رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنت أتمنى وجود والدى بجوارى وأنا أتسلم الجائزة من «الجونة السينمائى»

مروان حامد: الحالة الثقافية والفنية تفتقد وحيد حامد

مروان حامد
مروان حامد

مروان حامد.. اسم أصبح من أكبر الأسماء فى الإخراج بالوطن العربى، على الرغم من أن رصيده السينمائى لم يتخطَ أصابع اليد، إلا أنه ترك بصمة وعلامة فارقة فى أرشيف السينما المصرية الذى يمتد إلى المائة عام، أثبت خلالها صحة المقولة الشعبية الشهيرة أن «ابن الوز عوام»، فكان خير امتداد لاسم الكاتب الكبير وحيد حامد، الذى يرى أنه ورث منه الصدق فى ما يقدمه من أعمال.

منح مهرجان الجونة السينمائى مؤخرًا جائزة الإنجاز الإبداعى لمروان حامد، اعترافاً بمسيرته السينمائية المهمة، ومساهمته الجادة فى رسم مشهد صناعة السينما المصرية والعربية المعاصر، بأعمال متنوعة، مثلت نقلة فنية وتجارية فى السنوات الأخيرة، فهو أصبح مؤسسة سينمائية تسير على الأرض تخرج وتنتج أهم الأعمال.

مروان حامد خلال حواره لـ«الوفـد»

التقت «الوفـد» مع المخرج الكبير مروان حامد وتحدث معنا عن التكريم، وأهم ما يميز نجاح المهرجان، وأهم الصفات التى ورثها عن والده، وكيف يختار أعماله السينمائية، وسر تكرار العمل مع الكاتب أحمد مراد، وغيرها من الأمور خلال هذا الحوار..

< بالتزامن مع مرور ذكرى رحيل الوالد كيف ترى تكريمك بالإنجاز الإبداعى بعد 3 سنوات من تكريمه بجائزة إنجاز العمر؟

- أولًا كنت أتمنى وجود الوالد معى بجانبى فى هذا التكريم، ثانيًا جائزة إنجاز العمر التى حصل عليها مختلفة عن تلك، فهو كان له مشوار كبير، استطاع ككاتب تقديم قضايا ودافع عنها ببسالة شديدة جدًا، فكان ملهم لكل الصناع، فهو فى مكان مختلف تمامًا، ما زال أمامى الكثير والكثير للاقتراب من جزء بسيط مما قدمه فى مشواره وإبداعه على كافة المستويات، وأنا شخصيًا أفتقده جدًا، والحالة الثقافية والفنية مفتقداه جدًا، وأرى أن تكريم مهرجان الجونة لى هو بمثابة تشجيع وتقدير لى، وأود توجيه الشكر لكل القائمين على المهرجان لطرح اسمى لتلك الجائزة.

مروان ووحيد حامد

< كنت من المتابعين لمهرجان الجونة منذ بدايته صف لنا مدى تطور المهرجان على مدار سنواته؟

- أرى أن المهرجان به طاقة شبابية كبيرة منعكسة من صناعة السينما الموجودة فى العالم العربى، والتى لم تكن موجودة بهذا العدد عند بدايتى، فأنا لا أرى مجموعة كبيرة من الشباب حولى، وهذه هى الطاقة التى تستطيع إنجاح أى محفل سينمائى، ومهرجان الجونة منذ يومه الأول وهو لامس أهمية الشباب فى تلك الصناعة، ورأيت ذلك فى سينى جونة، اختيارات الأفلام.

< ما الذى ورثه مروان حامد من والده؟

- لا أستطيع تحديد صفة معينة، لكنى أتمنى ترك أثر طيب مثله، وأن يكون لى أعمال فنية تتم مشاهدتها بعد فترة من الزمن، فهو ترك أثر على كل من حوله فى الوسط الفنى وأصدقائه من خارج الوسط، وجمهوره، فأنا أحاول أن أكون كذلك، وإذا كان يوجد إجابة محددة تريد أن أقولها فهو الصدق فلا توجد كلمة كتبها إلا لو كانت صادقة فى مختلف أنواع أعماله.

< هل ذلك كان سبب فى قلة أعمالك السينمائية؟

- ليس كذلك.. ولكنى أرى أن الفترة المناسبة للعمل على أى مشروع ما بين كتابة وتحضير وتصوير ومونتاج هى سنة، بجانب أنه يوجد عوامل كثيرة مؤثرة، فمثلًا السينما المصرية تأثرت تأثرًا كبيرًا بالثورة والكورونا فإذا قمت بحساب تلك المدة ستجدها 4 سنوات من عمر الصناعة، أيضاً الشخص يحتاج إلى وقت ما بين كل مشروع وآخر، لإعادة شحن طاقته الإبداعية، فمن الصعب الخروج من مشروع والدخول فى آخر، وفى النهاية أنا مقتنع بالأعمال التى قدمتها فهى نابعة منى ومؤمن بها وهذا أهم شىء.

< كيف استطاع مروان حامد صنع أسلوبه الخاص فى الإخراج؟

- أنا كل يوم أتعلم من جديد وأحاول تطوير نفسى، وعندما أشاهد أعمالى السابقة من 20 عامًا أقول لنفسى إنه كان من الممكن أن أكون أفضل من ذلك، الصناعة تطور كل يوم فى لغة السرد وليس التقنيات فقط، الدنيا تتغير كل يوم، مما يجعلنى لدى تساؤلات أحاول إيجاد لها حلول خلال العمل، بالبحث عن أسلوب مناسب يشرح له الفكرة.

< هل التساؤلات تكون حول المشروع نفسه أم ما تريد تقديمه؟

- الاثنان معًا.. أنا أحاول نفسى دائمًا السؤال الأول هو: لماذا تريد تقديم هذا المشروع ومتحمس له؟، فيجب التأكد أن هذا المشروع هو الاختيار الأمثل الذى سوف أقضى معه سنتين، لأنه يوجد بعض الأعمال يحدث بينك وبينها فتور بعد فترة قليلة، لذلك لا أتسرع وأترك نفسى مع المشروع، واسأل نفسى أسئلة وأبحث لها عن إجابات.

< هذا يفسر لماذا معظم اختياراتك من الروايات؟

- أنا عاشق جدًا للأدب، لأن به مساحة كبيرة من الخيال، فهو متعه ورحلة، فأحياناً أقرأ رواية أجدها تسيطر على بشكل كبير، وهذا منذ أن كنت طالبًا فى معهد السينما، فتأثرت بقصص يوسف إدريس ورأيت كل قصصه فيلم، لا إراديًا أجد نفسى أريد تحويل الروايا فيلم.

< لكن غالبية تلك الروايات التى قمت بتحويلها لأفلام كانت لأحمد مراد لماذا؟

- أنا وأحمد أصدقاء جدًا، ويوجد بيننا تفاهم كبير، وهذا أمر مهم فى الفن أن يكون هناك التقاء وتواصل إبداعى وفكرى بين صناع العمل، وهذا أمر ليس بجديد، والدى مثلا قدم 12 عملًا مع المخرج سمير سيف، رحمة الله عليه، ليس من السهل أن يجد المخرج أو المؤلف تفاهم مع العنصر الآخر، وفى النهاية يبقى السؤال: هل نضيف لبعضنا البعض أم لا؟

< ما طبيعة الفيلم التى تجذب مروان حامد لإخراجها؟

- أقوم بإخراج الفيلم الذى أشعر أنه قريب منى، وأحب مشاهدته، فأنا أقوم بالمذاكرة وأتابع التطورات التى تحدث فى الصناعة على مستوى العالم.

< كيف تقيم تجربتك فى الإخراج خلال هذا المشوار؟

- أنا طوال الوقت لدى تساؤلات حول ما أقدم وما قدمت، فلا أعرف إذا كنت استطعت النجاح فى ما كنت أريد قوله لم لا، ومراجعة نفسى.

< هل راجعت نفسك بعد فيلم «الأصليين» وعدم تحقيقه نفس نجاحات أفلامك؟

- عندما تصنع عمل لا تستطيع معرفة إذا كان سوف ينجح أم لا، هل سيعجب الجمهور أم لا يعجبه، فأنا يكون تركيزى على تقديم عمل صادق، وبإخلاص شديد، فمهما كانت النتيجة هى ليست فى يدى.

< لماذا لم تتعاون مع الكاتب وحيد حامد فى أعمال أخرى بعد عمارة يعقوبيان؟

- الحقيقة أنه كان يوجد عمل، ولكن القدر لم يمهلنا الوقت لتقديمه، ولكنى سوف أعمل عليه وتقديمه.

< ما طبيعة العلاقة التى يمكن أن تكون بين مخرج وكاتب يجمعهم سقف بيت واحد؟

- كنت أتحدث مع والدى فى كل شىء، فكان صديق بعيد عن أنه كان والدى، وعن علاقة المؤلف والمخرج فهى قائمة على الاتفاق، وهو ما كان يحدث مع الوالد، ليس معى فقط ولكن مع كل المخرجين الذين تعامل معهم.