التطعيمات الأضافية للأطفال ضرورة صحية أم سبوبة طبية؟
يتمنى الاباء والأمهات أن يكون أبنهم في أحسن حال بدنيًا وعقليًا، لذا فأنهم دائمي البحث عن كل يفيده ويقيه شر الأمراض، خاصة إن كان الطفل لازال من حديثي الولادة، فمن هنا بدأت رحلة البحث عن التطعيمات الإضافية التي يأخذها الطفل خارج حدود مكاتب الصحة.
اقرأ أيضًا..
تعاقد الأطباء مع معامل التحاليل "غير مشروع"
فلم تكن التطعيمات الإضافية هي حالة من الرفاهية يعيشها الأهالي ولكنها كانت ولازالت ضرورة ملحة ينقصها جدول التطعيمات الإجبارية في مصر، حيث أن مثل هذه الأمصال تعد ضمن التطعيمات الإجبارية في الدول الخارجية.
ويؤكد المختصون في مجال الأمصال واللقاحات أن جدول التطعيمات لم يُضف إليه أي جديدة منذ السبعينات، مما يجعلها غير قادرة على حماية أطفالنا من العديد من الأمراض التي أصبحت تهدد صحتهم علي مر الأيام.
غلو الأسعار
ولغلو أسعار هذه التطعيمات لم تدمجها مع مثيلتها كلقاح شلل الأطفال على سبيل المثال، ولجدية هذه التطعيمات فإن فيروس الروتا -أحد التطعيمات الإضافية- هو من أكثر المسببات لحالات الإسهال الحادة المتسببة في حدوث جفاف الأطفال يتسبب في وفاة أكثر من 800.000 طفل سنويا في الدول النامية.
وللأهمية القصوى لمثل هذه التطعيمات فإن هناك من يستغل الأمور ويزيد من سعر هذه الأمصال ويمكن أن يصل الأمر إلى ضعف ثمنه المقرر في فاكسيرا "المصل واللقاح"، فبعض العيادات تستغل الوالدين في استنزاف أموالهم لحماية أطفالهم من المرض.
ضعف ثمنها
فعلى سبيل المثال تطعيم الروتا يأخذ على جرعتين، الجرعة الوحدة مسعره في المصل واللقاح بحوالي 310 جنية بينما تبيعها بعض العيادات لمرتديها بحوالي 500 جنيه وأكثر من ذلك في عيادات أخرى.
والصيدليات كذلك، فبعضهم يستطيع الحصول على شحنات من الخارج من هذه اللقاحات وبالتالي يبيعها بالأسعار المناسبة له دون رقابة من أي جهة حكومية لاسيما دون رحمة للأهالي التي لا يملك بعضها ثمن هذه التطعيمات.
لا تسكن بالقاهرة
وسألت "بوابة الوفد" عدد كبير من الأمهات التي تسعى لتطعيم أبنائها من أحد هذه اللقاحات، فقالت السيدة زينب علي، ربة منزل، أنها حاولت تطعيم أبنتها الصغيرة وعمرها 5 أشهر، تطعيم المكورات –أحد التطعيمات الأضافية- من خلال الدكتور الذي يتابع أبنتها حال مرضها، ولكن السكرتيرة أخبرتها أن ثمن الجرعة الواحدة 700 جنية.
وأوضحت "علي" أن بهذه الأسعار لا تستطيع الحصول على الجرعات الثلاثة لتقي أبنتها من الالتهاب الرئوي، مشيره إلى أنها لا تسكن في القاهرة حتى تستطيع الذهاب إلى فاكسيرا للحصول على التطعيم.
لا استطيع
وأفادت ميادة السيد، تعمل بسوبرماركت، أن بعض الأطباء تستغل حاجة المريض في الحصول على الدواء أو التطعيم للأطفال، ويحاولوا جاهدين استنزاف كل ما نملكه دون النظر إلى حجم المعاناة التي نعانيها حتى نربي أبنائنا.
وتابعت "السيد" زوجي توفى من شهرين، والآن انا المسؤولة عن أولادي ولا أملك إلا قوت يومي، وبالتالي لا أستطيع تطعيم أولادي التطعيمات الإضافية لآن بالكاد
جروبات الماميز
منذ أن دخلت التكنولوجيا جياتنا، وأصبح العالم غرفة واحدة نتجول فيها وقتما نشاء، لذا لم يوجد حاليَا أي معلومة سر على أي شخص، وخصوصًا جروبات الماميز التي تساعد الأمهات على معرفة كل ما هو جديد يفيد أو يضر أبنائهم.
وطالما سألت الأمهات عن ما يخص أولادهم على هذه الجروبات المفتوحة ليلًا نهارًا، وخاصة عن التطعيمات وأسعارها، وبالرغم من أن الأسعار متبايبة إلا أن في المجمل ليس لها تسعيرة واحدة تضمن حق المستهلك.
الضبطية القضائية
ومن جهته، أكد الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر اللجنة الأعلامية، أن النقابة لا تملك حق الضبطية القضائية التي بها يمكن أن تعاقب الصيدليات والعيادات التي تغالي في أسعار التطعيمات الإضافية.
وأوضح "حسين" في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن ما يمكن للنقابة فعله هو أن عندما تأتيها شكوى من قبل أحد المرضى فتبدأ لجنة آداب المهنة تتحرك ضد الدكتور المشكوا في حقه وتأخذ ضده الإجرءات اللازمة ومن ثم يتحول للتحقيق ليثبت صحة الشكوى من عدمها.
وتابع "حسين" أن الجهة التي لها الحق في معاقبة القائمين على العيادات الخاصة ودخلاء المهنة هي الإدارة المركزية للعلاج الحر، لآنها هي التي لها حق الضبطية القضائية.
الحق في الدواء
وبدوره قال محمود فؤاد، رئيس المركز القومي للحق في الدواء، بالفعل هناك من يقوم بعمل بيزنس كبير في هذا الشأن ويجب معاقبته، ولا يجب التهاون معه؛ بسبب استغلال حاجة الناس للعلاج.
وأضاف "فؤاد" في تصريحات خاصة لـ "بوالة الوفد"، أنه أمر لا يمكن ضبطه بسهولة، وذلك لأن تلك التطعيمات تكون بالعيادات الخاصة وليست بمستشفيات عامة يمكن محاسبتها.
وناشد "فؤاد" الأمهات بعدم السكوت عن مثل هذه الأفعال الدنيئة من قبل بعض المستغلين من الأطباء، ويجب إبلاغ نقابة الأطباء عنه فورًا وعمل شكاوي ضده ليتم محاسبته كما يجب أن يكون.