سبرتاية كريم| خسر وظيفته بسبب كورونا فأنشأ أول مقهى على دراجة

 بـ "عَجلة وسبرتاية وكنكة"، حول الشاب كريم حلمه إلى حقيقة، وارتقى درجات النجاح من بدايته صوب إنجاز مشروع طالما تمناه منذ طفولته، ولم يكلفه أكثر من 3000 جنيه، استطاع من خلاله أن يثبت للعالم أن كل شيء يمكن تحقيقه بأقل الإمكانات، من دون أن يكون مُجبرًا على العمل مرة أخرى في مقاهٍ أغلقت أبوابه في وجهه بسبب جائحة كورونا.

استقبل الشاب العشريني كريم محررة الوفد، بوجه بشوش يضيئه الأمل الذي انعكس على عينيه المتطلعتين إلى المستقبل، ملابسه مهندمة، يعامل زبائنه باحترام بالغ، معروف للجميع، نشيط خفيف الحركة، يهرول هنا وهناك في الشارع لتوصيل أكواب القهوة للعاملين في المحال المحيطة به، في شارع طلعت حرب حيث اعتاد ركن دراجته على الرصيف، لبيع القهوة يوميًا من الساعة الـ1 ظهرًا حتى 11 مساءً، للمارة والموظفين الذين اعتادوا بداية يومهم بقهوته المميزة ورائحتها المنعشة، ورغم طقس الشتاء القاسي المتقلب، لم يتكاسل بل رمى حمله على الله قاصدًا الرزق الحلال.

اقرأ أيضًا:  

(شاهد) قصة مصرية وسوري تزوجا وابتكرا أكلات غير تقليدية

(شاهد) ملك الرنجة.. أول من قدم حواوشي وكريب سمك بمصر

 

قال كريم لـ الوفد، إنه يعمل منذ أن كان عمره 8 أعوام، وتنقل بين وظائف مختلفة عدة، لافتًا إلى أنه لا يحب أن يمد يده لوالده لأخذ مصروف أو مساعدة، ولكنه اعتاد تحمل المسؤولية منذ أن كان صغيرًا.

 

أفتخر ببيع القهوة على العجلة

وبفخر أكد أن مشروع العجلة بالنسبة له شرف كبير ورزق من الله، مؤكدًا أنه عانى الكثير خلال عمله طوال السنوات الماضية في مقاهٍ ومطاعم وأماكن أخرى، بينما عمله الحالي هو مشروعه الخاص المسؤول عنه، ولن يشعر أنه مهددًا بالبطالة مرة أخرى مثلما حدث خلال أزمة كورونا وتخلى عنه المقهى الذي كان يعمل فيه.

وأضاف كريم، أنه يصنع جميع أنواع القهوة، ومن أجود أنواع البن الموجود بالسوق، موضحا أنه يقدم قهوة بالنوتيلا، وقهوة بالبندق، وقهوة فرنساوي، وقهوة محوجة وسادة، بـ5 و10 جنيهات فقط، رغم أنه ينفق الكثير لشراء بُن من نوعية ممتازة.

 

أراعي زبائني وأبيع بأقل الأسعار

ولفت إلى أنه يقدم القهوة بسعر مخفض؛ لأن أغلب زبائنه من العاملين بالمحال، وهم على الله ينتظرون كوب القهوة ليستطيعوا أن يكملوا يومهم الطويل خلال عملهم وهم واقفون على أرجلهم، متابعًا، الجميع يعرفني في طلعت حرب، منذ سنوات وأنا أقف في المكان نفسه، وينتظرون موعدي لشرب كوب القهوة.

أريد كشك يحميني من برد الشتاء

كريم إلى جانب أنه شاب طموح، كان أيضًا شديد القرب من الله وظهر هذا جليًا في حرصه على أداء صلواته، وبنظرة متأملة للمستقبل يقول كريم: "عشمي في ربنا كبير أن مشروعي يكبر"، قالها كريم مؤكدًا أن كل ما يتمناه كُشك صغير يضع فيه "عدة الشغل" أدوات عملة المكوّنة من3  "سبرتايات"، وبعض أكياس البن ومرطبان السكر وكنك القهوة، إذ إنه لا يملك مصدر رزق آخر غير بيع القهوة على العجلة في فصل الشتاء القاسي، ووجود كشك سيكون مصدر حماية له من البرد القارس وتقلباته خلال عمله طوال الليل.

 

اعملوا وتوكلوا على الله ولا تنتظروا المساعدة

ونصح الشباب الذين لا يملكون عملًا بأنهم قادرون على تنفيذ مشروعات خاصة بهم، ويكون هذا المشروع مصدر رزق لهم، بأقل الإمكانات المتاحة، من دون أن ينتظروا من أحد تقديم يد العون، فقط عليهم أن يتوكلوا على الله ويأملوا خيرًا ويبدأوا من دون انتظار المساعدة.

شاهد الفيديو

 

لمزيد من الأخبار اضغط alwafd.news