عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتجاه

ما تبقى للرئيس جو بايدن، فى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، نحو5 شهور وبضعة أيام، ويغادر البيت الأبيض صحبة إدارته، من دون إرث سياسى كبير، على طريقة أسلافه من الرؤساء المؤسسين، الذين فى المقدمة منهم جورج واشنطن، إلى السلف القريب دونالد ترامب، لكن يغادر وقد خلف صراعات وتوترات، فى نصف العالم الشرقى، واحتجاجات ومحاولات انقلاب ضد أنظمة مستقرة، فى نصف العالم الغربى، وحيال استشعاره حقيقة فشله، فى إدارة ملفات عديدة، خارجية وداخلية، جمع كل ما تبقى له من نفوذ رئاسى، وبالذات بعد انسحابه من الانتحابات الرئاسية، نحو العمل على قضايا ساخنة حول العالم، يأمل أن تعوضه عن سنوات رئاسته.

أكثر القضايا إلحاحاً على جدول أعمال بايدن، تلك الخطة التى طرحها، فى شهر يناير الماضى، وقال إنها خريطة طريق، اقترحتها إسرائيل لوقف النار فى قطاع غزة، وتبادل الرهائن المحتجزين عند حركة حماس، مقابل أسرى فلسطينيين، وظروف تبنى هذه الخطة- وقتها- أنه اعتبرها الصفقة الأكبر، التى ربما تهيئ له مساحة انتخابية واسعة- وقت كان مرشحاً للحزب الجمهورى- من تلك التكتلات اليهودية ذات التأثير الكبير فى التصويت، وحتى ما بعد الانقلاب عليه، واستبداله بالنائبة كامالا هاريس، هو يواصل الضغط على كل الأطراف والوسطاء، لقبول الخطة حلاً بمراحلها الثلاث- الـ126 يوماً- رغبة منه لأن يحقق إنجازاً فى سجل مغادرته.

< ثم تأتى اهتمامات الرئيس بايدن العاجلة، فى أن تتسارع تحركات إدارته، فى تقييم بديل مناسب، لغسيل الفشل وخيبة الأمل، مما كان يأمل أن تتمكن أوكرانيا من هزيمة روسيا، فى حرب الـ30 شهراً، طالما كان الدعم الأمريكى سخياً، عشرات مليارات الدولارات، وأحدث المعدات والأسلجة العسكرية، ومع ذلك لم تتحقق أهداف واشنطن، لا فى ردع موسكو، ولا فى قدرة الرئيس الأوكرانى فيلوديمير زيلينسكى، على التصدى لطموحات الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، وبالتالى اتجهت مواءمات بايدن، للتخلص من زيلينسكى، واستبداله برئيس آخر، يقبل التفاوض مع الجانب الروسى لإنهاء الحرب.. يتحدث بوتين عن أن تكون بشروطه.

< أما بخصوص موضوع التطبيع ما بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لم تتوان إدارة بايدن عن بذل الجهود، فى محاولة لانتزاع موافقة الرياض، التى- حتى اللحظة- لم تتحدث فى الموضوع، إلا من نافذة مبادرة السلام العربية، التى كان الملك عبدالله اقترحها فى قمة بيروت، فى عام 2002، أساس استراتيجى لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ومع ذلك، يَدَعى الرئيس بايدن ، أن السعوديين أخبروه منذ أيام، برغبتهم فى الاعتراف بإسرائيل، على الرغم من عدم صدور إعلانات أو إشارات من الرياض.. وبذلك نفهم ما يتصوره بايدن من كسب مواقف، يريد أن يتذكره العالم بها.

< هناك أيضاً، ضمن تسريبات مسئولين أمريكيين، كما لو كان الرئيس بايدن قادراً على إثناء إيران عن الرد العسكرى ضد إسرائيل، بإغراءات رفع العقوبات عن أموال، والعودة لاتفاق البرنامج النووى، وأظن أنها خلط للأوراق، لأن الإيرانيين لديهم حساباتهم وتقديراتهم، وربما المقصود هنا، هو نوع من المكايدة السياسية، تستهدف المرشح الجمهورى ترامب، كونه الرئيس الذى أعلن انسحاب بلاده من هذا الاتفاق، فى عام 2018، ولو صح هذا الظن، فإنه يأتى فى إطار عداء سياسى بين الرئيسين، الحالى بايدن والسابق ترامب، يفسر عزم بايدن على تحقيق ما يمكن له من فرص، قبل مغادرته الرئاسة.. وما يعتبره إرثاً يواجه به شماتة ترامب.

[email protected]