رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يابلدى

حكاية غريبة جدا حكتها لى زميلة عزيزة كانت قد سألتنى عن طبيب قلب موثوق فيه لمتابعة حالة والدها، ومن خلال علاقتى بالوسط الصحى على مدار السنين الماضية رشحت لها طبيب أعتقد أنه «شاطر» فى مجاله.

الزميلة فاجأتنى بحكاية أقرب للخيال منها إلى الواقع، أو هى فى الحقيقة نوع من الكوميديا السوداء، فقد ذهبت الزميلة مع والدها إلى طبيب القلب فى عيادته الخاصة وقام بالكشف على قلبه، والحقيقة أنها أثنت على مهارته وقالت إنه بالفعل «شاطر»، لكن الغريب فى الموضوع أنه بعد كشف القلب تحدث مع والدها المريض فى إطار الدردشة، والكلام كما نقول «أخذ وعطا» والمريض اتبسط أن الدكتور الحمدلله اتكلم معاه، لكن للأسف الدكتور اعتبر أن هذه الدردشة كشف تانى مستقل! وقام بتحصيل قيمة كشف مخ وأعصاب!

ده رغم أن الطبيب متخصص قلب وليس مخ وأعصاب، الأغرب أن الدكتور وفى أثناء الكشف قام بثنى ركبة المريض ووجدها والحمدلله تمام، والرجل كما قالت الزميلة داخل العيادة أصلا على رجليه، ولا يشكو من أى آلام فى العظام، لكن الطبيب اعتبر أن ما قام به كشف ثالث وقام بتحصيل قيمة كشف عظام!

ده كما قلت رغم أنه طبيب قلب وليس طبيب عظام! ليصل إجمالى الفيزيتا التى حصل عليها ألفى جنيه بالتمام و الكمال، هذا بخلاف الاتفاق على عمل قسطرة استكشافية بتكلفة تزيد على ستين ألف جنيه فى أحد المستشفيات الخاصة.

السؤال هنا: هل يجوز لطبيب كبير فى مجال القلب أن يقوم بتحصيل فيزيتا فى مجال آخر غير تخصصه؟ وهل من الإنسانية أن يستدرج طبيب كبير المريض بهذا الشكل ويقوم بالبلدى كده «بتقليبه» وأخذ ما فى جيبه دون وجه حق؟ وهل الإتجار بآلام المرضى فى مصر وصل إلى هذا الحد؟

وما الفارق بين هذا الطبيب وبين السماسرة المنتشرين فى المستشفيات الحكومية الذين يتصيدون المرضى الغلابة ويستغلونهم فى تحقيق مكاسب سريعة من خلال نقلهم من المستشفيات الحكومية بطرق ملتوية، وتسليمهم إلى المستشفيات والعيادات الخاصة مستغلين حالة الزحام فى العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ والاستقبال ونقص أسرة العناية المركزة؟

ما الفارق بينه وبين هؤلاء السماسرة الذين يستنزفون المرضى الغلابة للحصول على عمولة عن كل ضحية يتم تسليمها لمراكز الأشعة ومعامل التحاليل؟

هذه الواقعة مهداة إلى نقابة أطباء الجيزة والنقابة العامة للأطباء للتحقيق فيها، وأنا متأكد أن النقابة الفرعية بالجيزة أو النقابة العامة لن تتأخر فى إعادة الحق لمريض وقع ضحية استغلال وجشع طبيب تجرد من الإنسانية وحول المهنة السامية إلى بيزنس لتحقيق أرباح طائلة من جيوب المرضى الغلابة.