عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات:

إذا قلت لك: إن أطفال مصر وشبابها كلهم يتعاطون المخدرات، فهل ستصدقنى؟.. طبعًا لأ.

وإذا كنت لا تصدقنى فدعنى أؤكد لك أن أطفال مصر وشبابها والمصريين جميعا يتعاطون ما هو أخطر بكثير من المخدرات. 

والأخطر من المخدرات هو ما تبثه «الشرشحات»، المعروفة فى مصر باسم أغانى المهرجانات..

و«الشرشحة» كلمة شعبية لبنانية، تعنى الشخص غير المرتب أو غير النظيف أو الذى لا يعرف أن يتكلم بطريقة لائقة، وأعتقد أن هذه الأوصاف تنطبق تماما على أغلب ناعقى أغانى المهرجانات التى لا تبث سوى إسفاف وبذاءات وانحلال أخلاقى.

نعم.. الإسفاف والانحلال الأخلاقى أخطر من المخدرات، فالكلمة أخطر ما فى الوجود، ثم إن المخدرات تجد من يتصدى لها من الأجهزة الحكومية، أما الإسفاف والانحلال الأخلاقى فلا يوجد فى مصر من يتصدى له.. 

والمجتمع نفسه يدرك خطورة المخدرات ولهذا فإن كل أم أمينة على أبنائها وكل أب محب لأبنائه يحرص بشدة على تحذير أطفاله من الاقتراب من المخدرات، ولكن أغلب المصريين لا يدركون خطورة أغانى الإسفاف والانحلال الأخلاقى.

وفوق هذا كله فإن المخدرات تقتل من يطلبها ويسعى إليها ويدفع مبلغًا كبيرًا لشرائها، أما أغانى الإسفاف فتطاردك وتصل إليك مجانًا ودون أن تطلبها، تلاحقك وأنت فى الشارع وفى المواصلات، وفى المنزل، وفى مكان عملك، وتظل تطارد فى كل مكان حتى تتسلل إلى عقلك الباطن ودون أن تدرى تصبح ما تبثه من إسفاف وانحلال وبلطجة جزءًا من شخصيتك، وشيئًا فشيئًا يصبح المجتمع كله كوكتيل من الفوضى والبلطجة والانحلال الخلقى والكلمات البذيئة.

استمع لأى «شرشحة» من تلك الكوارث ستجد ما يجعلك تلطم الخدين على الخطر الذى تسلل إلى المجتمع وضرب مفاصله.

تخيل أن إحدى تلك الأغانى تقول مطلعها « إحنا صيعين ومنحرفين»، وأخرى تقول «إصحى يالى أمك.... خلتك كمان كانت...... وأختك بترقص على.......».

لو أغضبتك تلك الكلمات اسمح لى أن أنتقل بك إلى «كوبليه» آخر من ذات الأغنية يقول: «يا بنى لو تلتحم.... يبقى الدخول جامد وبشدة الحاجة وقفه مش مستعدة حيبقى.... ولا...».

تخيل أن ابنتك وابنتى وابنك وابنى يستمعون لهذه الكلمات، ويرددونها!

تخيل أن كل الجهات المسئولة عن المصنفات الفنية وعن الثقافة وعن الغناء فى مصر وافقت على غناء مثل هذه البلاوى!

تخيل أنه لم تتصد أى جهة فى مصر لهذا الإسفاف!.. 

تخيل أن من غنى هذا الهراء صار مليونيرًا ومن أغنى أغنياء مصر!

تخيل أن مثل تلك الشرشحات الكارثية انتشرت لدرجة أنها صارت إحدى أهم فقرات إحياء حفلات وأفراح المصريين!

تخيل كل ذلك.. وتخيل معى حال مجتمعنا الذى ينام ويصحو على هذه الشرشحات.. 

لا أجد ما أقوله لكل المسئولين عن مصر وعن الثقافة والفن والذوق العام سوى: شكر الله سعيكم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.