رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

معنى قول النبي " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً" يوضحها علي جمعة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق أن رسول الله يُرشدنا بأن المسلم مستقل عن الأهواء وعن فساد الزمان والمكان وشيوع الفساد فى الأرض وفى الناس، يصدع بالحق ولو كان وحده.

 

واستشهدا جمعة بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الترمذى عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ﷺ : « لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا »، وأيضًا بقوله صلى الله عليه وعليه وآله وسلم: (ويأتى النبى يوم القيامة وليس معه أحد).

وتابع جمعة وعلى ذلك يعلم المسلم أن يصدع بالحق وأن يتبع الحق مهما كان، ولا يكون من أولئك المنافقين الذين في قلوبهم مرض يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. 

 

وأضاف جمعة أن رسول الله يبلغنا أن هذا هو مراد الله سبحانه وتعالى فى كل ملةٍ وشريعة، قال تعالى {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} فالإنسان مستقل لا يرتبط عمله بعمل غيره لا بأبيه ولا بجده ولا بخطيئة يرثها أو يورِّثُها، يقوم بنفسه فيحاسب عن نفسه ويأتى يوم القيامة فردا {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }.

وأكد جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا أن نوطن أنفسنا على الحسنى ؛وأن نستقل فى عقيدتنا وآرائنا وأفكارنا بالحق عن فساد الزمان وفساد الأشخاص وفساد المكان وفساد وتقلب الأحوال، فالمؤمن يسير في هدى الله وعلى طريق الله لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا ولا يكون أحدنا إمعة يتلون بتلون الزمان واختلاف المصالح والأهواء، بل إنه يسير في طريقه إلى الله بالله متوكلاً على الله سبحانه وتعالى لا يضره أحد من العالمين.