رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الزاد

تصور «نتنياهو»، وكل من يدعمه أن تلك الطائرات والأسلحة الفتاكة والقنابل والسفن الحربية والغواصات سوف تجعله بأمان، وهيأ له خياله المريض أن العمليات العسكرية التى يشنها على أهالينا فى الأراضى المحتلة هى من أجل الدفاع عن النفس، متصورًا أنه بذلك يبعد الخطر عن نفسه، ويشغل أعداءه بتلك الضربات، هذه واحدة.

والثانية «أنه يقضى على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية» وفقاً لما أكده وزير خارجيته، أمس، فى أعقاب الاجتياح الذى قامت به قوات جيش الاحتلال للضفة الغربية، ضاربين عرض الحائط بكل المساعى الدولية التى تقودها مصر، من أجل عودة الاستقرار للمنطقة بأكملها.

«نتنياهو» يعاند ويكابر، وكما قال محللون عسكريون ورجال سياسة إنه يمد أمد الحرب حتى يأتى صديقه «ترامب» على مقعد الرئاسة الأمريكية، فهذا الدموى فتح كل الجبهات من أجل استمرار الحرب على غزة، ولبنان، والتى كان آخرها اقتحام الضفة الغربية أمس، فضلاً عن عمليات اغتيال هنا وهناك، من أجل خيال مريض.

لقد أثبت ذلك الـ«النتن»، أنه شخص لا يرى أمام عينيه إلا الدم، لذلك بات لا يدخر جهداً من أجل مد الحرب، وتوسيع رقعة حمامات الدم.. ففى الوقت الذى كنا نتعشم فيه أن يخضع للغة السلام، وجدناه يفتح جبهة أخرى جديدة بالضفة الغربية، زاعماً أن ذلك «لإحباط تشكيلات مسلحة تتطور بشكل لافت فى مناطق الضفة».

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلى، وجهاز الشاباك، فإن عملية «المخيمات الصيفية» الهمجية الجديدة، التى استهدفت مدينتى جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية، من المنتظر أن تستمر لعدة أيام، بهدف «اعتقال المطلوبين وتدمير البنية التحتية فى شمال الضفة، بمخيمى جنين ونور شمس للاجئين بالقرب من طولكرم».

وأفاد البيان بأنه «فى الوقت نفسه، تجرى أيضًا عملية أخرى فى مخيم الفارعة للاجئين فى الأغوار، وكجزء من عملية كبرى موسعة على مستوى فرقة عسكرية»، وللأسف وكالعادة طالت عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلى المستشفيات القريبة من هذه المخيمات بحجة منع المسلحين من الوصول إليها حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

هل رأيتم عدم إنسانية أكثر من ذلك؟!.. حتى المستشفيات والمرضى لم يسلموا منهم، وكيف يسلموا منهم وهم لا يعرفون إلا لغة القتل والعنف والدم.

والأدهى من ذلك فإن بيان ذلك المحتل المختل عقليا، أكد أن «العملية مدعومة بغطاء جوى كبير مع مئات المقاتلين، وهناك نية لإجلاء منظم للسكان الفلسطينيين وفقا لمواقع القتال المتوقعة».. وهنا لابد أن نضع مئة خط، لأن الأصل فى الحكاية هو تفريغ القطاع من سكانه.

العملية وفقا لهذا الوصف ووفقًا للمعلومات التى خرجت من جيش الاحتلال، هى الأوسع منذ عملية السور الواقى فى عام 2002.

ونتيجة لتلك العملية الوحشية، أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى، استشهاد عشرة فلسطينيين مع بداية العملية، وبالتأكيد الأعداد سوف تتضاعف مع استمرار العملية، التى تتم وسط صمت أمريكى وغربى.

توسيع نطاق الحرب ينذر بمخاطر شديدة على المنطقة حتى إن المواطن الإسرائيلى نفسه بدأ يشعر بالخطر داخل تل أبيب، لدرجة أن أعدادًا كبيرة منهم قاموا فيما يشبه هجرة جماعية نحو أوروبا وأمريكا.. «نتنياهو» بعناده وحبه لذاته، ورغبته فى البقاء على مقعده تدفعه لعمل كل شىء وأى شىء من أجل هذا الهدف، خاصة أنه يعى أن المحاكم الدولية سوف تلاحقه فى كل مكان كمجرم حرب.

أوهام «نتنياهو» المريض، جعلته يقتحم الضفة من أجل انتصار معنوى، عجز عن تحقيقه فى غزة، نظرًا لضعف المقاومة فى الضفة بالمقارنة بغزة، وكأنه يريد أن يقول للإسرائيليين والعالم إن «غزة انتهت وبدأت عملية جديدة للسيطرة على الضفة الغربية والقدس».

وإذا كان هذا الشخص يرى أن الضفة ضعيفة فهو على ما يبدو لا يعى شخصية المقاوم والإنسان العربى، الذى يقاوم حتى آخر نفس، يقاوم بالعصا وأدوات الطهى إذا استلزم الأمر، كما فعل المصريون مع العدوان الثلاثى، حيث خرجت المقاومة فى بورسعيد ومدن القناة للقتال بالأدوات المنزلية، لم ترهبنا الطائرات ولا القنابل ولا الصواريخ، أهالينا فى القناة خرجوا من منازلهم وقاتلوا جيوش العدوان الثلاثى.

وبعيدًا عن الوطن العربى، فعلى نتنياهو أن يسأل أصدقاءه فى الولايات المتحدة، عما حدث لها فى فيتنام، وعليه أن يقرأ التاريخ ليعرف جيداً أن «ماما أمريكا» خرجت بدرس العمر من فيتنام، كما سيخرج هو بدرس العمر من غزة والضفة وجنوب لبنان.. لذلك سوف يجد «جيش نتيناهو» من يقول له «أهلا بالمعارك فى الضفة، أهلا بالمعارك فى غزة»، «أهلا بالمعارك فى كل بقعة أرض عربية».. وعليك أن تعلم جيداً فى النهاية أيها «النتن ياهو» أن المحتل لم ينتصر عبر التاريخ.