رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

أمس الأول، الإثنين، أول أيام شهر رمضان المبارك، شهدت ملاعب كرة القدم المصرية حادثًا مُفزعًا، فقد سقط لاعب نادى مودرن فيوتشر، أحمد رفعت، مُغشيًا عليه، أثناء مباراة فريقه مع الاتحاد السكندرى فى بطولة الدورى الممتاز، فى لقطة شهدها ملايين البشر، وكان اللاعب فى هذه اللحظة وحيدًا فريدًا بعيدًا عن أى اشتباك أو احتكاك بلاعب الفريق المنافس، بل أنه كان بعيدًا عن مكان الصراع على الكرة بين لاعبى الفريقين، ولكن سقوطه كان مُخيفًا.
لحظة السقوط جعلت حكم المباراة يوقف المباراة، بعد أن هرول لاعبو الفريقين إليه مُعتقدين أنه ابتلع لسانه، تلك الحادثة المتكررة الأخرى، ولكن الجهاز الطبى أثناء فحصه فى هذه اللحظات المرعبة، اكتشف توقف عضلة قلبه عن العمل والحركة، نتيجة هبوط فى الدورة الدموية،فتقرر نقله فورًا بسيارة الإسعاف إلى أقرب مستشفى، وتم وضعه تحت سيطرة أجهزة التنفس الصناعي، وجرت محاولات لإعادة تشغيل قلبه المتوقف، والذى ظل يعمل مع هذه المحاولات بشكل متقطع لمدة ساعة من خلال الصعق الكهربي، طبقًاَ لما صرح به الأطباء، ليعود قلب أحمد رفعت للعمل فى واحدة من أصعب لحظات متابعة حالة إصابة أو إعياء للاعب كرة قدم فى الملاعب المصرية.
عند كتابة هذه السطور صباح الثلاثاء، كانت حالة أحمد رفعت قد تحسنت، ولكنها غير مستقرة، بعد أن توقفت قلوب ملايين المصريين الذين تعجبوا من توقف قلب لاعب كرة قدم فى هذا المستوى المحترف - الدورى الممتاز– وهو أيضًا يلعب فى نادٍ كبير ومتقدم فى الترتيب هو نادى فيوتشر وكان لاعبًا فى السابق لنادى الزمالك العريق، ليثور التساؤل كيف يتوقف قلب الرياضى فجأة؟
قطعًا..نحن لدينا تجربة مؤلمة مماثلة حدثت منذ ثمانية عشر عامًا، عندما سقط لاعب النادى الأهلى والمنتخب الوطني، محمد عبدالوهاب، مغشيًا عليه بنفس الطريقة فى ملعب مختار التتش، خلال تدريبات عادية وروتينية للنادى الأهلي، ولكن، للأسف، لفظ عبدالوهاب أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل للمستشفى، لنبحث عن أسباب الوفاة لنجد إجابة روتينية مفادها أنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة نتيجة هبوط فى الدورة الدموية.
وبالأمس..كانت الإجابة الروتينية– أيضًا– أن أحمد رفعت تعرض لأزمة قلبية نتيجة هبوط فى الدورة الدموية.. والبعض أرجع هذا الهبوط إلى الصيام، وأنه تناول طعامه بكميات كبيرة عقب آذان المغرب، ما أدى إلى ضخ الدماء من القلب إلى المعدة بكميات كبيرة، ومع بذل المجهود الرياضى العنيف تأثر القلب، فتعرض بالتالى إلى خلل فى منظومة عمله، ولكننا لا نستطيع الحكم على هذه المسألة باعتبارها فكرة حاسمة، فالمعروف أن لاعبى الدورى الممتاز يتجمعون قبل اجراء المباريات بفترة ويحصلون على نفس المقدار من الطعام تحت إشراف علمى غذائى وطبى، أى أنه حصل على نفس نوعية وكميات الطعام التى حصل عليها زملاؤه فى الفريق، كما أن أحمد رفعت يلعب فى ناد كبير لديه امكانيات ضخمة لمتابعة التزام لاعبيه،وقبله محمد عبدالوهاب كان يخضع فى النادى الأهلى لنفس المنظومة، وبالتالى فإن الأمر يحتاج إلى معرفة ماحدث- بشكل دقيق– حتى نتعلم جميعًا من نتائج الفحوصات التى جرت على اللاعب–شفاه الله وعافاه ومتعه بالعمر المديد–خاصة أن معظم لاعبى كرة القدم فى مصر، وهى لعبة عنيفة تحتاج لبذل مجهود مُضاعف بالمقارنة باللُعبات الأخرى، يصلون لمكانة اللاعب المحترف فى الدورى وينضم كثير منهم للمنتخبات الوطنية المختلفة، بعد كفاح كبير، بل إن أحد أعظم لاعبى العالم، المصرى محمد صلاح، قال فى لحظة صدق مع وسائل الإعلام أنه كان يتناول غِذءًا،لايجب أن يكون غذاءًا رئيسيًا وصحيًا للرياضى،فكان عقب كل تدريب له فى نادى المقاولون العرب، عند نشأته صغيرًا، كان يتناول طبق من الكُشرى الذى كان يَضع فيه كميات كبيرة من «الشَطة» حتى يشعر بالشبع الوهمى، ثم بعدها كان يتناول طعامه فى منزله الذى يبتعد 130 كيلومترًا أو نحو ساعتين ونصف الساعة.. وهى حكاية تؤكد أن اللاعبين الناشئين يعانون للحصول على التغذية الصحية المناسبة فى كل الأندية، وليس شرطًا أن يكون غذاءً فقيرًا، بل يمكن أن يكون طعامًا مُكلفًا، ولكنه فقير من حيث القيمة الغذائية، وأقرب مثال على ذلك، الأغذية السريعة الجاهزة التى أبتلينا بمخاطرها قادمة من الغرب.
خلاصة ما أريد قوله هنا.. هو أن لاعبينا يعانون كبارًا من سوء الرعاية الصحية الغذائية فى طفولتهم، وخلال مراحل تدرجهم فى قطاعات الناشئين، لأن عدم الاهتمام بالنظام الغذائى (الصحى) للاعبين صغار السن فى الأندية، يدفع ثمنها اللاعب ومنظومة كرة القدم عندما يصبح اللاعبون محترفين فى منظومة قاسية اسمها كرة القدم.. وعندى يقين أن هناك نسبة كبيرة من الناشئين يعانون من الأنيميا وفقر الدم بسبب سوء التغذية، والابتعاد عن العلم والطب فى هذا المجال، فنظام التغذية الرياضية يجب تطبيقه على اللاعبين الصغار.
وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم قاما منذ فترة بإلزام كل الأندية بالاتفاق مع سيارة إسعاف للتواجد خلال مباريات قطاعات الناشئين والبراعم بمختلف الأعمار لمواجهة أى إصابة أو حالة طارئة بعد ظهور حالات بلع اللسان للاعبين، وأعتقد أنه، بسبب وجود مبرر صحى مُشابه، يجب إلزام الأندية المشاركة فى كل المسابقات التنافسية بوضع ( نظام غذائى صحي) إلزامى لكل لاعبيها صغار السن،حتى نطمئن على صحتهم ونقلل تعرضهم لخطر التوقف القلبى والتنفسى كبارًا.. وهى منظومة صحية مُتبعة فى كل بلدان العالم وأعلم أنها تحتاج لإمكانيات كبيرة، ولكن على كل نادٍ تدبير أموره بما يسمح للنظام الغذائى للأطفال والناشئين بأن يوتى ثمارًا فى المستقبل عندما يصبحون فى سن الاحتراف.
ألف سلامة على أحمد رفعت.. وأتمنى أن تصبح هذه الحادثة جرس إنذار نتعامل معه بجدية.