عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على أبرز المحطات التاريخية لتأسيس كنيسة العذراء بالزيتون

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت كنيسة السيدة العذراء التي تقع بحي الزيتون بالقاهرة، أمس الثلاثاء، إقامة القداس الإلهي الاحتفالي بمناسبة الذكرى الـ51 على ظهور و تجلي السيدة العذراء مريم في أركانها عام 1968م,وهو الحدث الروحاني النوراني الذي أضفى على التراث القبطي الكثير في عهد رعاية مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس بابا الإسكندرية الـ116،الذي سارع لتدوين هذة المعجزة و سجلها من خلال بيانٍ أصدر خلاله تفاصيل ظهور البتول مريم آنذاك في أرض مصر المباركة بعدة أحداث قبطية تاريخية عظيمة.

 

وتحرص الكنيسة على إحياء هذه المناسبة من خلال إقامة القداسات الاحتفالية على مدار ثلاثة أيام متصلة متخللة عدة فقرات تراتيل و ترانيم و صلوات يعقبها عروض لعدد من الأفلام التسجيلية والحوارات المسجلة الوثائقية التي تؤرخ هذا الحدث، بالإضافة إلى فقرات التسبحة التي تبدأ في المساء و تستمر حتى صلوات باكر في اليوم التالي, وكان قد ترأس نيافة الأنبا أكليمندس الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة وعزبة الهجانة وشرق مدينة نصر القداس الاحتفالي لهذا العام بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة و الأساقفة و الشمامسة تخليدًا لتلك المناسبة.

 

تعتبر هذه الكنيسة أحد أبرز دور العبادة القبطية العريقة ذات التاريخ الحافل ليس في تجلي السيدة العذراء فحسب بل تحمل في طايتها العديد من الأحداث التاريخية, و يعود تأسيسها إلى عام 1924م, حين فكّر بعض أقباط حي الزيتون في بناء كنيسة للتعبد والتقرب من الله نظرًا لعدم وجود أى كنيسة في هذه الضاحية الكبيرة آنذاك، و لجأوا إلى "خليل إبراهيم"  أحد أبناء المجتمع المصري الأثرياء، وتعهد بالمشاركة في إنشائها من خلال التبرع بقطعة الأرض وفي تلك الأثناء توفي إبراهيم مما خلق اليأس في قلوب من سعوا و حرصوا على تشيد هذا المبنى ،إلا أنهم لجأوا مرة أخرى إلى نجل الراحل توفيق بك خليل إبراهيم وتقدموا بما قاموا بجمعة من أجل التشيد و البناء وكان قدرة كما ورد في الكتب التراثية مبلغ قدرة 450 جنيهًا، و لكنة رفض قبول التبرع و عزم على بناء الكنيسة تنفيذًا لرغبة والدة الراحل.

 

وحينها قام الابن البار بتوجه إلى المهندس المعماري الإيطالي "ليموجيللي" لكي يعمل على تصميم كنيسة على نسق الكاتدرائية الأرثوذكسية "آياصوفيا" بتركيا وهى أحد أبرز الأمثلة المعمارية البيزنطية و الزخرفة العثمانية، و في عام 1925م تم تدشينها على

يد نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف و قد ضمت عدد من الرهبان والكهنة والأساقفة وكان أول من ورد ذكره كأول كاهن خادم في أرجاء هذه الكنيسة هو المتنيح القمص دانيال مسيحة،ثم توافد عدد كبير من الآباء الكهنة و لعل أبرزهم هم القمص قسطنطين موسى، القس إبراهيم جبره، القس إنجيلوس، القمص بطرس جيد.

 

تبلغ مساحة كنيسة العذراء بحي الزيتون نحو 250 مترًا، و لها خمس قباب ترتفع أوسطهم عن الأرض نحو 17 مترًا، و يعلوها صليبًا كبيرًا أما الأربع قباب الأخرى فهم أقل حجمًا و يرتفعوا عن الأرض نحو 12 مترًا فقط و لهم فتحات غير متصلة بداخل الكنيسة التي تزخر بالأيقونات القبطية الكثيرة للعذراء مريم و الملائكة و القديسين بالإضافة إلى الأيقونات التى أهداها الإمبراطور سيلاسي عند زيارته للكنيسة.

 

لم تكن هذه الكنيسة هى الأولى من نوعها في هذه الضاحية فحسب بل شهدت جدرانها عدة زيارات و أحداث تاريخية تحمل قدرًا وفيرًا من القدسية الإيمانية و لعل تتويج هذه الكنيسة و الذي ذاع بركتها بين الأوساط العالمية هو تجلي العذراء مريم بجوار الصليب أعلى قباب الكنيسة في مشهد موثق يحمل الكثير عن عظمة هذه الكنيسة الذي يقصدها العديد من أجل الحصول على بركتها كما تعد هى من أكبر الكاتدرائيات من حيث المساحة في الشرق الأوسط، والتي وضع حجر أساسها مثلث الرحمات البابا شنودة عام 1976م ، لتضم عددًا من الخدمات الكنسية في عدة مجالات و بناء بداخلها مستشفى، ودور للمسنين وأخرى للمغتربين.