رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون تحفظ

ليس لنا علاقة من قريب أو بعيد بتاريخ أحمد عز السياسى، وإنما نتحدث عن رجل الصناعة الذى كان له الفضل الأكبر، ومعه بالقطع شركات مصرية كبيرة كمجموعة بشاى والسويس للصلب والمراكبى والجارحى والعشرى، فى أن ينقل صناعة الصلب المحلية نقلة نوعية وكمية هائلة لتصبح مصر ضمن أكبر 20 دولة منتجة للصلب عالميًا، والأولى إقليميًا وفقًا للإحصائيات والأرقام الصادرة عن منظمة الصلب العالمية.

أحمد عز ليس فى حاجة إلى من يكتب عنه ويشيد به ويسبغ كرامات المجاملات عليه، فعندما نكتب عن رجل صناعة بحجم «عز» فنحن نوثق حقائق للتاريخ.. نكشف للأجيال الجديدة من الصناع ورجال الأعمال الشباب كيف صنع «العز» كل هذه النجاحات.. كيف يفكر، ويعمل، ويقود هذه الأعداد الرهيبة من الموظفين ومدراء المصانع لديه.. كيف استطاع تكوين هذه المجموعة العملاقة من المصانع بعد أن كان لا يمتلك سوى مصنع صغير ينتج بضعة آلاف الأطنان من حديد التسليح بمدينة السادات.

كثيرًا ما أصف هذا الرجل بأنه بمثابة الاقتصاد القوى الذى يسير على قدمين لا يؤمن إلا بالنجاح والاستمرار فيه والحفاظ عليه.

إذا كنت قريبًا من رجل الصناعة أحمد عز ستدرك على الفور أنه شخصية حادة الذكاء.. مثقف لدرجة تشعرك بأنك لو سألته عن علم الأركيولوجيا سيجيبك ولو حدثته عن الرمزية فى شعر العبقرى محمود درويش سيحدثك.. لا يوجد فى قاموسه مفردات للفشل.. يؤمن إيمانًا راسخًا بأن لا شىء مستحيل بالعلم والدراسة والبحث، ولذا ينفرد بإرسال الكفاءات الشابة إلى أرقى الجامعات والمعاهد المتخصصة فى أوروبا بعد اجتياز اختبارات شديدة القسوة وذلك بهدف اعداد أجيال واعدة من القيادات الشابة للحفاظ على المستوى الذى وصلت إليه المجموعة، بل والعمل على نموها وتطويرها إلى أبعد مدى.. فى مجموعة عز لا يوجد شىء متروك للصدفة والتكهنات.. كل شىء مدروس ومخطط له بعناية فائقة.. من يلتحق للعمل بأى وظيفة بمجموعة عز يخضع لامتحانات جبارة.. قضايا حماية المنافسة، والدعم والإغراق والوقاية أنشأت وحدات خاصة بها على شكل أجهزة صغيرة يعمل بها كفاءات نادرة.. يشعرك أحمد عز وهو يسير فى أى مكان بالمصانع أو فى مبنى الإدارة العليا بأنه موظف مثل بقية موظفيه.. مستمع جيد لكل الآراء.. يهتم بأدق التفاصيل.. على مسافة قريبة من الجميع عدا اثنين هما الأشد قربًا منه وهما المهندس حسن نوح المخضرم، والخلوق صاحب الكاريزما الطاغية علاء أبوالخير.. من الأشياء التى لا يعرفها كثيرون أن عددًا كبيرًا من صناع الحديد فى مصر إذا تعرضوا لأى أزمة تجدهم يلجأون لأحمد عز لمساعدتهم ولو بالرأى والمشورة..

أذكر أننى كنت أشارك فى مؤتمر لصناعة الصلب بدولة تونس، وكان يحضره كبار الصناع فى العالم العربى ومنطقة الخليج، وكان هناك حديث يدور بين أحمد عز وعدد من شيوخ الخليج العاملين بصناعة الصلب، وكنت على مسافة قريبة جدًا منهم وأسمع ما يدور بينهم جيدًا، وسمعت المهندس أحمد عز وهو يحكى لهم كيف كان والده اللواء متقاعد عبدالعزيز عز والذی عمل فى تجارة الحديد، يصر على أن يدخل المخزن ويحمل على كتفيه البضاعة.. لم يخجل الرجل بأن يذكر مثل هذه الواقعة، وشعرت وأنا أسمعه بأنه فخور بتربية الأب الراحل وكيف كان صائبًا عندما كان يقسو عليه بهدف أن يعتمد على ذاته وينجح وهو ما تحقق بالفعل فيما بعد، حيث أصبح عز أكبر منتج ومصدر لمنتجات الصلب المختلفة سواء من حديد التسليح أو المسطحات فى الوطن العربى بأسره، بطاقات إنتاجية تصل إلى 7 ملايين طن سنويًا، وتخرج هذه الكميات من مصانعه بالسادات، الإسكندرية، السويس، العاشر من رمضان، وتقترب صادرات العز السنوية من 1.5 مليار دولار.. بالأمس القريب زار رئيس الوزراء دكتور مدبولى مصانع العزب بالسويس وأبدى إعجابه بها كصرح صناعى مقام على أرض مصر، وأخيرًا إذا كان لبيب نسيم ابن أسوان هو أول من اكتشف خامات الحديد فى مناجم الصحراء الشرقية فى ثلاثينيات القرن الماضى، فإن أحمد عز فى العصر الحديث هو صاحب الفضل الأكبر فى أن تتبوأ صناعة الصلب المصرية مكانة إقليمية وعالمية رفيعة!