رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البحث عن سلساّل سيد الضوي.. هل إبتلعت الحداثة روّاة السيرة الهلالية؟

الراحل سيد الضوي
الراحل سيد الضوي

 مُنذ أن مات سيد الضوي آخر حكاء للسيرة الهلالية، في آخر شهر سبتمبر 2016، أحيلت تلك القصص المسموعة، التي طالما استقرت فى وجدان الناس، إلى فاترينة التراث، ترى هل ابتلعت الحداثة روّاة السيرة، أم أن «السمعية»، وجدوا ما أجدي من تلك الحكايات فى تشكيل وجدانهم؟! 

 يقول المسنوّن والعجائز في الصعيد.. إن سيرة المرء تبقى بعد موته، ذلك بالنسبة للأشخاص العاديين، فما بالك من سيد الضوي، القابض على خزانة الحكايات والسيرة الشعبية في الصعيد.

  تلك الحكايات والقصص المسموعة والمصحوبة بالموسيقي الأقرب إلى الوجدان  «الربابة»، في بلاد العفوية، تلك الحكايات كانت تشُكل الوعي الجمعي للمجتمعات المغلقة تجاه الأمور الحياتية.

 فى أيامه الأخيرة وعندما بلغ سيد الحكائين عمر الـ 83، رقد سيد الضوّي بعد أن تمكنت منه أعراض أمراض الشيخوخة، وساءت حالته الصحية إلى أن رقد على السرير في مستشفى قنا العام إلى أن فارق الحياة. 

 منذ وفاة الرجل فى 2016، ساور القلق المهتمين بذلك التراث، وخاصة أن تلك الحكايات والسير؛ كانت تُعلم قيمًا مثل النبل، والشجاعة، والكرم وغيرها.

 س تحال إلى فترينات التراث التي لن تقترب منها الأجيال الجديدة المشغولة بالحداثة والإنترنت والدراما الفجة، وهي نفسها التي تشكل الوعي حاليًا، بعد أن كانت الحكايات الشعبية هي القائمة بذلك الدور منذ الطفولة عند أهل الصعيد.

 

السيرة فى الوجدان الشعبي: 

  يقول سيد الضوي، إن من طقوس بلوغ الفتي سن الرشد أن يصطحب الأب ابنه إلى«المحيا»، للاستماع إلى السيرة الهلالية بكل ما فيها من بطولات ودروس وتضحيات. 

 الحكاء الأخير كان ممن تشكل وعيهم من خلال السيرة والحكايات وورث ثروة كبيرة عن والده وعائلته منذ أن كان صبيًا، ليكون الخليفة والراوي الرسمي لسيرة بني هلال في جنوب مصر أولا، ومنه إلى القاهرة وعواصم أوربا والخليج، بعد تعاونه مع الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في جمع وتوثيق السيرة الهلالية. 

 

النقل العضوي:

 الأوربيون الذين كانوا يستمعون إلى سيد الضوي وفرقته في زياراته إلى هناك، لم يكونوا يفهمون ما يردده «الضوّي»، من حكايات بما فيها من تورية وغموض اللغة واختلافها.

 الأوربيون كانوا يريدون التعرف علي الحكايات التي تتناقلها الأجيال في مصر، من خلال طريقة نقل عضوية ومستمرة عبر ألاف السنين، بنقلها شفويًا بشكل عضوي من جيل إلى جيل، وهو ما لا تفعله المؤسسة الثقافية في مصر.

 

لا أحد يرث الضوّي! 

  يقول سيد الحكائين، إن دور الثقافة في مصر لم تعطِ السيرة والحكايات حقها رغم أنها الخط الأخير للمقاومة وللحفاظ علي الهوية، وشهادة «الضوّي»، تلك  توضح التأثيرات علي عملية النقل العضوي لتلك الحكايات المتنوعة التي تحول إلى حكايات مركبة تعطي حكمًا وقيمًا لمن يسمعها، بمصاحبة الموسيقي ومحاكاة أبطال القصص بالأداء الحركي. 

 صوت الربابة الذي كان يصدح في المنادر والدواوين في الصعيد بسيرة «أبوزيد الهلالي»، و«الزناتي خليفة»، بصوت سيد الضوّي الفنان الفطري الذي لم يتعلم، توقف ولم يعد هناك من يرث ذلك الحكي للناس! 

 سيد الضوّي، الذي أنهكه المرض فتوقف عن سرد الحكايات، ومات وهذه سنة الحياة، وبقيت حكاياته واسمه مثله مثل والده وعمه «جابر أبوحسين».