رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قتلوا العريس وعاكسوا زوجته..

دماء في شهر العسل.. تاجر مخدرات يخطف روح "العجوز" عريس عزبة خير الله

محرر الوفد وأسرة
محرر الوفد وأسرة الضحية عريس عزبة خير الله

 اكتست الأرض بدماء عريس عزبة خير الله بدار السلام، ولم يهتز قلب المتهمين لحظة، وأكملوا وصلة الضرب والطعن في جسد الضحية. 

 لم يتركوه يلتقط أنفاسه الأخيرة، وجسده الهزيل لم يتحمل طعنات غدرهم، مكث في مستشفى الدمرداش 5 أيام، وهمس في أذن زوجته "خلي بالك من الحمل الجديد ومات".

 قبل 37 يومًا كانت المنطقة تتهيأ لفرحة صنايعي ألوميتال "إبراهيم جمال"، وشهرته "العجوز"، 24 عامًا على فتاة قلبه "آية محمد حنفي" 27 سنة، ليكلل الله قصة حبهما بالزواج.

 الدنيا لم تسع "العجوز"، فأخيرًا تزوج من اختارها، وشرع في شهر العسل، لديه الكثير ليقدمه لـ"آية"، وعدها بحلو الأيام وحسن العشرة، وبذرية صالحة، تعينهما على مُر الأيام.

 مع انقضاء إجازة الزواج، ألح الفقر على عريس عزبة خيرالله النزول لعمله في ورشة ألوميتال بدار السلام، فقد وعد شريكته بأن يغنيها ويحقق لها ما تتمنى.

العروس حامل: 

 تبسمت الدنيا في وجه العريس، فقد اقتربت منه زوجته في اليوم الـ34، واحتضنته وهمست في أذنه "أنا حامل" هتبقى أب يا إبرهيم، لم تتمالكه الفرحة وراح يخطط لمستقبل ولي العهد، وهاتف أمه وزف لها الخبر.

 تقول "آية" زوجة العريس، لـ“الوفد” انتقلنا لزيارة حماتي في منزلها، في يوم 24 من شهر يونيو، وجاءت إلينا ابنة أخت زوجي تبكي، "عمو يوسف" ضربها بالقلم على وجهها، وقال لها أنت "مُرشدة"، وارتفع صوت بكائها في أحضان العريس الجديد، الذي حاول إيقاف دموع كريمة شقيقته.

 

صفعة على وجه طفلة تشعل أزمة:

  وانطلق تجاه "يوسف القناوي"، 45 عامًا، ليعاتبه على فعلته، وبسؤال أهالي المنطقة قالوا إن الأجهزة الأمنية كانت تطارده لاتجاره في المواد المخدرة بعزبة خير الله، وشك أن الصغيرة أرشدت عنه فصفعها على وجهًا أمام المارة.

 تابعت من فقدت عريسها في شهر العسل، تدخل الأهالي لفض الخلاف، وانصرف لكن تاجر المخدرات "يوسف"، لم يرضَ وحدث نفسه كيف لإبراهيم أن يعاتبه أمام المارة.

خطة لقتل عريس عزبة خير الله:

 يلا نشرب حاجة على القهوة.. جملة قالها "العجوز" لشقيق زوجته "أحمد محمد حنفي"، سائق سيارة النقل، وخرجا في اتجاه المقهى، وكان الموت في انتظاره، على رأس الشارع يجلس تاجر المخدرات ولما رأه قال "أهلًا تعالى هتموت النهارده".

استعد "يوسف القانوي، 45 عامًا يرافقه شقيقه "بكري، 40 سنة، و"محمد. ع" ابن أخته، وأنهالوا بطعنات متفرقة على جسد عريس عزبة خيرالله، سقط أرضًا وسالت الدماء من جميع جسده وفروا هاربين.

الوصية الأخيرة خلي بالك من الحمل:

 غلبت الدموع الحبيسة عيون زوجة العريس وانهمرت، جففتها واستطردت تروي اللحظات الأصعب، ذهبنا به إلى المستشفى، مكث فيها 5 أيام يصارع الموت وقال خلي بالك من الحمل يا آية وفارق الحياة.

 وتقطعت كلمات العروس الأرملة فحواها، مشبعتش منه، أنا لسه متزوجاه، الطفل هيجي الدنيا ميلقيش أبوه، وأمسكت رأسها تتعتصرها ألمًا وكأن الدنيا أغلقت دفاترها وولت. 

المتهم توعد بقتل إبراهيم: 

 والتقطت الحاجة "صباح إبراهيم سيد مصطفى"، 60 عامًا، أطراف الحديث لتروي مأساة فقدت فيها نجلها، وتقول، المتهم أخبرني قبل الجريمة بساعات، "أنا هحزنك على ابنك"، لم أُلقي لتهديده اعتبارًا، لا أعرف أنه وعد وسيفي وبه، وما أن صدح المؤذن لصلاة العصر، حتى أراقوا دماء ابني على ناصية الشارع.

ذهبنا إلى المستشفى، وحضنته كثيرًا، وكأن يوصيني بعروسه ونجله القاطن في أحشائها، وأنا أخبره وأمني نفسي بـ"هترجع وتربي ابنك يا عجوز" انت لسه عريس والأيام هتضحكلك، لا أعلم أنها النهاية، وهذا الحديث وصيته الأخيرة.

أسرة المتهمين تعتدي على أسرة الضحية: 

 أضافت مات نجلي عريس عزبة خير الله بدار السلام، غدرًا على يد  تاجر المخدرات وأقاربه، خطفوا روحه غدرًا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ينتظرون خروجنا ويسألونا عن تقرير الطب الشرعي، ذهابًا وإيابًا، ولم تنجُ أرملة ابني من معاكساتهم، افتروا علينا في حياته وبعد مماته.

 وطالبت أسرة العريس الضحية، بالقصاص من المتهمين، قائلين لن يطفئ نار قلوبنا غير إعدام المتهمين، وأن يُحرموا من أطفالهم  وزوجاتهم كما فعلوا بنجلي "إبراهيم جمال"، العريس الشهيد.

القبض على المتهم الرئيسي:

 تلقى قسم شرطة دار السلام بلاغًا يفيد بمقتل شاب يدعى إبراهيم جمال، يعمل صنايعي "ألوميتال" على يد تاجر مخدرات.

 وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية، وبالفحص تبين أن المتهم سدد للمجني عليه طعنات  بسلاح أبيض بسبب خلافات ومعاتبته لما بدر منهم تجاه نجلة شقيقته، جرى القبض عليه واقتياده إلى قسم الشرطة، فيما تكثف الأجهزة جهودها لضبط باقي المتهمين.

 وتحفظت النيابة العامة على جثة الضحية، وانتدبت الطب الشرعي لاستخراج تقرير الصفة التشريحية، وصرحت بالدفن عقب ذلك.

 وشيّع أهالي المنطقة جثمان الضحية لمثواه الأخير في جنازة مهيبة تعبيرًا عن حزنهم وحبهم للمجني عليه الذي كان عريسًا قبل أيام.