رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مكامير الفحم بالدقهلية كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين

مكامير الفحم بالدقهلية
مكامير الفحم بالدقهلية

تُعتبر مكامير الفحم من المصادر التقليدية لإنتاج الفحم النباتي، وتساهم بشكل كبير في التلوث البيئي، تنتج مكامير الفحم كميات كبيرة من الدخان والغازات السامة، مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، مما يؤثر سلبًا على جودة الهواء وصحة الإنسان.

وتتسبب مكامير الفحم في تدهور البيئة الطبيعية من خلال قطع الأشجار بشكل مفرط، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وزيادة ظاهرة التصحر. كما أن النفايات الناتجة عن عملية إنتاج الفحم تؤثر على التربة والمياه الجوفية، مما يهدد الحياة البرية والموارد المائية.

في هذه المقدمة، نستعرض أهمية فهم آثار التلوث الناجم عن مكامير الفحم وضرورة البحث عن بدائل أكثر استدامة وصديقة للبيئة، بهدف حماية النظام البيئي وصحة المجتمعات المحلية.

في محافظة الدقهلية، تعد مكامير الفحم من أكبر العوامل التلوث البيئى بمحافظة الدقهلية، نظرا لانتشار المكامير الغير المرخصة والملوثة للبيئة والمسببة للعديد من الأمراض لاسيما الربو والحساسية، وضيق التنفس، فى العديد من المراكز المختلفة والتي يضرب أصحابها عرض الحائط بقوانين وزارة البيئة المنظمة لذلك وتعليمات وزارة التنمية المحلية ممثلة في مجالس المدن والقرى، في ظل عدم إحكام الرقابة الفعلية على مثل هذه المكامير والفواخير المخالفة.

264 مكمورة فحم منتشرة بقرى الدقهلية 

يوجد في الدقهلية ما يقرب من 264 مكمورة، منتشرة بقرى بلقاس والسنبلاوين  وميت غمر وأجا وبالرغم من إعلان جهاز شئون البيئة بالدقهلية عن تنفيذ حملات مستمرة على المكامير المخالفة ، وإزالتها، وتحرير محاضر حيال أصحابها، و القرارات الإدارية بإيقاف تشغيل مكامير الفحم، وصدور أحكام بسجن أصحابها بالتنسيق مع الوحدات المحلية، وإدارة الحماية المدنية بمديرية الأمن، إلا أن  سحابات الدخان الأسود تخرج  ألسنتها للأهالى، الذين فشلت كل محاولاتهم فى الحصول على حل بإيقاف هذا النشاط الذى أصابهم بالعديد من الأمراض خاصة الصدرية، إضافة إلى تلوث مياه نهر النيل.

وأكد أحمد سعفان، أحد سكان مركز ميت غمر، أن الأدخنة الصادرة من مكامير الفحم  تُخنق سُكانها خاصةً الأطفال وكبار السن ممّن يعانون من ضيق التنّفس والأمراض الصدرية والتنفّسيّة، لافتة إلى أنّها تضطّر إلى إغلاق نوافذ الشقة ليلا بسبب الدخان.

وأشار سالم محمود، أحد سكان مركز السنبلاوين ، إلى أن الغازات المنبعثة من مكامير الفحم تتسبب فى انتشار أكسيد النيتروجين، فضلا عن حبيبات الكربون والمركبات العضوية المتطايرة والتى تُؤثّرعلى صحّة الأطفال.

وأوضح  محمد ناجى من أهالى مركز أجا نتعرض لكارثة بيئية منذ فترة طويلة بسبب أصحاب المكامير الذين يقومون بتبوير الأراضى الزراعية تحت سمع وبصر المسئولين بمحافظة الدقهلية ويقيمون عليها المكامير التى نتج عن إقامتها إصابة أهل القرية والقرى المجاورة بالأمراض الصدرية والربو ورغم تقدمنا بعديد من الشكاوى للمسئولين بوزارة البيئة ومحافظة الدقهلية لإتخاذ إجراءات ضد أصحاب المكاميرونادينا بسرعة غلقها بسبب الآثارالسلبية التى تصيب الإنسان والحيوان والنبات بالقرية.

ويضيف السيد عسكر من أهالى مركزبلقاس إننا نعانى من سحابة الدخان الإسمرالكثيف الذى يتصاعد من هذه المكاميرإلى جانب الرائحة الكريهة التى تلازم الأهالى  ليل نهار.وأشارأن أصحاب المكامير يستغلون  ظلام الليل ويشعلون النار فى الأخشاب لإنتاج الفحم متجاهلين شكاوى الأهالى فى ظل نشاط الرياح ليلا مما يساعد على إنتشارالأدخنة المنبعثة من المكاميرمما يؤدى لمعاناة مرضى الربو وحساسية الصدر.

وأوضح أن المكاميرتقع بالقرب من الكتلة السكنية ويتأذى منها الأهالى دون تدخل يذكرمن مسئولى الوحدات المحلية أوجهاز شئون البيئة.

عاطف الوليلى مهندس زراعى ، يكشف تضاعف أعداد مكامير الفحم بشكل كبير فى الفترة الأخيرة بسبب غياب الرقابة، ويشير إلى أن حل أزمة مكامير الفحم لا تقع على عاتق إدارة البيئة فقط، معللا ذلك بأن إدارة البيئة تقوم بتحرير محاضر لمكامير الفحم المخالفة التى يصدر منها انبعاثات ضارة، ولا تتوقف المسؤولية عندنا فقط بل تقع على عاتق وزارة الزراعة التى تقع على أرضها المكامير، ووزارة الرى لأنها تنتفع من المكامير والمحافظة التابعة لها.

ومن جانبه حذر الدكتور محمد الشريعى إستشارى الأنف والأذن والحنجرة  من  خطورة إنبعاث الدخان الناتج عن مكامير الفحم حيث يتكون من خليط مكون من جسيمات صلبة، أو قطرات سائلة، أو خليط من الدقائق الغازية، والتى تمثل المشكلة الأساسية على صحة الإنسان، حيث يتم دخولها للرئتين عن طريق التنفس مسببة العديد من المشاكل على وظائف الرئة

واوضح أن المشاكل الصحية لتلك المكونات الدقيقة ، والتى يقدر حجمها بأقل من 10ميكرومتر، فى زيادة عد الوفيات، وزيادة عدد المصابين بأمراض القلب والصدر، ومرضى الحساسية والربو الشعبى الذى انتشر بشكل مخيف، إلى جانب زيادة حالات الفشل التنفسى والالتهابات الشعبية المزمنة، وحساسية الجيوب الأنفية، ومضاعفاتها السرطانية.

وأشار الشريعى إلى أن الدخان الناتج عن مكامير الفحم أحد مسببات للإصابة بسرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، حيث أنه يعمل على تثبيط نخاع العظام، وإعاقة نضوج خلايا الدم، إلى جانب تأثيره على قدرة الدم فى نقل الأكسجين، مما يؤدى لزيادة الضرر لمرضى القلب، واصابة الرئتين وصعوبة التنفس، كما تسبب الهيدروكربونات المسببة للسرطان، وخاصة عوادم احتراق الديزل التى أدت لزيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تقدر ب % 

وأضاف الشريعى أنه من المعروف الأثر السلبى للرصاص الناتج من عوادم السيارات على الإدراك العقلى والفكرى للأطفال، حيث يؤثر على كثير من وظائف المخ مثل التركيز، واللغة، والتناسق العضلى، والذى يمتد أثره المزمن على القدرات الوظيفية فى سن الشباب، إلى جانب تأثير الرصاص على قدرة الإخصاب والإنجاب، ويعد الأطفال أكثر الفئات تعرضا لأخطار الرصاص، حيث تمتص أجسامهم كميات أكبر بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار.