رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يابلدى

يعتقد كثير من المدخنين أن الإقلاع عن التدخين خطوة صعبة جدًا لا يمكن الإقدام عليها حتى مع صيام الشهر الكريم، ويرى هؤلاء أن الصيام عن الأكل والشرب فى رمضان أسهل بكثير من الإمتناع عن التدخين، وللأسف الشديد هناك نماذج سيئة جدا منهم ينتظرون بفارغ الصبر آذان المغرب للإفطار على سيجارة أو أكثر قبل تناول أى طعام أو شراب، وهو ما يشكل خطرا شديدا على حياتهم، ويصنف هذا السلوك بأنه من أعلى درجات الإدمان لمادة النيكوتين، ويتسبب هذا السلوك القاتل فى تقليل نسبة الأوكسجين فى الجسم بشكل مفاجئ، ورفع ثانى أكسيد الكربون، وزيادة احتمال الإصابة بنوبات الربو والانسداد الرئوى، والجلطات القلبية.
وهناك آراء فقهية ترى أن هذه الطريقة تعد إفطار على معصية استنادًا على فتوى من دار الإفتاء بأن التدخين حرام شرعًا.
والسؤال هنا هل صيام رمضان يساعد فى الإقلاع عن التدخين؟، والإجابة تأتى من خلال آراء متخصصين فى مجالات الصحة العامة وأمراض الصدر والقلب، نعم، وصيام رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين وأن هذا القرار ليس مستحيلا وإنما فقط يحتاج إلى عزيمة وقوة إرادة وخاصة إذا علم المتمسك بهذه العادة السيئة أن التدخين من أهم أسباب الوفاة حول العالم سنويا وهو المسئول عن عُشر حالات الوفيات فى جميع أنحاء العالم بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان، وأن المدخن كلما أقلع عن هذه العادة فى وقت مبكر، كلما قلت فرص إصابته بأمراض التنفس والقلب وغيرها من الأمراض الخطيرة.
ووفقًا للصديق العزيز الدكتور محمد عبدالهادى، عميد معهد القلب، فإن التدخين عامل رئيسى للإصابة بتصلب الشرايين، لأن النيكوتين الموجود فى الدخان يخفض مستويات الأوكسجين فى الدم ما يضطر القلب لبذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأوكسجين الذى يحتاجه.
كما أن التدخين يُقلل من نسبة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ما يُؤدى إلى حدوث تصلّب أو سماكة فى الأوعية الدموية وضعف فى قدرتها على الانقباض والانبساط ويرفع مستوى ضغط الدم ومعدل نبض القلب.
وما يبعث الأمل لدى الراغبين فى الإقلاع عن التدخين والذين لم يتخذوا القرار حتى الآن رغم مرور أكثر من سبعة أيام على بداية الشهر الكريم ما يؤكده عميد معهد القلب أنه خلال يومين فقط من الإقلاع الفعلى عن التدخين، ستبدأ بقايا النيكوتين فى الإنسحاب من الجسم، و تحسن حاسة التذوق والشم بعد أسبوع، ويقوم القلب بضخ دم أغنى بكمية الأكسجين.
ويشحذ صديقى الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة ورئيس الاتحاد العربى لمكافحة التبغ، همم المترددين فى اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين بآراء متفائلة، حيث يؤكد أنه بعد مرور الشهر الكريم بدون تدخين التبغ بكافة صوره من سجائر وشيشة، بايب، سيجار، تبغ مسخن، أو سجائر إلكترونية، ستبدأ الرئتان فى التحسن والاتساع وتزداد قدرتها على التنفس، وسيبدأ الشخص فى الشعور بأن الكحة قلت وسيخرج البلغم المحمل بالمواد السامة من الجسم وسيشعر بتحسن كبير فى أفعاله اليومية مثل صعود السلالم والمشى وغيرها.
وحتى لاتحدث ردة للتدخين مرة أخرى يشدد «صفوت» على التخلص من جميع منتجات التبغ، الموجودة فى المنزل ومحيط العمل، وجميع العناصر المرتبطة بالتدخين كالطفايات والولاعات، والامتناع عن المشروبات المحفزة على التدخين مثل الشاى والقهوة والنسكافيه والمشروبات الغازية والكولا، والأهم هو الابتعاد عن مخالطة المدخنين بعد الإفطار وتجنب الأماكن التى ترتبط باستخدام التبغ.
وأخيرا ومن هذا المنبر أدعو الدكتور وجدى أمين، مدير عام إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة الرئيس الحالى لجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، إلى إحياء مبادرة «رمضان بلا دخان» التى أطلقها قبل ست سنوات الراحل العظيم الدكتور عصام المغازى، الرئيس السابق للجمعية، والذى ظل سنوات طويلة الحارس الأمين والمدافع الأول عن مكافحة التدخين فى مصر، والذى كان على يقين تام بأن شهر رمضان يعتبر فرصة ذهبية للإقلاع تماما عن التدخين، وأن من يترك السيجارة طوال فترة الصيام يستطيع الإقلاع نهائيا عن هذه العادة القاتلة.