رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

كان التاسع عشر من هذا الشهر يوماً فاصلاً فى السباق الانتخابى الأمريكى نحو البيت الأبيض، لأنه اليوم الذى رشح فيه الحزب الديمقراطى كامالا هاريس، نائبة الرئيس بايدن، فى مواجهة مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترمب رسمياً. 

وعندما ألقت هاريس خطاباً بهذا المناسبة كان خطابها هو الأقصر، إذا ما قورن بخطاب ترمب يوم ترشيحه من جانب الحزب، فلقد كان خطابه هو الأطول. 

وكان أهم ما قالته مرشحة الجمهوريين أنها ستعمل على وقف دائم لإطلاق النار فى غزة، ولم تذكر ما إذا كانت ستسعى إلى تحقيق ذلك عندما تفوز وتدخل البيت الأبيض، أم أنها ستعمل على وقف دائم لإطلاق النار من موقعها كنائبة للرئيس بايدن؟.. لم تذكر شيئاً صريحاً فى هذا الشأن، والغالب أنها تقصد العمل على ما تعهدت به حين تفوز فى نوڤمبر، ثم تدخل مكتبها البيضاوى فى آخر يناير من السنة المقبلة. 

هذا هو الغالب لأن منصب نائب الرئيس فى الولايات المتحدة بلا صلاحيات تقريباً، ولأن الناخب الأمريكى إذا كان عليه أن يختار الرئيس والنائب فى بطاقة اقتراع واحدة، فالفلسفة فى مثل هذا الإجراء غير الموجود فى أى مكان فى العالم، أن يحل النائب فى مكان الرئيس إذا ما أصابه طارئ.. وقد حدث ذلك مرتين فى تاريخ الولايات المتحدة الحديث: مرة عندما جرى اغتيال الرئيس جون كيندى عام ١٩٦٣ فجاء النائب ليندون جونسون فى مكانه على الفور، ومرة عندما استقال الرئيس ريتشارد نيكسون عام ١٩٧٤ فلم يكن أمام النائب جيرالد فورد إلا أن يدخل البيت الأبيض رئيساً إلى آخر ولاية نيكسون. 

وربما يذكر الذين يتابعون لمعان اسم كامالا هاريس هذه الأيام، أنها لم تكن على شىء من هذا اللمعان منذ جرى انتخابها مع بايدن فى ٢٠٢٠، فلقد كانت تظهر فى المناسبات لا أكثر، وكانت إذا حضرت أى مناسبة فإنها تحضر وفقط ولا تشارك أو تتكلم. 

ومن هنا إلى أن تجرى الانتخابات فى ٥ نوفمبر ستخلع رداء النائب، وسترتدى رداء المرشح، أو بمعنى أدق سترتديهما معاً، ولن يكون عندها بالنسبة لغزة وأهلها إلا الوعود تبذلها بسخاء فى كل مناسبة.. وبالتوازى مع ذلك، ستكون إدارة بايدن منشغلة بإظهار نفسها مهتمة بغزة وأهلها، ولا شىء نراه دليلاً على انشغالها إلا أنها ترسل وزير خارجيتها أنتونى بلينكن إلى المنطقة مرة بعد مرة دون تحقيق اختراق فى الموضوع.. فكأن إدارة الرئيس بايدن تشترى المزيد من الوقت لصالح اسرائيل، التى لن تمارس شيئاً فى هذا الوقت المُشترى إلا المزيد من القتل والتدمير، وإلا المزيد من الإبادة الجماعية فى حق أهل القطاع، وإلا المزيد من جهود تحويله إلى مكان غير قابل للعيش ولا للحياة.