رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بين السطور

كنت فى زيارة لإحدى القرى البعيدة التى ما زال أهلها يستخدمون فى بيع الأشياء الجافة ومتطلبات المنازل كتباً ومجلات قديمة وأثناء سيرى لطشت رائحة الطعمية الجميلة أنفى، فهى غير الطعمية التى تصنع فى بعض المطاعم بمثلث القاهرة الكبرى، والتى معظمها يصنع بزيت معاد تدويره فتجد أن جسدك لا يقبل رائحتها، حتى اعتزلت هذا النوع من الطعام، أما فى هذه القرية تجد ارتياحا شديدا لقلى الطعمية التى تفوح رائحتها فى أرجاء القرية والتى شدتنى إلى شرائها، لكنها أعادتنى لزمن الطفولة عندما كنا نقرأ أجمل القراءات والقصص والمعلومات من قراطيس الطعمية فى بلدنا، وفجأة عثرت على أول قصة حب محرم مكتوبة بالقرطاس، فاعتبرت أننى عثرت على شىء ثمين مكتوب بالورقة التى داعبة حبى لكتابة الحوادث، فهى مهنتى التى امتهنتها بحب رغم صعوبتها وما تسببه لى من متاعب، ومن حسن حظى أن القرطاس كان كبير مزدوج الصفحة، فقرأت المكتوب كاملا رغم أن الزيت غطى معالم الورقة ولكن الكلمات تقرأ حتى لو استخدمت عدسة مكبرة، فالورقة من عدد قديم والحادث يرجع تاريخه إلى ما قبل مولدى دون مبالغة فحتما لا بد أن تقرأه «واوعوا حد يقولى مش ممنوع الأكل فى الورق المطبوع»، ففى تلك القصة جريمة هى الأولى من نوعها فى صعيد مصر آنذاك، ووقعت أحداثها فى ستينيات القرن الماضى، بإحدى محافظات وجه قبلى، ففى إحدى القرى وقعت امرأة متزوجة فى غرام رجل تقدم لخطبة ابنتها لكنها أعجبت به وقررت أن تستحوذ عليه لنفسها، ودخلت معه فى علاقة محرمة، انتهت القصة بقتل الزوج، والحكم على العشيق بالإعدام، وعلى الزوجة الخائنة بالأشغال الشاقة المؤبدة. فهى الجريمة التى هزت الصعيد وقتها، ونشرت فى احدى المجلات الكبرى فقد نسج الحب خيوط الجريمة بالقرية وصدر الحكم فى أول قضية للحب المحرم بإعدام العشيق والأشغال الشاقة المؤبدة للزوجة الخائنة. إن قضية سميحة وكامل كان يتكلم عنها كل بيت فى الصعيد وقتها، وتفاصيلها كانت أغرب من الخيال فى نظر أهل القرية التى لم تر مثل هذه الجريمة فى تلك القرية الهادئة من قبل، فقد بدأت الجريمة بعد أن تزوجت سميحة. زوجها فرج واستمرت حياتهما سنوات عديدة. وفجأة وبعد هذا الصبر، بدأ قلبها يعرف الحب الحرام عند أول لقاء مع كامل. كان كامل نفس الشاب الذى راود أحلامها حينما كانت فى الـ16 من عمرها، وبدأ العشيق يهمس فى أذن الزوجة بكلمات الحب والإعجاب حتى قال لها إنتِى لى وحدى. حتى انجرفت الزوجة نحوه. وبدأت تتردد عليه فى منزله، وكانت تنتهز كل فترة يقضيها زوجها فى خارج المنزل لتذهب إليه. وعندما شعر الزوج بسلوك زوجته، وقرّر البقاء فى البيت طول الوقت. حتى وضعت خطتها للانتقام منه لتستطيع أن تتزوج عشيقها. وبدأت تفكر وقدمت له السم فى الطعام، فشعر زوجها بمغص شديد ونُقِل إلى المستشفى. وهناك تمكّن الأطباء من إنقاذه، ولم تُكتَشف جريمتها. وبعد أيام من شفائه بدأت الزوجة تفكر من جديد فى قتله ذهبت إلى عشيقها واتفقت معه على ذبح زوجها ثم دفنه فى المصرف، وقالت له عندما ينتهى الأمر سأتزوجك حتى اختبأ العشيق فى غرفة بالمنزل، وعندما حضر الزوج أحضرت له الزوجة طعام العشاء كالمعتاد، وبعد أن انتهى من طعامه ذهب إلى غرفة النوم. وفى الفجر قام العشيق والزوجة بذبح الزوج وإلقاء جثته فى مصرف مجاور للبلدة. وفى الصباح اكتُشِفت جثة الزوج، وتم إلقاء القبض على الزوجة، وأمام المحقق اعترفت بكل شيء. قائلة عندما جاء ليخطب ابنتى كنت أريده لى وحدى. اتفقت معه على قتل زوجى ونفذنا الجريمة، انتهت اعترافات الزوجة، واعترف العشيق وقال: كنت أتردد على منزل الأسرة، فنشأت بينى وبين زوجة القتيل علاقة غير شريفة، وطلبت منى التخلص من زوجها، واتفقت معها على قتل زوجها. واجتمع العشيق والزوجة فى قفص الاتهام، وأصدرت محكمة الجنايات برئاسة المستشار عبداللطيف أحمد، الحكم بإعدام المتهم «كامل. أ»، والأشغال الشاقة المؤبدة للزوجة.