صوم الميلاد .. صامه النبي موسي واستكمله الأقباط بطقوس خاصة

دقت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء 25 نوفمبر،  أجراسها لتعلن عن بدء  صوم الميلاد المجيد، وأقامت القداسات والصلوات الإلهية الاحتفالية لاستقال هذه المناسبة الجليلة التي تُعيد إحياء ذكرى الفترات الأخيرة من ظللام العالم الذي طمسه مجئ المسيح.

 

وفي الأسطر التالية تُقدم "بوابة الوفد" طقوس الكنيسة الأرثوذكسية خلال صوم الميلاد المجيد.

 

 موضوعات ذات 

بمناسبة رفاع صوم الميلاد..الأسباب العقائدية لصوم 43 يوم وتناول الأسماك

 

يُشير هذا الصوم إلى فترات الظلام الأخيرة قبل الإنارة الإلهية ومولد يسوع المسيح إبن مريم القديسة التي تحملت من أجلة ظلم العباد وأصابع الإتهام وسبها بألفاظ مُشينة وهى أطهر نساء الأرض، ولعل لتُهمت هذه البتول تسب فيها قُربها من خطيبها البار يوسف النجار الوفي الذي شاركها في جولت شتى من مراحل الحياة المتقلبة.

 

يستغرق الصوم الصغير  المعروف كنسيًا بـ" صوم الميلاد المجيد"، 43 يومًا ينقطع خلاله الأقباط عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان، وهو يختتم بإحتفالية التجلى والظهور وميلاد يسوع المسيح في 7 من يناير المقبل، وهى أحدى العبادات الأرثوذكسية يعود إلى القرن الرابع والخامس الميلادي وهو إحياء لذكرى مولد المسيح، وكان قديمًا يُصام 40 يومًا إحياء لطقوس نبي الله موسى حتى أضاف بعد ذلك ثلاثة أيام آخرى في عهد البابا إبرام البابا البطريرك حيث يصوم المسيحيون تذكارًا لواقعة نقل جبل المقطم.   

 

اقرأ أيضًا

بمناسبة صوم الميلاد.. هؤلاء القديسين شاركوا في لحظات المسيح الأولى

 

 كان اليهود قديمًا يصومون 40 يومًا حسب  سفر (خر18:24)  نسبة إلى نبي الله موسى إذ كان علية السلام  وذلك ليتسلم لوح الحجر لكلمة الله كما، وأضافت الكنيسة 3 أيام صوم تذكار معجزة نقل جبل المقطم في عهد القديس سمعان الخراز وهو أحد قديسي الكنيسة القبطية وكان يعيش في منطقة بابليون المعروفة حاليًا بـ"مصر القديمة" وكان البطريرك آنذاك هو نيافة الأنبا إبرآم السرياني بابا الكنيسة المرقسية الـ62 من بابوات البطريركية القبطية ، والتي تزامنت مع دخول الدولة الفاطمية في مصر وتولى الخليفة المعز لدير الله الفاطمي الحكم.

 

اقرأ أيضًا

مع استعداد الكنيسة لصوم الميلاد.. أسباب صوم الأقباط 43 يومًا

 

إتبعت الكنائس التابعة للأقباط الكاثوليك والأرثوذكسية  صوم الميلاد باختلافات طفيفة في موعد البدء  والفترات المتبعة إلا أن النهاية لكلاهما تختتم بإحتفالية مولد يسوع المسيح وظهور مُخلص الأمة  من الاضطهاد والظلم السائد في المجتماعت اليهودية آنذاك.

 

تتمتع  الكنيسة الأرثوذكسية بعدة طقوس في المناسبات المختلفة  ومن ببينها هذا الصوم حيث تتبع الكنيسة طقس يعروف كنسيًا بـ"الكيهكي" يبدأ

في شهر نوفمبر وحتى برامون أى يناير الذي يُصادف مولد مخلص الأمم، وتُقام  في الكنائس خلال تلك الفترة صلوات وقداسات إلهية صباحًا وصلوات عشية في المساء وعبادات مختلفة تعكس لحظات انتظار العالم لمولد المسيح.

اقرأ أيضًا

تعرف على أسباب تناول الأقباط للأسماك في صيام الميلاد

 

تمارس الكنيسة القبطية عبادة الصوم أغلب أيام السنة حيث يصل  عدد أيام صومها على مدرا العام مايقرب من  210 يوم، يأتي تمسك الأرثوذكسية لهذه  العبادة، ولعل لفوائد "الصيام" عمومًا في مختلف الجوانب النفسية و الروحية فهو يهذب النفس و علمها كيف تحمد الله على النعم وتعلم الانسان كيفية التأدب مع الفقراء والشعور بحاجتهم.  

 

 لم يكن هذا الصوم معترف عليه في الكنيسة إلا في عهد  البابا خريستوذولس البطريرك الـ66 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيث وضعه في قوانينه التي حدد بها الأصوام المفروضة، ونظرًا لعدد من الأحداث التاريخية التي تناول خلالها البطاركة مدة هذا الصوم التي بدأت في أول الأمر 28 يومًا حتى وصل إلى 43 يومًا.

اقرأ أيضًا

تعرف على أبرز المحطات التاريخية لتأسيس كنيسة العذراء بالزيتون

 

سمحت الكنيسة في بعض الأصوام من الدرجة الثانية بتناول السمك تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم، بعيدًا عن البعد الحرفي لكلمة السمك كرمز للمسيحية هو علامة مجلس كنائس الشرق الأوسط حتى الان، ويرمز  إلى معجزات الصيد الخاصة بالمسيح وتلاميذة،  كما ورد ذكره في الكتاب المقدس كنوع اللحوم ، فضلًا عن معناها في اللغات شتى من بينها اللغة اليونانية الناطقة لكلمة سمك بـ" أخسوس" تجمع حروف  "ايسوس و بخرستوس ثيؤس ايوس سوتير" أى يسوع مخلص الأمم.