عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

قصة واقعية ملهمة، أحداثها حقيقية، نحتاج الآن إلى سردها حتى ترى الأجيال الجديدة ماذا وصل بنا الحال، كان يا مكان يا سعد يا إكرام، كانت هناك طبقة فقيرة ومتوسطة وأخرى طبقة غنية، يعيشون معا بهذا الوطن، عندما يصاب مواطن ما بمرض ما، يذهب فورًا إلى أقرب « بقال» ليشترى منه العلاج السحرى «برشام الريفو»، أشهر اسم دواء فى مصر على مدار أكثر من نصف قرن.
«الريفو» عبارة عن أقراص تحتوى على مادة الأسبرين التى تستخدم كمسكن للألم وخافض للحرارة ومضاد للالتهابات، هذا الدواء صاحب التاريخ الطويل الذى أصبح تراثًا ثقافيًا وجزءًا من موروثنا الشعبى، تجده بشكل واسع فى كل بيت مصرى، يستخدم كعلاج سحري لكثير من الأمراض.
وتحول « برشام الريفو» إلى علامة مسجلة والعلاج السحرى لكثير من الأمراض اشهر تلك الأمراض الصداع والبرد، حتى أصبح رمزًا للعلاج الشعبى البسيط والفعال، بل وجزءا من الذاكرة الشعبية والثقافة الطبية لدى المصريين، ويُعتبر مثالًا على كيف يمكن لدواء بسيط أن يصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية لغالبية المصريين، كان يباع عند البقالين، وهذا يعكس مدى انتشاره وشعبيته، ومع مرور الزمن أصبح موجودًا بكافة الأكشاك المنتشرة فى كافة ربوع المحروسة بدلًا من الصيدليات، والحصول عليه بسعر زهيد، ومتاحًا لجميع الطبقات الاجتماعية، وهذا الوضع غير معتاد، حيث تُباع الأدوية عادةً فى الصيدليات وتحت إشراف طبى.
باتت شعبية « برشام الريفو « كاسحة وظاهرة لم ولن تحدث، فمن المفارقات أنه كان يتم استخدامه بديلًا « للفكة «، فعندما يقوم شخص ما بشراء سلعة ما من محل بقالة ويتبقى له مبلغ بسيط كفكة (باقى النقود)، فكان البقال أحيانًا يقدم له شريط ريفو بدلًا من المبلغ البسيط المتبقى، فهذا الموقف يعكس دلالات هامة جدا، ألا وهى سعره الذى كان زهيدًا بما يكفى ليكون بديلًا مناسبًا للفكة، بالإضافة إلى شعبيته الفائقة والمتفردة نظرًا لفوائده المعروفة وشيوعه، فكان الجميع يقبلون به بكل سهولة، لأنه أصبح جزءًا من الثقافة الشعبية اليومية، واستخدام الريفو كبديل للفكة يظهر إلى أى مدى كان الريفو جزءًا من الحياة اليومية والبسيطة فى المجتمع المصرى.
ظهر « برشام الريفو « لأول مرة فى خمسينيات القرن الماضى، وانتشر بسرعة غير طبيعية نظرًا لفعاليته وسعره المنخفض، أنتجته شركة باير الألمانية متعددة الجنسيات، والمعروفة بتصنيع الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، وهى أول من اكتشفت مادة الأسبرين المكون الفعال فى « برشام الريفو « أحد أشهر المنتجات التى قدمتها الشركة، وقد تم تطويره لأول مرة فى أواخر القرن التاسع عشر، ولا تزال حتى اليوم واحدة من أكبر الشركات فى مجال صناعة الأدوية على مستوى العالم ويعتبر الأسبرين أكثر منتجاتها شهرة واستخداما ومتاحًا على نطاق واسع، وجزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكافة المصريين على مختلف الطبقات.
دخل «برشام الريفو» إلى مصر بعد انتشاره عالميًا كمنتج طبى فعال يحتوى على الأسبرين، تلك المادة التى اخترعها الكيميائى الألمانى « فيليكس هوفمان « الذى كان يعمل فى شركة باير عام 1897م، وأصبح لاحقًا واحدة من أكثر الأدوية استخدامًا حول العالم.
اليوم.. تفاقمت الأزمة، وأصبح العثور على « برشام الريفو « حلما مستحيلا بل ضربًا من ضروب الخيال بعد أن أصبح سعره خياليًا وعبئًا على كثير من المصريين الذين يعانون أزمة اقتصادية يمر بها الوطن وقس على ذلك كثير من الأدوية، تتزايد الأزمة يوما بعد يوم وتزيد معها معاناة الشعب المصرى البسيط.. من هنا أهمس فى أذن الحكومة ومعى كثير من المصريين الذين يتوسلون ويتألمون ويطالبون الحكومة فى إيجاد حل فورى لأزمة الدواء التى تتفاقم يومًا بعد يوم، والتى أصبح نادرة الوجود وسعرها الذى يلامس السماء دون الشعور بمعاناة المرضى الذين لا يستطيعون الحصول دواء، أما بسبب عدم وجوده بالصيدليات أو بسبب سعر المبالغ فيه، ولكم فى «برشام الريفو « عظة وعبرة.
والسؤال المطروح الآن، متى تستفيق الحكومة من سباتها وتستشعر أن هناك أزمة فعلية فى الدواء عليها أن تسرع فى حل تلك الأزمة والتى تعتبر أزمة أمن قومى.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
[email protected]