رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

ضوء فى آخر النفق

إطلالة منتديات القاهرة على أدباء الغرب والجنوب (مطروح وأسوان) كما حدث فى الأسابيع الثلاثة الأخيرة أمرٌ جميل ومقدر تمامًا.. كانت هناك مناقشة لرواية «يوم الملاجا» لأيمن شكرى - وهى روايته الثالثة، وكانت أحداثها تجرى فى مطروح زمن الحرب العالمية -وذلك فى منتدى المستقبل (رائده ومديره د. يسرى عبدالله) الثلاثاء قبل الماضى، والجمعة الفائتة ناقش صالون الفيشاوى (مى مختار) رواية بولاق الفرنساوى للكاتب النوبى حجاج أدوّل.
- لم أحظ بمعرفة حجاج عن قرب.. وسواء أعجبت بأدبه أم لا، فمن الضرورى الاعتراف بأننا نقصر فى حق الجنوب كما نفعل مع الغرب، وربما نعمل وفق المثل العامى «البعيد عن العين بعيد عن القلب».
- سبق واقتنيت روايته «كديسة» ومنيت نفسى بقراءة ممتعة. هذا لم يحدث! شيء ما وقف حائلًا بينى وبينها؟ أهيّ اللغة والاسلوب الذى أفضله فى الكتابة؟ أنا مع جمال العبارة ورشاقتها وتكوينها الجذاب الذى يأسر الألباب.. وأنا أقرأ الصفحات الستين الأولى من رواية «بولاق الفرنساوى» تأكد لدى أنه حجاج أدوّل قادر أن يمسك بذائقة قارئه ولا يفلتها قبل أن يقضى مآربه منها.. هناك مقاطع رومنسية مدهشة، ومواضع أخرى محزنة مبكية، تلهث انفاسك معها وأنت تقرأها، وهناك صور وتعابير مهمة ومشاهد روائية بامتياز، لكنى لاحظت وأنا أطالع الصفحات الأولى أن حجاج مثل قطار.. يتعثر كثيرا فى البدايات، ثم تتصاعد وتيرة احساسه وكتابته وأسلوبه وافكاره شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى المرحلة التى يمسك فيها بأعين القارئ وحواسه قلبًا وعقلًا.
هناك مواضع جميلة فى هذه «السيرة» التى يكتبها، وتقديرى انه ليس لها بطلًا واحدًا، وانما بطلها المعنوى الكبير أو عنوانها هو المحبة.. محبة حتى لصاحب عربة الكبدة ابن ال… (وهو بحسب الوصف الذى يستخدمه الشارع ولا تستخدمه الصحافة: إبن الست اللى مش نضيفة). المحبة فى الرواية لأبطاله: نصار وحسن زيادة وعليوة الزوربا ولقائد الكتيبة وغيرهم.. لكن حجاج فى مقابل محبة الأشخاص -أصدقائه- وضع السم فى العسل عندما تحدث عن الوطن، بدءًا بحرب الاستنزاف، وتهجير النوبييين والسد العالى! هنا غابت «المحبة» وحضرت المواقف السياسية.. وإن حاول أن ينفى ذلك، وكان هذا سببًا فى نقدى لمواقفه اثناء المناقشة!
- هناك إشكاليات فى الرواية ماكنت أفضلها أنا (ككاتب وكقارئ) فحديثه عن الحرب فى الصفحات الأولى لم ينته، وظلت مواقفه منها تتابع.. وتتناثر فى الرواية، حتى انه لم يسيطر على فكرة عدم التكرار فذكر مرتين ان قائد كتيبته عادل فهمى استشهد، ثم إنه أمات بطله نصار مرة فى بداية الرواية وفى منتصفها عاد ليتحدث عنه بطريقة توحى وكأننا أمام «نصار» آخر، اذ يبحث عنه ويسأل حتى يعرف انه سافر للخليج سنوات ليعمل نجار مسلح..ثم يخبرنا مجددًا انه مات!!
أظن انه كان عليه أن يقسِّم الرواية على نحو مختلف فتكون هناك بلوكات كاملة تبدأ بالحرب وتنتهى بفصولها المختلفة عن بولاق بفرعيه ماسبيرو والفرنساوى والنوبة وغيرها، بحيث يكون حديثه عنهم متدفقًا بالذكريات الجديدة، أو بمقارنات بين زمن الحرب وزمن السلم، أو تحليل ماجرى كشاهد عيان وهكذا..
لكن شيئًا ما حدث فجأة أثناء مناقشة الرواية فى صالون مى مختار!