رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى العهود الماضية قبل الثورات الشعبية منذ يناير 2011م  ابدع غير الحريصين على مصالح الوطن ( فن المأساة) لكى يعيش المواطن طوال يومه فى نهج منظوم ومنمق من التحديات المتواترة.

فأصبحت حياة المواطن عبارة عن مجموعة من التحديات من أبسط حقوقه الخدمية والشرائية والصحية وحتى التعليمية والدراسات العليا والأبحاث العلمية. وعندما يصنع مسئول –نٌزع منه حسه الوطنى- المأساة لشعبه  تتشرنق المأساة وتلد الكثير من التوابع لها فلا تخلق الفوضى فقط بل تخلق عدم تكافؤ الفرص والتمييز والمحسوبية والرشوة والفساد والسخط وشخصنة المصالح العامة وتعميم المصلحة الفردية.

وعلى اثر ذلك انشغل المواطن قبل عام 2011 فى مواجهه التحديات التى وٌضعت نصب أعينه وكان من الطبيعى أن يقل احساسه بالجمال فى أبسط الأشياء وتذوقها.. تذوق الجمال البصرى المتمثل فى الطبيعة والألوان المهندمة المتناسقة والسمعى فى الموسيقى والهدوء..النظافة والحفاظ على المرافق العامة والاهتمام بشتى أنواع الفنون.

مما يقلم من أظافر النفس ويهدئ من روع السخط الداخلى ويهذب من انفعالات النفس ويثرى الثبات الانفعالى لدى الشخص. ولكن من سُجن تحت نير مثل تلك التحديات  حتمًا سيفقد حاسة التذوق فمن تثقل كاهله الأحمال لن يستطيع رفعها للنظر للسماء ! ولكن وبعد أن تحرر الوطن بعد الثورتين الشعبيتين اللتين توجتا بارادة شعبية وانتزع الشعب سلطاته وكلمته وأصبح لا مكان لأى شخص معادى للوطن من أى تيار أو فصيل أو شريحة بدأ الاصلاح على كل الأصعدة.

فخاطبت القيادة البنية التحتية لفظًا ومعنى وخاطبت الشباب والمشاريع القومية واللغة المجتمعية والتسويق السياحى ومحاربة الارهاب وخطاب الكراهية وتأمين الحدود. فحان الوقت لإحياء وثيقة الجمال مرة اخرى! وحتى ان كان الوطن الغالى فى حالة نمو اقتصادى وبناء, حتى وان كان على أولى الخطوات, فانه وقت إحياء وثيقة الجمال مرة اخرى وإحياء التذوق والحس الرفيع. ربما لن ننتظر حتى تٌرفع من على كاهل المواطن والوطن كل الأعباء والتحديات حتى نستطيع للوصول الى رفاهية الاحساس بالجمال ولكن ربما يكون احياء هذا الحس هو دافعًا قويًا لمساعدة الطرفين نحو الطريق الصحيح بل دافعًا صحيحًا موجِهًا

فحينما يعٌاد احياء الذوق العام سيكون ذلك دافعًا لبزوغ الفنان والمبدع وارتفاع الروح المعنوية للعامل والطبيب والمهندس وازدياد الارتباط الانسانى الوجدانى بالوطن وتحمل المشاق لأجله بل وأيضًا تهدئة لدرجة حرارة السخط المطلق التى باتت نغمة على جميع الألسن والتى تشكل خطرًا وثغرة من الممكن أن يستغلها أعداء الوطن لترديدها وتقويتها أكثر فالجمال ليس ترفًا نهجوه بل عرفُا نرجوه.