رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعيشى يابلدى

هجرة الأطباء المصريين للخارج من أهم الملفات التى تحتاج إلى تدخل سريع من الدولة لاحتواء أبنائها والقضاء على العجز فى أعداد الأطباء وخاصة فى المستشفيات الحكومية.

فالعجز فى أعداد الأطباء فى تزايد بسبب الهجرة للخارج بحثا عن أجر عادل ومستقبل يتناسب مع علم وجهد وتفوق وسهر صفوة الشباب.

نقابة الأطباء حذرت أكثر من مرة ودقت ناقوس الخطر من المناخ الطارد للأطباء، والذى وصل خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى درجة مقلقة نتيجة تدنى الأجور التى تتراوح ما بين 3400 و 4000 جنيه وزيادة ساعات العمل نتيجة نقص الأعداد، وتأخر صدور قانون المسئولية الطبية، والتعدى على الأطباء فى المستشفيات.

أحدث الإحصائيات تشير إلى أن عدد خريجى كليات الطب سنويا تصل إلى 11 ألف طبيب، وهو عدد كافٍ لاستقرار المنظومة الصحية، لكن للأسف أكثر من 60% منهم يعملون خارج مصر، والغريب أن 80% منهم فوق سن الثلاثين، أى أنهم حصلوا على خبرات ومهارات تجعلهم ثروة ومكسبًا لأى دولة يتجهون إليها، ومنها بريطانيا التى تعد أكثر الدول الأوربية جذبا للأطباء المصريين، والذين بلغ عددهم حوالى 5 آلاف طبيب خلال السنوات الخمس الأخيرة.

الأغرب أن دراسة حكومية حذرت منذ عام 2018 من خطورة هجرة الأطباء ونقص أعداد الأطباء العاملين فى المستشفيات الحكومية، الدراسة نفسها أوضحت أن أعداد الأطباء البشريين المرخص لهم بمزاولة مهنة الطب حتى آخر عام 2018 يقترب من 213 ألف طبيب، بينما من يعمل فعليا فى مختلف الجهات، وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والخاصة وغيرها، لا يزيد على 82 ألف طبيب، بنسبة 38% من القوة الأساسية المرخص لها بمزاولة مهنة الطب.

ومع ذلك لم تتخذ الحكومة حتى إجراءات حقيقية ملموسة للسيطرة على هجرة الأطباء طوال خمس سنوات، ما دفع نقابة الأطباء فى أبريل من العام الماضى إلى معاودة التحذير وأصدرت تقريرا بعنوان «نقابة الأطباء تدق ناقوس الخطر»، حذرت فيه من استمرار عزوف الأطباء عن العمل فى القطاع الحكومى، وتزايد سعيهم للهجرة خارج البلاد.

فى هذا التقرير كشفت النقابة عن استقالة أكثر من 11 ألف طبيب من العمل بالقطاع الحكومى منذ عام 2019، من بينهم نحو ألف طبيب خلال الثلاثة شهور الأولى من عام 2022.

وطالبت الحكومة بـالتدخل لتصحيح الأخطاء والقضاء على معوقات استقرار المنظومة الصحية، والعجز الشديد فى أعداد الأطباء الذى بلغ  8.6 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، أى أقل من طبيب لكل 500 مواطن، فى حين يصل معدل الأطباء العالمى إلى نحو 23 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن، ومن هنا أطالب بإنصاف الأطباء والحفاظ على هذه الثروة القومية، رحمة بالمرضى.