رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إطلالة

تتعدد قضايا ومشاكل الزواج فى هذه الآونة نظرًا للأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، والتى تتسبب فى تحديات عديدة تقف فى مواجهة المقبلين على الزواج. وهذا الملف الشائك لا بد من الحديث عنه باستفاضة كاملة، وعن المشاكل والتحديات التى تواجه الأسر على وجه العموم والشباب على وجه الخصوص. نتاول اليوم الحديث عن إحدى هذه المشاكل وهى المبالغة فى تجهيزات عش الزوجية بداية من الخطوبة إلى أن يتم الزواج.

فى البداية نجد أن هناك بعض العادات والتقاليد التى اعتادت الأسر الريفية فى القرى القيام بها، والتى تجعل الزواج مأساة يتعرض إليها الأهالى ويجبرون عليها، يبدأ مشوار المعاناة لديهم فى أول زيارة يتوجه خلالها العريس إلى منزل العروسة، حيث يقوم بتقديم خاتم ذهب ثمين، وإحضار سيارة محملة من جميع أنواع الفواكه والخضراوات والأرز والدقيق وغير ذلك، بالإضافة إلى مبلغ مالى تقدمه أسرة العريس للعروسة، وفى اليوم التالى لا بد من رد الزيارة فيقوم أهل العروسة بتقديم خروف، وسمن، وفطائر، وغير ذلك إلى منزل أسرة العريس، ويظل الأخير طوال فترة الخطوبة مع أى مناسبة أو موسم يحمل أشياء مبالغا فيها إلى العروسة، إلى أن يتم الزواج، وتبدأ أسرة العروسة القيام بدورها فى إرسال أشياء مثلما قدم العريس فى فترة الخطوبة ما يسمى بـ«الموسم» مدى الحياة. أما بالنسبة إلى الشبكة لا تقل عن خمسين جراما من الذهب مهما بلغ ثمنه، بالإضافة إلى الأثاث بالنسبة للعريس والذى يتكون من عدد 4 غرف على أقل تقدير، والعروسة تتحمل كافة الأجهزة الكهربائية المبالغ فيها والسجاد والستائر والتنجيد وأدوات المطبخ، بالإضافة إلى هدايا العروسة لحماتها قبل ليلة الزفاف وأشياء ليس لها أى لزوم، ويتم تجهيز مسكن الزوجية بأشياء لا يمكن بأى حال من الأحوال استهلاكها.

فأهل الريف أكثر ميلا للمبالغة و«التباهى» عند شراء مستلزمات مسكن الزوجية، وللأسف تغرق هذه المحافظات فى ديون تجهيز العرائس، حيث يقوم الأب سواء للعريس أو العروسة بالاستدانة من البنوك من أجل تجهيز مسكن الزوجية، كى يقال إنه جهز ابنته أو ابنه بجهاز لا يمكن لأحد فى القرى شراء مثله، لدرجة أن والد العروسة يقوم بإرسال عجل جاموس أو خروف أو ماعز، فى يوم الصباحية.

وهناك نوعية أخرى من الشباب الذين يلجأون للسفر إلى الخارج طمعا فى حياة أفضل، دون أن يكملوا تعليمهم، ويعودون بعد سنوات الغربة محملين بأموال ينفقونها ببذخ على مظاهر الزواج طمعا فى وجاهة اجتماعية يرى البعض أنها تعوض نقص التعليم. ومنهم من يرسل لأسرته النقود ويختارون له العروسة وتتم الخطوبة حتى يأتى ليتم الزواج ويعود مرة أخرى بعد شهر لاستكمال عمله خارج البلاد.

فلماذا المبالغة فى إجراءات الزواج التى تصل برب الأسرة إلى الوقوف خلف قضبان السجون بسبب ديون الجهاز؟!

فى حين أن الريف من المفترض أن تكون الحياة فيه أبسط كثيرا مما يحدث لأن الأسر هناك تعرف بعضها البعض جميعًا فلا داعى للتقليد الأعمى للآخرين الذين قد يكونون ميسورى الحال، فلا بد من حملات توعوية لهذه الفئات من المجتمع، التى تغرق نفسها فى الديون وتهدم بيوتاً من أجل بناء بيوت.

.. وللحديث بقية.