رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

* الدولة عندها مشكلة، لأنها مازالت تتعامل مع الشعب الذى خاض غمار ثورتين باعتباره غير فاهم لمصلحته، ومازالت تسعى لتوجيه هذا الشعب الطيب لما تريد وترغب، بالحملات الموجهة أحياناً، وبتجاهل مناقشة قضايا الوطن، من الأساس، فى أحيان أخرى!

* هذه المشكلة المزمنة، فى دهاليز الدولة العتيقة، وفى قلب مؤسساتها القديمة، هى السبب الرئيسى، فى عودة الاحتقان، للشباب الغاضب، الذى خرج معترضاً على تسليم جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، فجأة، دون مقدمات، ودون شرح لقرار مهم قد يتقبله الناس، إذا فهموا، وقد يوافق عليه الشباب إذا منحناهم الوثائق التى تؤكد تسلمنا الجزيرتين من المملكة عام 1950!فقط كان علينا مخاطبة عقولهم، وأن نحترم ذكاءهم، دون تجاهل وجود رأى عام يعرف كيف يتخذ قراره الجمعى!

* المشكلة الثانية التى يجب إزالة أسبابها من العقول، هى العداء الشديد، لطريقة تفكير الجيل الجديد، الذى يعبر عن مرحلة عمرية، وثقافة زمنية لها أسلوبها الخاص، لا يجب أن نصادر عليهم! الوطن الذى نعيش فوق أرضه، يمتلك مجتمعاً شاباً، والإحصائيات تقول إن 60 % من عدد سكانه شباب يشاهدون المستقبل، ويتابعون الزمن القادم، شباب يعانى من سيطرة دولة العواجيز على القرار، ومصادرة الذاهبين على مقدرات القادمين!

* المشكلة الثالثة، هى فارق السرعات الواضح بين الجيل الذى يسيطر على القرار، والجيل الذى ينظر بتشاؤم للمستقبل، فالجيل الأول «شغال على قديمه».. بطيء في التفكير، حساباته كثيرة، يسيطر على الوظائف، ويورثها لأبنائه، ويمارس طقوساً لم يعد لها مكان فى العالم، وهى طريقة «فرض الأمر الواقع» بغض النظر عن الغضب الذى قد يسببه هذا الواقع المفروض! أما الجيل الثانى، فهو رافض لواقعه المؤلم، واقع بلا تعليم، أو صحة، أو فرصة عمل، يهرب من هذا الواقع، فوق أمواج البحر المتوسط، أملاً فى العيش مطاردين فى شوارع أوروبا، التي يرونها أفضل حالاً، بكل ما فيها من متاعب!

* الأزمة الرابعة، هي النموذج الأمثل لصناعة «الشرخ» بين البلد وأبنائه، هي أزمة الحريات التي تتناقص بعد ثورتين، بعد سنوات من الكفاح والنضال، وترسيخ مفاهيم الحق في التعبير عن الرأي، فبعد تداول السلطة، أصبح الرئيس يقول «محدش يتكلم في الموضوع ده تانى»! هذا الجيل الثائر على واقعه، يريد أن نقول له «تعال نتحاور» نريده أن يشعر بأنه شريك في السلطة وليس عدواً لها، وعندما يغضب هذا الشباب حماساً وحباً لأرضه، لا يجب أن نتهمه بالخيانة والعمالة وبيع الوطن! مخالفة السلطة في قرارها لا يعنى خيانة الوطن، والاعتراض على قرار الحاكم لا يستوجب حبس الأولاد في زنازين تكميم الأفواه، وعندما يطلبون منا الوثائق اللازمة حتى يصدقوا أن قرار الدولة سليم لا يعنى أنهم أعداء، ولكنهم في الواقع عقلاء ومُحبون ومُخلصون، الوطن عندهم أغلى وأهم وأجمل الأشياء! اعتقال الشباب الذى يعبر عن رأيه يجب أن يتوقف، والقبض العشوائي على من يسير بجوار مظاهرة، أشد جرماً من وأد حرية المتظاهر، ويجب أن يفهم أصحاب القرار أنهم يزيدون الشرخ ويزيدون النيران اشتعالاً!

* افرجوا عن الشباب المقبوض عليه.. آراؤهم لا تعنى أنهم متآمرون.. افرجوا عن الجدعان.. لأن حرياتهم حق لهم وليست هبة أو منحة من أحد!

[email protected]