عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الزواج في الهند .. العنوسة تضرب الفتيات لعجزهن عن دفع المهور للعرسان

تدفع العروس للعريس
تدفع العروس للعريس مهرًا ضخما مقابل الزواج

نظام المهر في الهند يزيد من عنوسة الفتيات ويعتبر بمثابة “شر اجتماعي” يؤدي لإجهاض البنات دون الصبية، ويدفع للاحتيال، هكذا توصلت الكاتبة الهندية غيتا باندي في مقال لها لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

ونظام المهر الذي حظر بموجب قانون في عام 1961 هو أن يقدم عائلة العروس أموالا وثيابا ومجوهرات لعائلة العريس مقابل الزواج، مع مواصلة الدفع في المستقبل وإلا تعامل الزوجة معاملة مهينة ربما تصل إلى القتل.

القتل مقابل المهر غير كاف

وتشير دراسة حديثة، إلى أن نحو 90 في المئة من الزيجات في الهند ما زالت تقوم على المهر، وقد بلغت قيمة المهور المدفوعة بين عامي 1950 و 1999 ربع تريليون دولار.

ويسعى آباء الفتيات للحصول على قروض ضخمة ويبيعون أراضيهم ومنازلهم لتلبية متطلبات المهر، رغم أنه لا يضمن حياة سعيدة للعروس.

ووفقا للمكتب الوطني لسجلات الجريمة، قُتلت 35493 عروسا في الهند بين عامي 2017 و 2022 - بمتوسط 20 امرأة يوميا - لتقديمهن مهرا غير كاف.

تفاوت بين الجنسين

ويقول نشطاء إن المهر هو أحد أسباب التفاوت الكبير في النسبة بين الجنسين في الهند - تقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 400 ألف جنين من الإناث يتم إجهاضها كل عام باستخدام اختبارات فحص الجنس قبل الولادة، من قبل العائلات التي تخشى أن تكلفهن الإناث مهورا كبيرة.

وتروي الكاتبة الهندية “باندي” مأساة معلمة تبلغ من العمر 27 عاما تعيش في مدينة بوبال، بسبب المهر، إذ واجهت الرفض من قبل عشرات الرجال بسبب المهر.

وانضم والدها إلى مجموعة عبر تطبيق واتساب تضم أكثر من 2000 فرد من طبقته الاجتماعية، تتشارك فيها السير الذاتية لبناتهن.

لا زواج دون مهر

وتقول: “يرغب معظمهم في حفل زفاف فخم يكلف 5 ملايين روبية أو أكثر”، مضيفة: "إمكانيات والدي المادية محدودة إذ بإمكانه إنفاق نصف هذا المبلغ فقط"، منوهة إلى أن إصرارها على الزواج دون مهر جعل حياة والديها أكثر صعوبة.

ومر ست سنوات منذ أن بدأ والد الفتاة في البحث عن عريس لابنته، ويرى أنه بدون المهر لن يتمكن من العثور على شخص مناسب لابنته حتى ولو بعد 60 عامًا.

لا يمكننني العيش دون زواج

وتقول إنها تود أن تتزوج لأن "الحياة طويلة ولا يمكنها العيش بمفردها"، لكنها متأكدة أنها لن تدفع مهرا، ولكن وبمرور الوقت، يبدو أن يأس عائلتها في العثور على الشريك المناسب لابنتها يزداد يوما بعد يوم.

ولفتت إلى أن والدها تواصل في السنوات الست الماضية مع "العائلات التي تضم 100-150 من العزاب المؤهلين" والتقى بأكثر من عشرين منهم، والتقت غونجان بستة منهم، وتقول إن جميعهم تقريبا لم يبدوا اهتماما بالارتباط بسبب مناهضتها للمهر.

وقد مرت الفتاة الحاصة على درجة الماجستير في بآخر تلك التجارب في فبراير، عندما دعا والدها شابا وعائلته إلى منزلهم، على أمل حدوث وفاق بين الشاب وابنته.

تقييم خلال مقابلة الأهل

وبعد أن تبادل والداها المجاملات مع الضيوف، دخلت غرفة المعيشة حاملة صينية بها أكواب من الشاي الساخن والوجبات الخفيفة للضيوف، وظل الجميع يحدق بها وكأنهم يقيمونها.

وقبل تلك الزيارة كان هناك الكثير من التخطيط الدقيق وكيفية الفتاة أمام الضيوف، إذ اختارت والدتها لها الزي الأخضر لأنها تعتقد أنه يناسبها وأنها تبدو جميلة عندما ترتديه، ونصحتها بعدم الضحك كي لا تلفت الانتباه إلى أسنانها غير المستوية.

وخاضت الفتاة نفس التجربة ست مرات في عدة سنوات، بينما الأسئلة التي طرحوها عليها مألوفة أيضا، فهي تدور حول تعليمها وعملها، وما إذا كانت تستطيع الطهي.

73 ألف دولار مهر من العروس للعريس

قبل دخول الغرفة، سمعت الشابة والديها يسألان والد العريس المرتقب عن المهر الذي يتوقعه. "كنا قد سمعنا أنهم يريدون من 5 إلى 6 ملايين روبية (61000 دولار - 73000 دولار)، عندما سأله والدي، قال الرجل مازحا" إذا كانت ابنتك جميلة، فسوف نقدم لك خصما".

وبعد مضي بعض الوقت، تقول الفتاة إنها أدركت أن عائلة الشاب لن تقدم خصما - فقد استفسر الزوار عن أسنانها غير المستوية والشامة التي على جبينها.

وبعد احتساء الشاي، تُرك المجال للفتاة للتحدث مع العريس المرتقب على انفراد لبضع دقائق، أخبرته خلالها أنها لن تتزوج من شخص يريدها من أجل المهر.

شر اجتماعي

وقد أخبرتني أن الشاب "قد وافقها الرأي على أنه شر اجتماعي"، مضيفة أن ذلك جعلها تعتقد أنه مختلف عن الآخرين الذين قابلتهم حتى الآن، لكن سرعان ما علم أهل الفتاة أنها لم تحظ بالقبول.

وقالت الشابة: "ألقت والدتي باللوم على موقفي المناهض للمهر. كانت غاضبة مني ولم تتحدث معي لأكثر من أسبوعين".

وقدمت الفتاة التماسًا إلى الشرطة وقالت إن الحل الوحيد هو مداهمة أماكن عقد القران واعتقال أولئك الذين يُقدمون المهر أو يتقاضونه. وتضيف أن "الخوف من العقاب" سيساعد في "وضع حد لهذه الممارسة القاسية".

مهر من أجل الثراء السريع


وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة، كافيتا سريفاستافا، إن الشرطة يمكنها بالتأكيد المساعدة، لكن معالجة مسألة المهر قضية معقدة، مضيفة "الهند ليست دولة بوليسية، لكن هناك قانون لحظر المهور ونحتاج إلى تطبيق القانون بشكل أفضل".

وتقول إن المهر غالبا لا يكون دفعة واحدة للعائلات الجشعة التي تواصل المطالبة بالمزيد والمزيد حتى بعد الزواج لأنه "مال يسهل الحصول عليه، وهو وسيلة للثراء السريع".

كما تستشهد سريفاستافا بأمثلة لنساء يتعرضن للعنف المنزلي مدى الحياة، بل ويتم طردهن من بيوت الزوجية بسبب عدم تلبية مطالب الأزواج المادية المتكررة.

وتقول إن آفة المهر لا يمكن محاربتها إلا إذا بدأ الشبان والشابات في اتخاذ موقف ورفض إعطاء المهور أو قبولها.