عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة حب

لم تتوقف خطوات تصحيح الأوضاع فى جامعة كولومبيا الأمريكية المرموقة على إجبار رئيسة الجامعة نعمت شفيق على الاستقالة.. بل كانت هناك خطوات أخرى وتفاصيل جديده كشفت مدى الجريمة التى ارتكبتها هذه السيدة فى حق طلابها. 

ولأن ما فعلته من تحريض للشرطة على اعتقال الطلاب المتظاهرين ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى غزه وهو ما يمثل تصرفًا فريدًا وغريبًا فإن القرارات التصحيحية أيضًا جاءت استثنائية ورادعة فى محاولة لمحو هذه الجريمة المشينة التى ارتكبتها شفيق على أرض الولايات المتحدة. 

وبصرف النظر عن مدى وجود نية مسبقة من جانب الذين أصدروا هذه القرارات فى إذلال نعمت شفيق أم أن الأمر يبدو طبيعيًا فإن ما حدث لا يعدو كونه إمعانًا فى الذل وذلك لسببين: 

الأول أن قرارات التصحيح تضمنت الإعفاء عن معظم الطلاب المعتقلين ورفع العقوبات عنهم، حيث نشرت الجامعة بيانات تفيد بأن أغلب الطلاب الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الإيقاف عن الدراسة أو الاعتقال بسبب مشاركتهم فى احتجاجات مناهضة لحرب إسرائيل على قطاع غزة سيعودون قريبًا إلى الحرم الجامعى وهو ما يمثل ضربة موجعة لمن أصدروا هذه القرارات وأعنى هنا نعمت شفيق لأن قرارات التصحيح كان يمكن أن تصدر بالعفو عن عدد محدود من الطلاب واستمرار التحقيقات مع الأغلبية مثلًا.. أما أن يكون العفو شبه شامل، فهذا يؤكد انتصارًا كبيرًا للمبادئ الراسخة فى الجامعات الأمريكية وعودة إلى القيم التى انتهكتها نعمت شفيق ولطخت بما فعلته سمعة الجامعات الأمريكية بأسرها. 

القرارات التصحيحية كانت كاشفة وفاضحة.. فقد أشارت تقارير لجنة من الكونجرس بقيادة الجمهوريين إلى استمرار قرار تعليق طالبين فقط عن الدراسة من بين 40 طالبًا تم اعتقالهم أو معاقبتهم بعد استدعاء الشرطة فى 18 أبريل الماضى. 

 ومن بين أكثر من 80 طالبًا اعتقلوا بين أواخر أبريل وأوائل مايو الماضيين يواجه 5 طلاب فقط تعليقًا مؤقتًا عن الدراسة.

أما السبب الثانى الذى يؤكد أن القرارات التصحيحية تمثل إمعانًا فى الذل لشفيق فهو يتعلق بنتائج التحقيقات وبما سجلته اللجنة المشكلة للتحقيق فى هذه الأحداث.. فقد قالت اللجنة نصًا إن معاداة السامية كان مجرد ادعاءات وأن ما قدمته الجامعة من أجل إثباته وما اتخذته من إجراءات لم يكن كافيًا. 

وفى رأيى أنه بناء على ذلك فإن قيام الطلاب المؤيدين للفلسطينيين بنصب عشرات الخيام داخل الحرم الجامعى، مطالبون الجامعة ببيع أصولها الإسرائيلية والضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لإنهاء دعمها العسكرى لإسرائيل يعد تعبيرًا عن حرية الرأى وهو من المبادئ الراسخة فى الولايات المتحدة، وأن ما فعلته نعمت شفيق هو نوع من المزايدة وإثبات الولاء على حساب قيم ومبادئ راسخة لا يعلم هؤلاء «الخدم» عنها شيئا. 

ما بين قرارات براءة الطلاب التى جاءت كاشفه وقرارات الإدانة التى جاءت حاسمة رحلت نعمت شفيق غير مأسوف عليها لتطوى الجامعات الأمريكية صفحة سوداء فى تاريخها.