إحالة أوراق قاتل زوجته وبناته الاثنتين ببني سويف إلى المفتى
قضت محكمة جنايات بني سويف، اليوم الأحد، برئاسة المستشار عبدالحى فازوره رئيس دائرة الجنايات، بإحالة أوراق المتهم بقتل زوجته ونجلتيه حرقا بالنيران إلى مفتى الجمهورية لأخذ الرأي تمهيدا للحكم عليه بالإعدام شنقنا.
وتعود الواقعة إلى يوم 21 أغسطس الماضي، بعدما أقدم أب على اشعال النيران فى زوجته و2 من أبنائه البنات، بعد قيامه بسكب مواد مشتعلة "بنزين" عليهن داخل منزلهم بالجزيرة المرتفعة بمدينة بنى سويف، قبل أن يتم مصرعهم جميعًا على أيام بعد الحادثة متاثرين بإصابتهم وتم دفنهن بمقابر القرية بشرق النيل ببنى سويف.
وتبين أن الأب "أحمد.م.ح" 51 سنة، مصابًا بحروق باليد، وزوجته "امال.ق.م" 46 سنة، مصابة بحروق من الدرجات الثلاثة بالوجه والذراعين والساقين بنسبة 40٪ من مساحة الجسم، واثنين من الأبناء وهم "فاطمة" 19 سنة، مصابة بحروق من الدرجات الثلاثة بالجسم بنسبة 70٪، من مساحة الجسم، و"أسماء"16 سنة، مصابة بحروق بالجسم بنسبة 40٪ من مساحة الجسم.
وكشفت التحريات الأولية للواقعة أن الأب قام بسكب مواد مشتعلة "بنزين" على زوجته وأبنائه البنات لخلافات زوجية ورغبة الأب فى بيع شقتهم ورفض الأسرة لذلك والحصول على أموالها لإنفاقها ورفض الأسرة لذلك، ففاجئهم فجرا بسكب البنزين عليهم وإشعال النيران بهم، قبل أن تتمكن قوات الشرطة من ضبطه وتحرير محضرا بالحادث وإحالته للنيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
وأضافت التحريات نشوب خلافات الخلافات بين زوج لا يعمل، وزوجة تسعى لتوفير نفقات أسرتها، حيث إنها أنجبت 5 من الأبناء، خلال فترة زواج تخطت 23 سنة، تزوج منهم اثنان، بنت وولد، ازدادت الخلافات الزوجية يوما تلو الآخر، حتى ترك الزوج شقة الزوجية لمدة تخطت عام كامل، تدخل خلالها أقارب الزوجين لحل الخلافات بينهما، حتى وصلت إلى طريق مسدود، إلى أن أقدم الزوج على الدخول إلى شقة الزوجية عنوة، وسكب مواد ملتهبة على زوجته وابنتيه، مما تسبب في إصابتهم بحروق بأنحاء مختلفة من الجسم، أودت بحياة إحدى ابنتيه، التي جرى تشييع جثمانها مساء اليوم، وسط حالة من الصدمة خيمت على أهالي مدينة بني سويف.
تفاصيل الحادث
البداية كانت حينما أقدم زوج لا يعمل، على اقتحام شقة الزوجية عنوة بالطابق الثاني، في عقار مواجه لمستشفى بني سويف الجامعي، ثم دخوله في مناقشة قصيرة مع زوجته وأبنائه، قائلا: «أنتم مش عاوزين تبيعوا الشقة؟»، ثم أقدم على سكب مادة حارقة «بنزين» عليهم، وأشعل فيهم النار، لتسارع الأم بإلقاء نفسها من الطابق الثاني، عقب إشتعال النيران بها، كما اشتعلت النار في ابنتيها، بالإضافة إلى الزوج ذاته، الذي حاول تضليل العدالة والانتقال رفقة سيارة الإسعاف إلى مستشفى بني سويف التخصصي لتلقي الإسعافات الأولية نتيجة إصابته بحروق في يده، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه بمعرفة قوات الشرطة، وبعرضه على النيابة العامة، أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.
وكان اللواء طارق مشهور، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف قد تلقى إخطاراً من شرطة النجدة، يفيد بإبلاغ أهالي بوجود حريق داخل شقة بالطابق الثاني بعقار مواجه لمستشفى بني سويف الجامعي، فوجه بسرعة انتقال قوات الحماية المدنية
وانتقلت قوات الحماية المدنية على رأس 3 سيارات إطفاء، إلى موقع البلاغ، حيث تمكنت، بمعاونة الأهالي، من السيطرة على الحريق وإخماد النيران، ومنع امتداداها إلى المنازل المجاورة في المنطقة، وكذلك إجراء عملية التبريد لمنع اشتعال النيران مرة أخرى.
كما انتقلت 3 سيارات إسعاف إلى مكان الحريق، حيث تبين إصابة زوجين وابنتيهما بحروق وكدمات، وجرى نقلهم لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم بمستشفى بني سويف التخصصي.
رجال المباحث يكشفون لغز الحريق
وانتقل ضباط مباحث قسم شرطة بني سويف إلى موقع البلاغ، للوقوف على أسباب الحريق وملابساته، وجرى تحرير محضر بالحادث، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتي أمرت بسرعة تحريات المباحث عن ملابسات الحريق وأسبابه، وكذلك ندب المعمل الجنائي لبيان سبب الحريق.
وكشف رجال المباحث الجنائية بمديرية أمن بني سويف، بإشراف اللواء أسامة جمعة، مدير مباحث المديرية، أن الزوج وراء الواقعة، وأنه أقدم على إشعال النيران في أسرته داخل الشقة، من خلال سكب «بنزين» عليهم بسبب خلافات الزوجية، ورغبته في بيع الشقة، مما أسفر عن إصابته هو وزوجته وابنتيهما، قبل أن تتوفى إحدى ابنتيه متأثرة بإصابتها، وتدعى «فاطمة محمد أحمد حسن»، 18 سنة، وجرى تشييع جثمانها إلى مقابر الأسرة شرق النيل،
النيابة تأمر بحبس الأب المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
وتمكنت قوات الشرطة من ضبط الزوج ويُدعى «أحمد محمد حسن»، 50 سنة، مقيم مدينة بني سويف، لا يعمل، الذي اعترف بارتكابه الواقعة، وتحرر المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وندب خبراء المعمل الجنائي لبيان سبب الحريق والمادة الحارقة إلى استخدمت في الحريق، كذلك تفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة، وتشريح جثمان الفتاة لبيان سبب الوفاة وإحالة المحامى العام لنيابات بني سويف إلى محكمة الجنايات التى أصدرت حكمها بإحالة أوراقه إلى فصيلة المفتى لاستطلاع رأيه فى الإعدام.