رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

على وَقْع المجازر الوحشية اليومية في قطاع غزة، والقصف المروع لآلة القتل «الصهيونية»، انشغل قيادات العالم وزعمائه، بافتتاح أولمبياد باريس 2024، في حفل يعرض رؤية فرنسا للإنسان المجرد من كل المبادئ والقيم التي بُنيت عليها الرياضة منذ زمن اليونانيين.
وبعيدًا عن إخفاقات بعثة مصر والنتائج المخجلة و المخيبة للآمال، إلا أن ما يشغلنا هو ازدواجية معايير اللجنة الأولمبية الدولية، والبلد المُستضيف لهذه التظاهرة الرياضية العالمية، التي باتت مفضوحة، بسبب المواقف المزدوجة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب «إسرائيل» ضد الفلسطينيين.
انحياز اللجنة الأوليمبية السافر لـ«إسرائيل»، بَرَّرَته بـ«الحياد السياسي»، حين سمحت للكيان «الصهيوني» بالمشاركة في هذه الدورة، ورفع علمه في الملاعب، في الوقت الذي تحولت فيه غزة إلى أكبر مقبرة مفتوحة في التاريخ!
عندما غزت روسيا أوكرانيا قبل عامين، أسرعت اللجنة الأولمبية بإدانة موسكو، و استبعدتها مع بيلاروسيا، مع السماح لرياضيِّي البلدين، بالمشاركة في الدورة بشروط مهينة، بألا يكونوا قد دعموا الحرب في أوكرانيا، وأن يتنافسوا تحت راية مُحايدة، وأن لا يُعزف نشيدا بلديهما!
تمييز صارخ، تحت تأثير دوائر صُنع القرار الغربي، التي تكيل بمكيالين، حيث ترى أن الدولة العبرية تعرّضت لـ«هجوم إرهابي»، متناسية جرائم الحرب التي ينفذها جيشها يوميًّا في غزة، بل ذهب زعماء الغرب إلى وصف لاعبي «إسرائيل» بأنهم «حاملي سلام» في هذه الألعاب!
المؤسف أنه باستثناء اللجنة الأولمبية الفلسطينية، التي دعت إلى استبعاد المشاركة «الإسرائيلية» في أولمبياد باريس، فإن باقي الاتحادات العربية «الشقيقة» التزمت صمت القبور!
بالطبع، لا مجال هنا لمقارنة جرائم روسيا، مع إجرام «إسرائيل» بحق سكان عُزَّلٍ أبرياء، دمَّرت مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وحرمتهم من الغذاء والدواء، ما يجعل قرارات اللجنة الأولمبية والحكومات الغربية ازدواجًا صارخًا في المعايير.
إذن، العدوان في الحالتين واحد، لا فرق بينهما، وإذا كانت روسيا بحربها على أوكرانيا أخلَّت بمبادئ الميثاق الأولمبي، عندما غزا جيشها أراضي أوكرانيا، فماذا يقال عن «إسرائيل»، التي تحتل الأراضي الفلسطينية، وتقتل وتُشَرِّد وتعاقب وتسجن شعبًا منذ سبعة عقود؟
يكفي أن نشير إلى أن «إسرائيل» خلال عشرة أشهر فقط، قتلت أكثر من 400 رياضي فلسطيني، وحوَّلت ملعب كرة القدم في غزة المدمَّرة إلى معتقل مفتوح، حشرت فيه مئات المعتقَلين الأبرياء، مُقَيَّدي الأيدي ومعصوبي الأعين، مُجرَّدين من ملابسهم أو ما يستر عوراتهم!
أخيرًا.. أقل ما يوصف به «حياد» اللجنة الأولمبية و«دعم» الحكومات الغربية، أنه نفاق وخزي، أما العار الذي سيلاحقهم، فهو عندما يكتشفون أن من بين 87 لاعبًا «إسرائيليًّا»، يمثّلون «الكيان الصهيوني» في هذه الدورة، سبق لهم أن خدموا في صفوف الجيش، وتلطخت أيديهم بدماء الفلسطينيين الأبرياء!
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «العالم لا يحتاج إلى النصائح، بل للقدوة، فالحمقي لا يكفون عن الكلام».

[email protected]