رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

همسة طائرة

فى الذكرى الـ٥١ لحرب أكتوبر 1973 التى سيظل التاريخ يتحدث عنها كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان لأنها فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل، لكن الانحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة، فتصدر نصر أكتوبر صدر عناوين مختلف وسائل الإعلام، كما علق العديد من قادة العالم على الحرب، وتبارى الأدباء فى تسجيل مراحل الحرب المختلفة ونتائجها وكواليسها وعلى سبيل المثال أكدت وقتها صحيفة الديلى تلغراف بتاريخ 7 أكتوبر عام 1973 «لقد غيرت حرب أكتوبر مجرى التاريخ لمصر ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها عندما اقتحم الجيش المصرى قناة السويس واجتياح خط بارليف».. وقالت صحيفة ذى تايمز. «كانت الصورة التى قدمها الإعلام العالمى عن المقاتل العربى عقب حرب 67 هى صورة مليئة بالسلبيات، وتعطى انطباعًا باستحالة المواجهة العسكرية، ولكن جاءت حرب أكتوبر 1973 لتثبت وجود المقاتل العربى وقدراته».. «إن هذه الحرب تمثل جرحًا غائرًا فى لحم إسرائيل القومى» مجلة بماحنيه الإسرائيلية بتاريخ 20 سبتمبر عام 1998. 

<< يا سادة.. هذه هى مصر وهذه هى أيامها ولياليها الحلوة، وهؤلاء هم أبناؤها الذين لا يقبلون ولا يعرفون للهزيمة والانكسار سبيلًا.. السبيل الوحيد الذى يعرفه هذا الشعب هو العزة والكرامة فقد يصبر هذا الشعب كثيرًا ويتحمل ويظل يتحمل الفقر والجهل والمرض والظلم والطغيان والفساد.. ولكن الشىء الوحيد الذى لا يتحمله هو أن ينكسر أمام أى دولة كانت أو أنظمة أو جماعات.. هذا الشعب الذى حيّر وما زال يحير العالم فالمولى وحده هو الذى جعله فى رباط إلى يوم الدين.. الله وحده هو الذى أعز أرضه وأمنها وذكرها أكثر من مرة فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم.

<< يا سادة.. وتحتفل مصر بنصر أكتوبر هذا العام والمنطقة تعج بالاضطرابات السياسية والحرب الدائرة فى غزة ولبنان من نفس العدو الصهيونى الذى يحاول أعضاء الجماعة الإرهابية إدخال مصر فى تلك الحرب والزج بها وجيشها رغم المواقف المشرفة للقيادة السياسية منذ أحداث ٧ أكتوبر فى غزة العام الماضى وهو ردا على كل المتربصين بهذا الوطن من الإرهابية وأعوانها والخلايا النائمة الداعمة لها وأجهزة الدول المعادية التى لا تريد رفعة لمصر وأرضها وشعبها.

<< يا سادة.. قالها السادات رحمه الله عن «مراكز القوى» إبان حكمه لمصر عندما قدموا له استقالات جماعية.. فقال فى كتابه «البحث عن الذات»: دول المفروض يتحاكموا بتهمة الغباء السياسى هما قدموا استقالتهم علشان يعملوا فراغ دستورى وأنا قبلتها.. «يا الله» ما أشبه اليوم بالبارحة، واحد وخمسون عامًا مضت على تلك الجملة ليؤكد أعداء الوطن من أبنائها بالداخل فى كل وقت وزمان أنهم يتمتعون بالغباء فى أبسط صوره كما وصفته مقوله «أينشتاين»: «الغباء هو تكرار فعل نفس الشىء عدة مرات وانتظار نتائج مختلفة» أو تتصور أن إنجازًا سيحدث، وهذا ما تفعله جماعة الإخوان الإرهابية ليل نهار لتثبت للجميع أن تشكيلها الداخلى أشبه بقطعان الخراف التى ضلت الطريق بعدما فشلت كل مزاعمها ودعواتها فى نشر الفوضى والتخريب والتحريض على الدولة ومؤسساتها.

<< يا سادة.. ليتنا نستمع إلى رجاحة عقل الرئيس الذى تعامل منذ الوهلة الأولى لحكم هذا الوطن مع أعدائها والمتآمرين عليها بالتجاهل والاستمرار فى مسيرة التنمية والبناء، فمصر التى ما زالت فى طريقها الأخضر نحو البناء والتعمير بكل صوره وأشكاله لن تلتفت لأى محاولة تجرها وتجرنا معها إلى الوراء أو تعوق هذه المسيرة فقد فهمنا الدرس جيدًا واعتدنا المحاولات الساذجة من إخوان الإرهاب وأنصارهم، لذلك علينا أن نعمل ونجتهد وننظر للأمام، فالأوطان يبنيها العمل لا النضال من شاشات الموبايل أو عبر ما تصدره السوشيال ميديا من حيل وأكاذيب.. وهنا أتذكر ما قاله اللواء أحمد جاد منصور رئيس أكاديمية الشرطة السابق، إن ما حدث فى جمعة الغضب فى 28 يناير 2011 كان ساعة الصفر لتحقيق المخطط الصهيونى العالمى الإخوانى فى المنطقة، الذى خططت له وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.. حينما أوضحت خلال كلمة لها فى مؤتمر بيت العائلة الأول بعنوان «معاً ضد الإرهاب»، أن المواجهة الأمنية تختلف تمامًا عن مواجهة الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج استراتيجية لمواجهة الإرهاب، تكون وطنية إقليمية عالمية حتى تؤتى ثمارها.

<< يا سادة.. أبدًا لا ولم ولن تنكسر مصر مهما أراد لها أعداؤها الذين يتحالفون ضدها ويسخرون كل أنظمتهم وأجهزة مخابراتهم من أجل ذلك طالما أن هناك «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر» صدق الله العظيم، ونحن على ذلك من الشاهدين.. شاهدين أن رجال مصر من جنودها وضباطها لا يبالون بأرواحهم من أجل عزة مصر هذا الوطن الغالى علينا جميعا.

<< يا سادة.. لا يستطيع أحد أيًا ما كان أن ينكر أن مصر بالأمس انتصرت على العدو الصهيونى واليوم ننتصر على العدو الإرهابى الذى تدعمه دول وأجهزة مخابراتية على أعلى المستويات وللأسف اتخذوا من الإسلام جدارًا يخفون وراءه أطماعهم تلك الحرب على العدو الصهيونى قادها الجيش المصرى وظهيره شعبه وأمته العربية والحرب على الإرهاب قادها أيضًا الجيش المصرى وظهره أيضا شعبه وأمته العربية.

يا الله شكرًا لك فأنت وحدك بعزتك وجلالك من تقف بجوار مصر منذ قديم الأزل وحتى الآن فلم يكسرها عدو أو محتل أو طامع أو غاصب أو إرهاب.. إنها مصر القرآن والإنجيل فهنيئًا لها بشعبها وجيشها وشرطتها وظهيرها الذى يظهر وقت الشدة شعبها الأصيل وأنتم أيها المغرر بكم أليس لكم عيون تبصرن بها أو آذان تسمعون بها أو عقول تدرك دروس التاريخ التى تتكرر وأنتم لها وعنها معرضون فمتى تفيقون؟ التاريخ قال كلمته وانتصر لمصر على الإرهاب والدول التى تدعمه عربية كانت أو خارجية والوطن العربى شهد شهادته أن مصر أم الدنيا وقلب العروبة وهم لها وبها مؤمنون وفى ظهرها واقفون، أما عجلة العمل والتقدم إلى الأمام والتنمية المستدامة فقد انطلقت ولن يستطيع أيًا من كان أن يوقفها.. فإما أن تلحقوا بها وإلا فأنتم الخاسرون.

<< يا سادة.. وفى الطيران المدنى.. أبرز رجاله تفوقا من طراز خاص.. ففى ظل الظروف الاستثنائية التى شهدتها المنطقة الأول من أكتوبر وغلق دولتى الأردن والعراق مجالهما الجوى والتى زادت من كثافة الضغط على المجال الجوى المصرى ظهر الأداء المتميز والاحترافية العالية لضباط المراقبة الجوية فى إدارة الجوية والتى شهدت تضاعف مفاجئ فى الرحلات نتيجة لإغلاق المجال الجوى فى الدول المجاورة وتحويل مسار العديد من رحلات شركات الطيران للمرور بالمجال الجوى المصرى.. وأشاد وزير الطيران بمهارة الكوادر البشرية العاملة بمجال الملاحة الجوية والتى أثبتت كفاءتها العالية فى التعامل مع هذا الموقف الاستثنائى حيث تمكنوا من إدارة حركة الطائرات بكل سهولة ويسر، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمان، مؤكدًا أهمية دور المراقبة الجوية فى الحفاظ على سلاسة وانسيابية الحركة الجوية، وتوفير بيئة آمنة للمسافرين وشركات الطيران.. مما جعل المجال الجوى المصرى آمن ويعمل بشكل طبيعى ووفقا لأعلى معدلات السلامة وشهد انتظامية فى حركة التشغيل مما حذا بالطيار سامح الحفنى تقديم الشكر لجميع العاملين على جهودهم الحثيثة فى الحفاظ على سلامة وراحة المسافرين وسرعة التعامل عقب تحويل مسار العديد من الرحلات الجوية القادمة من الأجواء المجاورة إلى مطارات مصر.

<< همسة طائرة.. 

هنيئًا لمصر ثقة شعبها وأمتها العربية ونصرها على من مكروا لها فكان الله خير الماكرين.. وهنيئًا للشعب المصرى أطيب الشعوب وأعند الشعوب الذى إذا أحب باع عمره ودمه من أجل من أحب، وإذا كره أزاح من كره مثلما فعل فى رئيسين خلال أقل من 3 سنوات.. هذا الشعب ورغم قسوة الضغوط الاقتصادية عليه وفاتورة الإصلاح السياسى والاجتماعى وثورة تصحيح البنية الحياتية للوطن، إلا أنه يحب ويتحمل من أجل وطنه «وسيظل أكتوبر النصر واحد وخمسين عامًا مصر دولة ما زالت لا ولن تنكسر أبدًا بإذن الله».. أما الطيران المدنى المصرى فيعيش عزة وكرامة منذ الطلعة الجوية التى مهدت الطريق لنصر أكتوبر المجيد.