رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الجامعة العربية تحتضن مفاوضات السلام السودان بالقاهرة..

إطلاق مبادرة لوقف الحرب في عيد الأضحى وترحيب بالجهود المصرية

الجامعة العربية
الجامعة العربية

تمتد الجهود الدبلوماسية والمبادرات العربية والدولية لوقف الحرب في السودان، تشمل هذه المبادرات مفاوضات جدة، إلا أنه لم يتم الالتزام بتنفيذ بنودها مما أدي إلي استمرار الحرب،  وتعقد الأزمة أكثر مما تحتاج إلى مفاوضات مستمرة، وتوحيد الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة. وفي هذا السياق، تُظهر أهمية دور جامعة الدول العربية في تحقيق هذه الأهداف.

وفي هذا السياق أعلن اليوم أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ إجراءات للتهدئة الفورية، والترحيب بالجهود المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية نهاية الشهر الجاري لإطلاق حوار وطني سوداني باعتباره مساهمة مهمة في تعزيز التوافق بين القوى السياسية المختلفة، ويسمح بتهدئة الأزمة، وتقريب وجهات النظر.

 

١١ طرفًا يتفقون على ١١ بندًا

 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الاجتماع التشاوري لتنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية القاهرة، والذي ضم ١١ طرفًا وهم: الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد)، والأمم المتحدة، إلى جانب الدول التالية: مملكة البحرين رئاسة القمة العربية)، جمهورية جيبوتي (رئاسة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية جمهورية موريتانيا الإسلامية رئاسة الاتحاد الأفريقي)؛ جمهورية مصر العربية الراعية لمبادرة دول جوار السودان، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية (راعيتا محادثات جدة)

 من جانبه، قال رمطان العمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان إنه تم الاتفاق على توجيه نداء إلى الأطراف المتحاربة في السودان بضرورة وقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

 وأضاف العمامرة أن الاجتماع يعد الأول من نوعه الذي يعقد بمبادرة من الأمين العام للجامعة العربية الذي حرص على جمع كافة القوى والمنظمات الإقليمية الفاعلة لحل الأزمة في السودان داخل أروقة الجامعة العربية، داعيًا إلى الاحتكام إلى العقل وتفادي كل ما من شأنه أن يؤدي في السودان إلى أن انزلاقات خطيرة، حقنًا لدماء الأبرياء وحفاظًا على مستقبل الوئام الذي يجب أن ينتشر في ربوع السودان، بحيث لا يكون أمام أي سوداني وطن بديل إلا السودان.

 وشدد على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة ووحدة الأراضي السودانية وسيادته الوطنية، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة والجامعة العربية والأطراف كافة المشاركة في اجتماع اليوم بوحدة واستقرار وسلامة السودان، معربًا عن سعادته باستعادة جامعة الدول العربية لدورها وأخذ زمام المبادرة لتوجيه نداء بوقف الحرب في السودان.

 

وأصدر المشاركون في هذا الاجتماع التشاوري بيانًا مشتركًا، اتفقوا فيه على ١١ بندًا، حيث أعرب المشاركون عن بالغ القلق من أن تواصل القتال منذ 14 شهراً في السودان يستمر في التسبب في خسائر بشرية فادحة وآلاف القتلى والجرحى، وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني بعيداً عن منازلهم وقراهم ونهب واحتلال المنازل والمرافق المدنية الرئيسية في الخرطوم ومدن أخرى، والتدمير المنهجي للبنى التحتية ومباني الدولة بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية بما أدى إلى ندرة الأدوية المنقذة للحياة، وتفكك النظام الصحي الوطني بالإضافة إلى وضع إنساني كارثي بما في ذلك تزايد تهديدات المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.

 

الجامعة العربية ودورها التنسيقي

 

جامعة الدول العربية، من خلال مجلسها، تُظهر دورًا هامًا في تشجيع التنسيق والتعاون بين المنظمات المختلفة لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام، وتُظهر أيضًا في إنشاء فريق يشرف على الجوانب الإنسانية.

ودعا الاجتماع إلى دعم الجهود الهادفة لاستئناف محادثات جدة ومخرجاتها، والتنفيذ الكامل لـ "إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان (11) مايو (2023" بما في ذلك توفير ممر آمن للمدنيين المعرضين لخطر جسيم وإيصال المساعدة الإنسانية الحيوية إلى جميع الأشخاص المحتاجين، وإعلان هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ إجراءات للتهدئة الفورية.

وأكد البيان التنسيق فيما بينهم لتحقيق سلام مستدام في السودان، على أساس التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وإطلاق حوار سياسي وطني بقيادة سودانية والعمل على الاستفادة من آليات الوساطة السودانية المحلية والوجهاء السودانيين في عملية نزع فتيل النزاع ووضع تدابير لبناء الثقة، وتشكيل فريق عمل فنى من المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في هذا الاجتماع التشاوري مع إمكانية دعوة شخصيات أخرى ذات معرفة وخبرة إذا ما لزم الأمر.

ورحب الاجتماع بدعوة جيبوتي لاستضافة  فريق العمل الفني تنظمها المنظمات الخمس المتعددة الأطراف الاتحاد الأفريقى، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة بهدف صياغة خارطة طريق موجهة نحو العمل.

 

تقديم المساعدات والدعم

 

وأكد الاجتماع التشاوري على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر تضرراً وضعفاً (خاصة الأطفال والنساء، و تصميم برامج تدريبية لصالح النازحين والفئات الضعيفة لتعزيز مهاراتهم للانخراط في بيئات العمل المواتية، تقييم الاحتياجات الإنسانية الطارئة في السودان بما في ذلك الخدمات الصحية. توعية النازحين بسبل النفاذ إلى الخدمات المتاحة، ودعم المؤسسات الوطنية السودانية كي تتمكن من استئناف الخدمات الطبية والتعليمية ومعالجة قطاع الزراعة، وتزويد الدول الأعضاء بتقارير دورية عن النتائج التي تتوصل إليها. تقديم دعم منسق لدول جوار السودان لمواجهة الأعباء المختلفة للأزمة.

وأعرب المشاركون  في الاجتماع  الذي عقد في مقر الأمانة العامة بالقاهرة قبل أيام من عيد الأضحى،  عن قلقهم إزاء انتشار انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والعنف العرقي الذي قد يصل إلى مستوى جرائم التطهير العرقي في بعض مناطق دارفور وتزايد احتمال انتشار الصراع عبر الحدود مما يشكل تهديدات خطيرة للسلام والاستقرار في المنطقة، وأدان المشاركون كافة أنواع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين خلال الصراع الدائر، آخرها المجزرة البشعة بتاريخ 5 يونيو 2024، في قرية ود النورة بولاية "الجزيرة" والتي تسببت بمقتل أكثر من 158 شخصاً بينهم 35 طفلاً، والهجوم على مستشفى الجنوب بالفاشر، وهي المنشأة الطبية الرئيسية في عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، مما أدى إلى إغلاقها.

 

مبادرات لأزمة وتحديات منتظرة

 

ثمن المشاركون في  المبادرات والجهود المختلفة المبذولة على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية لصالح السودان ومنها: مبادرة دول جوار السودان برعاية جمهورية مصر العربية، ومسار جدة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وقف إطلاق النار الشامل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مبادرة الاتحاد الأفريقي لإيجاد  الحل السياسي الشامل.

أشادت أطراف الاجتماع التشاوري  بمبادرات جامعة الدول العربية بقيادة الأمين العام أحمد أبو الغيط، ونتائج هذا الاجتماع الأول، والتأكيد على أهمية عقد اجتماعات تشاورية منتظمة لتبادل وجهات النظر حول نتائج جهودهم المشتركة وضمان انسجام مبادراتهم للسودان حتى تكون نتائجها متبادلة التعزيز، وعقد اجتماعهم التشاوري الثاني في يوليو، بالتزامن مع الخلوة، من أجل استدامة انخراطهم الجماعي لصالح السلام في السودان.

يأتي هذا الاجتماع إدراكا لأهمية تكثيف وسائل التنسيق والتعاون بين المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب رعاة المبادرات الرئيسية الرامية إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتعزيز حوار سياسي سوداني شامل واستعادة السلام والاستقرار في السودان وتأكيداً لالتزامهم القوي بحماية سيادة جمهورية السودان ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

تعتبر هذه المبادرات مهمة للحصول على حلول دائمة للأزمة، وتحتوي على محادثات لحل الأزمة وتشكيل فريق يشرف على الجوانب الإنساني، ومع ذلك، يُظهر التحديات كبيرة في تحقيق هذه الأهداف.