رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعاء من القرآن لجلب المنافع ودفع المضار

دعاء
دعاء

الدعاء من أسباب رفع البلاء والمصائب ومن ادعية القرآن الكريم  لجلب المنافع ودفع المضار

وهى فى قول الله سبحانه وتعالي  رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ .

وقال اهل العلم لا تزغ:الزيغ : الميل عن الاستقامة والانحراف عن الحق، ومنه زاغت الشمس أي مالت وانحرفت .

الوهاب : اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى : من صيغ المبالغة مبالغة على وزن فعّال، والهبة هي : ((العطية الخالية عن الأعواض والأغراض))  .

الشرح : ما زلنا نقتطف من جميل أدعية المؤمنين في كتاب ربنا الحكيم، ذكرها اللَّه تعالى ثناءً على أهلها، وتأسياً لنا في ملازمة الدعاء بها، والعمل في مضامينها، وذكر لنا دعوات أخرى في غاية الأهمية من هذا المعين المبارك لأناس قرن اللَّه  شهادتهم بشهادته، وأثنى عليهم في مواضع كثيرة من الذكر الحكيم، قال اللَّه تعالى : [ شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ .

 

 

فهم ورثة الأنبياء، ونعم الميراث العظيم، هم العلماء، وصفهم تعالى بكمال الوصف الثابت، وبالأساس الراسخ .

قال تعالى : [ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ .

فبعد أن عطر بالوصف والثناء عليهم بخلوص الإيمان واليقين في قلوبهم، فأثمر لهم من عظيم المعارف والهمم ، آمنوا بالكتاب كله : محكمه، ومتشابهه ؛ لأنه جاء من ربهم الحكيم الخبير، ذكر لنا فواح هذا العطر النافع والناصح؛ لنتأمل من هذا الروض الجميل في أهم مقاصد الدين، حتى نستن بهم عملاً وقولاً .

 

و تضمنت هذه الدعوات المباركات كثيراً من المنافع والفوائد :

1- أن العلم باللَّه تعالى هو أشرف العلوم على الإطلاق .

2- (( أن الرسوخ في العلم هو قدر زائد على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالماً محققاً )) ([12]) .

3- أن سؤال اللَّه تعالى الثبات على الإيمان هو أعظم مقاصد الشارع المطلوبة .

4- ينبغي للعبد أن يستحضر دوماً نعم اللَّه تعالى عليه، وخاصة نعمة الدين .

5- كما أن التوسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه وصفاته، كذلك يتوسل إليه بصفاته المنفية عنه تعالى " إنَّ اللَّه لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ " وهذا النفي يتضمّن صفات الكمال، ومنها كمال صدقه وقدرته جلَّ وعَلا .

6- (( أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى بنعمه " بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا " .

7- ((إنّ الإنسان لا يملك قلبه لأنه بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبه كيف يشاء ‏فيسأل اللَّه ألاَّ يزغه)) .

8- ((أن التخلية تكون قبل التحلية، يعني يُفرغ المكان من الشوائب والأذى، ثم يطهر، دلَّ عليه قوله : ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا ) ثم قال : " وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً " .

9- أن العطاء يكون على قدر المعطي؛ لقوله تعالى: (وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً)، هذا من باب التوسل بحال المدعو، ومن باب التوسل بصفات اللَّه عز وجل )) .

10- أن كل الخلق لا غنى لهم عن دعاء ربهم في جلب المنافع، ودفع المضار.

‏فبعد هذا الوصف الجميل لهم، يجدر بالعبد السالك إلى طريق اللَّه المستقيم أن يحرص على هذه الكلمات اليافعات، والدعوات المباركات، ويستحضر هذه المعاني، والمطالب العالية .