عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لم أسعد بمعرفة الكاتبة الصحفية والأديبة الكبيرة قيمة ومقامًا وعمقًا وقيمًا الأستاذة سناء البيسى بشكل مباشر. مثل الكثير جدًا من القراء المصريين وقراء العربية عمومًا، عرفت الأستاذة سناء البيسى مبكرًا كقارئ شاب، ثم شدنى قطارها السريع فوق قضبان الصحافة والأدب وشاشات الثقافة والتنوير، وأغرانى بالركض خلفها حينًا، وحينًا آخر أغفو فوق وساداتها الصحفية والثقافية التى كانت خليطًا من ريش النعام، والدبابيس التى خاضت بها معارك، ليس بمنطق سيوف دون كيشوت الخشبية، ولكن بذكاء امرأة تعرف أنها تمتلك السلاح الجبار الذى لا تقوى عليه كل اساطير الاستبداد والقمع والخوف.. القلم.

المقال المستطرد بجريدة الأهرام (امسحى دموعك يا سناء) يوم السبت الماضى للأستاذة سناء البيسى شدنى وهزنى، والذى كتبت فى مقدمته أنه جاء ردًا على جملة أرسلها لها أحد أبنائها الصحفيين بالأهرام فى رسالة إلكترونية تعقيبًا على وضع اسم «الدنيا» بالانجليزية على واجهة مجلة «نصف الدنيا».

يا سيدتى وسيدة القلم والقيم الجميلة والرقيقة والراقية، لا تمسحى دموعك، ودعيها تفيض صافية ليس ضعفًا، ولا ألمًا، ولكنها قوة الزمن الجميل الكامنة بالأعماق.. دعيها تندفع ممطرة لعلها تطهر من فى قلوبهم مرض، وبعقولهم استوطنت أمراض التسطيح، والهزال الثقافى والعشى القيمى.

أنت يا سيدتى كما حمل احد مؤلفاتك سيدة لكل العصور.. فى شبابك أنت سناء البيسى الثائرة بالفكرة، والآن أنت سناء البيسى القابضة على الفكرة، واليقين بأن رسالتك كانت بشارة نور للخروج على ملة التقليد وظلمة الخوف من ارتياد مناطق جديدة فى حياتنا..

دعى دموعك تجرى أينما شاءت، إنها لحظة نادرة أن نبكى بشموخ وحب وعشق فى الحياة وللحياه.. جيل الرائعين الكبار من كتابنا وفنانينا وعلمائنا منذ بدايات القرن الماضي، وحتى وقت الخسوف الذى طال قليلا لشمس التجديد والعقول المبهرة، والذى نعيش تداعياته حتى اللحظة – هذا الجيل العظيم بكل أطيافة العبقرية، ما أجمل أن نغرق فى بحوره، غرق العاشقين الذين يأبون الحياة بلا نشوة، ولا يذهبون للموت إلا مكللين بتيجان الدهشة..

الجميلة– سناء البيسى.. لم تكونى يومًا مجرد امرأة تكتب، ولكنك مؤسسة فنية وإنسانية وثقافية كبرت مع الأيام والسنين إلى أن أصبحت سناء البيسى..أتصورك الآن كملكة متوجة تجلس فوق عرش النجاحات، وحتى الانكسارات.. أتصورك الآن تتنقلين وأنت على مقعدك الهزاز، مغمضة عينيك بين أحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ، متجولة بين حارته ودراويشه وباحثة معه عن جدنا الجبلاوى الذى طال غيابه.

سيدتى: أتمنى ألا أكون قد قطعت خلوتك مع أزمنة العشق والجمال والأحلام الكبيرة.. طاب صباحك ومساؤك وعمرك..

[email protected]