! 

ولو كان الرئيس اللبنانى يجرى انتخابه من اللبنانيين مباشرةً لكان الرئيس الجديد قد دخل القصر فى اليوم التالى لمغادرة عون، ولكن المشكلة أن انتخابه يتم عن طريق أعضاء مجلس النواب الذين لم يتفقوا طوال سنتين على انتخاب رئيس للبلد! 

وليس سرًا أن حزب الله هو الذى يعطل مجىء الرئيس الجديد، فمن خلال الأعضاء الذين يمثلونه فى المجلس يستطيع الوقوف فى طريق تمرير الاسم الذى لا يريده.. وكلما اتفق اللبنانيون على اسم لا يصادف هوىً لدى الحزب فإنه يعترض عليه ولا يمرره! 

قد تتفق مع ما يقوم به حزب الله على جبهة المقاومة، وقد ترى أنه يمثل شوكة فى حلق الإسرائيليين، ولكن حتى هذه النقطة لا تزال محل خلاف واسع بين فريق يرى أن الحزب يقاوم اسرائيل بالفعل، وبين فريق آخر لا يرى ذلك ولا يشهد به.. وهذه بالطبع قضية أخرى.. ولكنك لا يمكن أن تتفق مع نهج الحزب فى الداخل اللبنانى، ولا مع أسلوبه الذى يدل على أنه لا يعنيه أن يكون فى لبنان رئيس على مدى سنتين كاملتين، ولا يهمه أن يستقر البلد، ولا أن ينعم بوجود رئيس فى القصر. 

لا يهم هذا حزب الله ولا يعنيه، ويبدو فى الكثير من الحالات وكأنه قد وضع لنفسه مهمة هى أن يكون فوق الدولة اللبنانية، لا خاضعًا لدستورها وقانونها.. فما أكثر ما دعا نبيه برى، رئيس مجلس النواب، إلى جلسة للمجلس تنتخب الرئيس، ولكن اللبنانيين كانوا يكتشفون فى كل مرة أن الحزب يقف للجلسة بالمرصاد، وأن مصير ساكن بعبدا لا يزال رهين رضا الحزب!