عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا تغيب عن صفحات التاريخ جزيرة سيشل التى شهدت نفى سعد باشا فى عام 1921م وهو الحدث الذي أجج مشاعر المصريين وحميتهم وغيرتهم على الوطن وقتها وتفجرت الثورة ثانية من أجل استقلاله. ومن الناحية النفسية كان ردًا طبيعيًا من المواطن الغيور، فالألم هو أعظم قوة تستطيع إخراج من البشر الطاقات المكنونة والأحلام المكبلة وتدهس الخوف والتردد داخل النفس فيندلع فتيل الثورة النزيهة.

ولكن فى وسط الظروف الاقتصادية الآن والتى تبذل الدولة قصارى جَهدها لحلها والغزو الإرهابى الاستيطانى كما استوطن الانجليز مصر, لا أرى أن كل تلك الآلام التى يمر بها المواطن المصرى تخلق بداخل نفسه نفس حالة الغليان والحمية اللازمة للحراك الوطنى كمثل عام 1921م.

فالحراك الوطنى الشخصى لا يقود الثورات ضد المحتل فقط بل يقود أيضًا ثورات الإصلاح والتنمية والنشاط والحركة الأكثر من أجل الإنتاج والصناعة والتغيير.

ولكن على ما يبدو ان الهوية المصرية ما بين انتهاء الألفية الأولى انتقالا بها إلى الألفية الثانية حدثت بها طفرة جينية! ولم يصبح الألم والغيرة على الوطن يصيبان المواطن العاشق لوطنه بالحمية اللازمة للحراك والتحرك من أجل ثورات من طراز خاص ولكن أصبح يصيبه بالسخط أكثر وأكثر، فدائرة السخط دائرة مفرغة بلا شك فهى نتاج شخصى بحت, فردى الفعل فردى رد الفعل!

فعندما يخترق نظام المرور فردًا يسخط الآخر على النظام كله فيذهب مخربًا إياه كرد فعل انتقامى بأى شكل، وكأنه يقول بداخل نفسه لماذا لا أكون أيضًا خارقًا للنظام, فلا يعبأ بعمله مثلا ليأتى الثالث ساخطًا على ذلك الفرد المقصر فى عمله لينتقم هو الآخر ويخرب أكثر فأكثر!

ولأن دائرة السخط مفرغة بحتة عندما تكتمل, لا بداية ولا نهاية لهذا الشكل الهندسى فتتأثر كل مناحى الحياة حتى الحياة السياسية ونرجع لنلوم ونسخط وندعى أنه لا توجد معارضة حقة.

نعم لا توجد معارضة حقة ولكن ليس لأنه هناك دولة ظالمة فمهما كان جور أى فرد فإنها لا تستطيع أن تقمع شعبا بأكمله!! بل المعارضة غائبة لأنها هشة ومفتتة ومشخصنة على مثال دائرة السخط تغيب عنها روح فريق العمل الجماعى وتتميز بالأنا.. أين أنا فى المشهد؟ وليس ما هو المشهد؟

وأعتقد الآن أن جزيرة سيشل المنفى المقدس لذلك المناضل اللا عنفى أصبحت تعلق فى أذهان المصريين كمنتجع سياحى يحلمون بزيارته ليست سيشل التى منها جاء أكبر درس فى تاريخ النضال النزيه.

[email protected]