رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

فى مثل هذه الأيام منذ 8 سنوات كانت فكرة الثورة قد اختمرت فى صدور المصريين، إنهاء حكم الإخوان أصبح هو الحل لإنقاذ البلاد مما كان يدبر لها على يد جماعة إرهابية تحولت إلى أداة لمحاولة إسقاط الدولة، توافقت إرادة المصريين على أن يكون يوم 30 يونية هو يوم الخلاص وإعلان سقوط الحكم الإرهابى.

علامات عديدة عجلت بالثورة أهمها أن الحاكم الذى نصبه الإخوان أو بالأدق مكتب الإرشاد بعد المسرحية الانتخابية التى دبرتها الجماعة بمساعدة مشايخ السبوبة والفتنة والضلال تحول إلى خائن وجاسوس، هل يوجد فى العالم حاكم يتجسس على بلده، ويسلم الوثاق المتعلقة بالأمن القومى لأجهزة مخابرات خارجية ودول لاستغلالها فى تقويض الدولة ومحاصرتها تمهيداً لإخضاعها لسيطرة الدول التى كانت تريد أن تقفز على مكان ومكانة مصر؟. هل يوجد فى العالم حاكم إرهابى وهل تحكم مصر من فصيل احتفل بنصر أكتوبر على طريقته فى التشفى ببطل الحرب والسلام الشهيد أنور السادات الذى جلس قتلته فى المقصورة الرئيسية يتهامسون ويتضاحكون؟ هنا قتلوا السادات صاحب قرار حرب أكتوبر، وهنا يتعاطون نخب التشفى فى دمائه الطاهرة التى سالت أثناء احتفاله بنصر أكتوبر بعد أن غدر به أعضاء الجهاد مستخدمين أسلوب الخيانة الذى كانت جماعة الإخوان تسعى لتطبيقه لإسقاط الدولة بالكامل.

المصريون قرأوا خريطة سلطة الإخوان، وتأكدوا أن كل الطرق تؤدى إلى السقوط فى الهاوية بسبب حكم جاهل تديره عصابة اتفقت أهدافها على أن جمع المال مقدم على الأمن القومى،عصابة لا يعنيها وطن ولا شعب ولا تاريخ ولا جغرافيا، هم عبدة للمال، يتحلقون حول حذاء من يدفع أكثر.

لقد اكتشف الشعب أن العصابة الحاكمة تخلط بين الدين والسياسة، وتوجه السياسة لخدمة التنظيم الدولى للإخوان وتحاول إرساء مبدأ السمع والطاعة، وتحويل الجيش إلى مرتزقة والشرطة إلى هراوة تراجع مساحة اللحية من الوجه للتدليل على الانصياع لحكم الفقيه الذى كان يريد تحديد الزى فى جلباب قصير وشبشب كان إذا استمر حكم الجماعة سيتحول زى الشرطة والجيش والوزراء.

واكتشف الشعب أن هذه الجماعة على خصام مع الحضارة، وتريد تطبيق بيئة كان يرتدى فيها البشر جلد الحمير، وعرف الشعب خاتمتها بأنه سيتحول إلى آله أو «روبوت» يؤدى مهام محددة بتكليفات تصدر له من الأمير الذى يحل محل المدير. عرف الشعب المصرى نهايتها، فقرر إقصاء الجماعة الإرهابية فى يوم تحدد له 30 يونية الذى كان يناسب مرور عام على الحكم الفاشل.

فى هذا اليوم، يوم الخلاص نزلت الملايين إلى الميادين، كانت على ثقة أن القوات المسلحة باعتبارها ملكاً للشعب لن تخذلها وستنحاز إلى رغبتها، وفى حماية القوات المسلحة نجحت ثورة الشعب وانتهى حكم الإرهاب وعادت مصر للمصريين.

بعد 30 يونية تحول الإخوان من الخيانة والجاسوسية إلى الإرهاب، فشلوا فى إسقاط الوطن عن طريق التآمر والتخابر، فحاولوا تنفيذ مخططهم عن طريق الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، ولكن كانت القوات المسلحة التى تعهدت للشعب بأنها لن تتركه وحده، كانت بالمرصاد للإرهابيين واستطاعت أن تحول خوف المصريين إلى أمن، وقضت على كل المحاولات الإرهابية وجففت منابع تمويل الإرهاب، واستعادت مصر عافيتها، وتولى قيادتها أحد أبنائها الذى وضع روحه على كفه دفاعاً عن التراب والدم، وعرض أسرته وأحفاده للخطر، وقرر الوقوف فى مقدمة الصفوف ليعلن نجاح ثورة الشعب، وبدأ ترتيب البيت من الداخل، واختاره المصريون لتولى المسئولية الصعبة وهى مرحلة بناء الدولة فى 7 سنوات استطاع «السيسى» أن يعيد مصر القوية، ويستعيد مكانتها الدولية والإقليمية وزرعها بالمشروعات والأمن والاستقرار.

لم تكن القوات المسلحة تحارب الإرهاب فى سيناء من أجل الأمن القومى المصرى فقط، ولكنها كانت تحاربه من أجل أمن العالم وأمن الوطن العربى والإفريقى، وارتفع البناء وما زال وانهار الإرهاب وتوارى الخونة بعد أن لفظهم الشعب فى 30 يونية التى تعتبر حكاية ثورة وشعب ثار وانتصر للدفاع عن كرامته واستقرار وطنه.