رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لعل وعسى

ارتبط كوبرى السلام (جسر مبارك السلام سابقًا)، أو جسر قناة السويس، بالسفيرة ميرفت التلاوى التى كانت وقت التفكير فيه سفيرة لمصر فى اليابان، هذا الكوبرى يعتبر أول جسر معلق فوق قناة السويس، ويربط آسيا وأفريقيا. وشبه جزيرة سيناء بباقى الأرضى المصرية ويستوعب عبور 50 ألف سيارة تقريبًا يوميًا، ويشكل إحدى الوسائل الرئيسية لعبور القناة بجانب الأنفاق التى تمر أسفل قناة السويس والكبارى العائمة. وقد تم افتتاحه فى أكتوبر 2001، وتم تنفيذ المشروع عن طريق ثلاث شركات. الشركات اليابانية قامت ببناء الجزء المعلق، وشركة المقاولون العرب، المسئولة عن الأعمال فى الجزء الشرقى من الكوبرى. وقد قدمت الحكومة اليابانية منحة مالية بقيمة 13.5 مليار ين يابانى لتغطية حوالى 60% من إجمالى تكلفة إنشاء كوبرى السلام أعلى قناة السويس، والتى وصلت إلى 22.5 مليار ين يابانى. وهذا الكوبرى له من الأهمية الإستراتيجية ما يجعله أيقونة تطوير وتنمية شبه جزيرة سيناء وربطها بالوادى وتسهيل الحركة المرورية والتنقل بينها وبين الوادى ومن ثم تشجيع وتحفيز المستثمرين المصريين والعرب والأجانب على المضى قدمًا فى إنشاء المصانع التى تعتمد على الخامات المعدنية والطبيعية المتوافرة فى سيناء مثل مصانع الأسمنت والجبس والأسمدة وخلافه وللأسف الشديد أثرت مدة السنتين ونصف السنة التى أغلق فيها هذا الكوبرى، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التى تعرضت لها منطقة شمال سيناء لمدة زادت على 3 سنوات تأثيرًا سلبيًا على خطط التنمية فى سيناء وتسبب ذلك أيضًا فى توقف ضخ أى استثمارات أو رءوس أموال مصرية أو عربية أو أجنبية فى أى مشاريع من التى كان مخططًا لها أن تتم فى شبه جزيرة سيناء، وللعلم فإن السفيرة ميرفت التلاوى، هى التى أطلقت اسم «السلام»، على كوبرى السلام المعلق، وقد سمته هذه التسمية لأنه كان من الصعب إيجاد تمويل له، خاصة بعد تخفيض ديون مصر من قبل نادى باريس الدولى أثناء حرب تحرير الكويت، لا سيما من قبل اليابان التى كان قد تنازلت عن 4 مليارات دولار ديون على مصر، وقد اقترحت التلاوى على اليابانيين عندما كانت سفيرة هناك أن يمنحوا مصر معونة تسمى معونة السلام وحظيت الفكرة بإعجابهم فتمت الموافقة وتمت الإجراءات التى سيتم بناء الكوبرى على أساسها فى ثلاث سنوات، وقد قادت هذه المرأة المصرية العظيمة عملية المفاوضات بنجاح، وقد اتسمت هذه المفاوضات بالشاقة ليس من قبل اليابانيين ولكن للأسف من قبل المسئولين المصريين، فقد وقف فى وجه هذا المشروع يوسف بطرس غالى وزير المالية وسليمان متولى وزير النقل والمواصلات حينها، والعجيب أنهم أسهموا فى إصدار قرار من مجلس الوزراء برفض إقامة المشروع بدرجة أكبر من رفض الأمريكان، ولكن استطاعت التلاوى أن تقنع الأمريكان بسهولة، وذهبت إلى الرئيس مبارك أثناء زيارته لليابان وأقنعته بضرورة إلغاء قرار مجلس الوزراء ليتم بناء الكوبرى، والعجيب أن من كان وراء قرار مجلس الوزراء برفض إقامة المشروع، هو من منح وسام النيل تقديرًا لجهوده فى تدشين جسر السلام، فهل يعيد التاريخ الحق إلى اصحابة الحقيقيين حتى يستقيم اسم السلام ولا يضيع مجهود أوفياء فى هذا الوطن، نأمل ذلك فى ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام