رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سياسيون ودبلوماسيون : إعلان القاهرة جاء لإعلاء المصلحة الوطنية الليبية والحفاظ على الوحدة والاستقلال

مؤتمر إعلان القاهرة
مؤتمر إعلان القاهرة برئاسة السيسى

دعا خبراء عسكريون وسياسيون ودبلوماسيون سابقون إلى سرعة العمل على تفعيل  مبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية، والتي أعلن عنها  الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب لقائه المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أمس السبت بقصر الاتحادية،  لوقف نزيف الدماء والتدخلات الخارجية بالبلاد والحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال الأراضي الليبية.

 

وأجمع  الخبراء  - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الأحد - ان "اعلان القاهرة" من شأنه تفعيل إرادة الليبيين واعادة إطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي وصولا الى تحقيق  الاستقرار السياسي والأمني الذي يتطلع اليه الشعب الليبي؛مؤكدين اهمية اعلاء المصلحة الوطنية الليبية فوق اي اعتبارات لصون مقدرات الشعب الليبيي و  تجنيب  الحل العسكري وخاصة الاطماع التركية في البلاد .

 

وقال لواء أ ح د محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مبادرة القاهرة لإنهاء الحرب في ليبيا جاءت انطلاقا من حرص مصر الثابت على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا  وباعتبار ان أمن ليبيا هو امتداد للامن القومي المصري بالاضافة الى تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن على المحيط الإقليمي والدولي.

 

ورأى أن الحل السياسي الشامل و دعوة كافة الاطراف الى الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا اعتبارا من السادسة صباحا ليوم الإثنين 8 يونيو،  هما ابرز بنود "مبادرة الرئيس السيسي والمستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر"، مضيفا ان تلك المبادرة ترتكز على مخرجات قمة برلين والتي نتج عنها حلا سياسيا شاملا يتضمن خطوات  تنفيذية واضحة فيما يتعلق بالمسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

 

وتابع ان من أهم بنود المبادرة ايضا هو استكمال اعمال اللجنة العسكرية (٥+٥) أي (٥ من حكومة الوفاق و ٥ من الجيش الوطني الليبي) برعاية الامم المتحدة  ، فضلا عن اخراج المرتزقة الأجانب من الاراضي الليبية وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها وكذلك العمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها.

 

واكد الخبير الأمني على ان اعلان القاهرة تضمن كذلك نقطة هامة وهي التركيز على وحدة وسلامة الاراضي الليبية واستقلالها  وضرورة القضاء على المجموعات الارهابية، محذرا من ان التواجد التركي بليبيا  وتدخله في الصراع الليبي من شأنه زيادة حالة الاستقطاب الإقليمي والدولي. 

 

ومن جانبه ، قال اللواء أركان حرب ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر طرحت تلك المبادرة حقنا لدماء الليبيين، و قدمت كل ما يمكن تقديمه للجانب الليبي والقوات المسلحة الليبية وتحدثت مع مختلف دول العالم من اجل التوصل لتسوية سياسية شاملة بليبيا، معتبرا ان الامر اصبح الان يتوقف على الشعب الليبيي  .

 

واشار الىً ان مصر لم تكن لتسكت امام ما تشهده ليبيا وشعبها ولذلك اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي  برئيس البرلمان الممثل للشعب الليبي وبقائد الجيش الليبي وأجمعوا على ان ما يحدث في ليبيا يهدد الدولة،  و على ان العمل السياسي هو الحل لان العمل العسكري يتسبب في خسارة كبيرة، فضلا عن أن الازمة الليبية تؤثر على دول الجوار والمحيط الإقليمي والدولي .

 

ونوه اللواء ناجي شهود بأهمية الجدول الزمني للفترة الانتقالية  الذي حدده اعلان القاهرة و وقف اطلاق النار بشكل كامل بين جميع الاطراف بدءا من يوم ٨ يونيو الجاري.

 

وحذر من ان الجانب التركي لديه مخطط وهو سيطرة الاخوان على ليبيا واحياء الامبراطورية العثمانية بشكل او بأخر ، مذكرا بان تركيا قد حاولت من قبل تحقيق هذا الهدف في سوريا و في العراق  وكذلك في اليمن ولكنها لم تنجح ، كما سعت الى ذلك ايضا في مصر عام 2013 قبل ان يهزمها الشعب المصري، قائلا"و عقب كل هذه الإخفاقات فإن أمل اردوغان  اليوم هو احياء الامبراطورية بليبيا" .

 

ورأى  ان كل دقيقة تمر يقوم فيها الجانب التركي بتحسين أوضاعه على الارض، إلا أن الجيش الليبي مستمر في تطهير ارضه وان كل الخسائر تهون امام صون وحدة الاراضي الليبية، منبها بان مخطط تقسيم ليبيا وراد ومرصود ويتم الان بالتعاون مع فايز السراج كأحد عملاء جماعة الاخوان في ليبيا هو ما اكتشفه حاليا الشعب الليبيي.

 

وحث الشعب الليبي على ضرورة الانتباه لمخطط تقسيم بلاده  و التحرك سريعا لان هناك من يستكتر على نحو ٧ مليون مواطن ليبي خيرات بلادهم و مساحتها الشاسعة التي تتعدى المليون و٧٠٠ الف كيلو متر مربع، مؤكدا رفض مصر لتقسيم ليبيا و ضرورة أن تكون ليبيا ملكا لليبيين.

 

و وصف الخبير العسكري  بالجنون كل من يعتقد ان مصر من الممكن ان تذهب لتحارب في طرابلس ، مؤكدا  على ان مصر لا تستدرج ابدا في اي ميدان او في اي مجال ليس في مصلحتها، وانها لن تقترب من الاراضي الليبية، الا ان من يريد ان يكتب شهادة وفاته فليقترب من حدودنا.

 

واعتبر  اللواء ناجي شهود ان ما تقوم به تركيا داخل الاراضي الليبية وكذلك تجنيدها وتدريبها ونقلها للمرتزقة الى ليبيا  يتم بعلم وموافقة عدد من الدول، قائلا: "لان اردوغان لم يكن ليجرأ  على هذا الفعل الا اذا كان لديه الضوء الأخضر لتنفيذ هذه المهام". 

 

وبدوره، وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة،  مبادرة القاهرة بانها "خريطة طريق كاملة" سياسية واستراتيجية وأمنية" للملف الليبي، حيث حددت كل أسس الحل سواء كان في المرحلة الانتقالية أو في التعامل مع المليشيات والفصائل الارهابية أو فيما يتعلق  بتشكيل المجلس الرئاسي وكذلك  تحديد المهام والصلاحيات لنظام الحكم خلال الفترة المقبلة.


واعتبر ان المبادرة جاءت في توقيت له دلالاته للتأكيد على اهمية تبني الخيار السياسي والسلمي وليس اي خيار اخر ، مشددا على ضرورة ان يضغط المجتمع الدولي على حكومة الوفاق لتنفيذ ما طرحته المبادرة الليبية-الليبية في القاهرة.

 

واوضح الدكتور طارق فهمي ان المبادرة ليست نظرية بل جاءت وفقا لخارطة طريق و حددت الاليات والأدوات للتعامل مع الازمة بصرف النظر عن قبول أو ورفض أو تحفظ الطرف الاخر، إنما  ستصلح لتكون مسارا للتفاوض بشأن ليبيا سواء كانت بالامم المتحدة  (صيغة ٥+٥) أو خارجها  لكنها  بالنهاية حددت اطارا ملزما وتفاوضيا متميزا يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة.

 

واوضح ان المبادرة  حددت شروطا لإنجاحها وأهمها  توفر الإرادة السياسية لانها لم تطرح  للقاهرة  فقط ولكن ايضا للاطراف الإقليمية والدولية، كما انه لم يسبق لاي طرف اخر بطرح مبادرات شاملة لهذا الملف، مما يؤكد على محورية الدور المصري في الإقليم لاعتبارات متعلقة بالامن القومي، ونظرًا لان الملف عربي،  فكان لابد ان تطرح مصر مبادرة بهذه الصورة الشاملة وعدم التركيز على البعد الأمني فقط انما ايضا على السياسي والاستراتيجي.   

 

وابرز تأييد دول عربية  لاعلان القاهرة ، مما  يعني ان هناك ظهير عربي جيد للمبادرة، فضلا عن وجود إطار أوروبي داعم ممثل في الجانب الفرنسي وقد اتضح ذلك من الاتصال الذي جرى بين الرئيسين السيسي وماكرون قبل الاعلان عن المبادرة بأيام ، فضلا عن التنسيق مع دولة الامارات في هذا الشأن، مما يثبت ان

القاهرة تتحرك في مسارات متعددة ما بين عربية ودولية و ان هذه التحركات هي شرط جيد لنجاح المبادرة.

 

ورأى ان الاشكالية المتبقية  هي السياسة التركية التي تعد  اكبر  معوقا،  مطالبا بضرورة ان يكون هناك موقف رادع لها من الاطراف الإقليمية والدولية لاسيما من الجانب الروسي والأمريكي خاصة ان المبادرة دعت بصورة  مباشرة للعب دور للتأثير على  مثل تلك المواقف لهذه الدولة او لغيرها.

 

واعتبر المحلل السياسي ان هذه المبادرة  العملية سيعقبها اتصالات مع الاطراف المعنية ما بين عربي وإقليمي ودولي ، مؤكدا على ان القاهرة تدفع بقوة لتأكيد حضورها السياسي والاستراتيجي في الملف الليبي وهو امر طبيعي لاعتبارات الامن القومي المصري ولأنه ليبيا قضية عربية بالأساس.

 

ومن ناحيته، اكد الدكتور  معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، ان "اعلان القاهرة حول الازمة الليبية" كان ضرورة ملحة ويعد ردا من الدولة المصرية على المحاولة التركية لان تفرض وجودها في جنوب البحر المتوسط وكذلك على محاولتها لان تكون جارة لمصر تهدد أمنها من الحدود الغربية، وذلك بعدما فشلت في ان تحتفظ لنفسها بقاعدة عسكرية بجزيرة  "سواكن"  السودانية (المطلة على البحر الاحمر).

 

وشدد الدكتور معتز عبد الفتاح على ان مصر لن تقبل بان تعيد تركيا في ليبيا ما فعلته بشمال سوريا وشمال العراق ، معتبرا ان ذلك يعد واجبا وطنيا مصريا وقوميا عربيا لا يمكن ان نتقاعس عنه.

 

وراى استاذ العلوم السياسية  انه سواء استجاب الطرف الاخر ام لا  للمبادرة السياسية الشاملة للتسوية  فإن مصر   قد أقامت الحجة القانونية والدبلوماسية على حكومة فايز السراج. 

 

وبدوره، اكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق ان اعلان القاهرة عن المبادرة الليبية-الليبية يعطي زخما للجهود الدولية و الإقليمية والعربية الرامية الى اعادة الامن والاستقرار لليبيا وللتأكيد مجددا على سيادتها ووحدتها الإقليمية.

 

ونوه بان مبادرة القاهرة تتفق في مجملها مع الاعلان الصادر في 19 يناير الماضي عن قمة برلين والذي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا  ان اعلان القاهرة يأتي في توقيت هام حيث ان الامم المتحدة من جانب والقوى الكبرى من جانب اخر دعت الاطراف الليبية المتحاربة الى استئناف المفاوضات في اطار  مخرجات قمة برلين . 


ولفت  الى ان المبادرة الليبية-الليبية التي أشار اليها اعلان القاهرة  تعطي دفعة لهذه الجهود، مؤكدا  على ضرورة ان تقبل كل الاطراف المعنية  بتلك المبادرة كأحد المبادرات العربية والدولية الرامية الى تكريس الحل السياسي في القضية الليبية.


وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبقان النقطة الهامة المرتبطة باهمية اعلان القاهرة هو تأكيده على  انه لا حل عسكري للصراع الليبيي-الليبي. 


كما ذكر  السفير حسين هريدي بان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اشار الى ان مصر تتابع عن كثب التطورات الميدانية في ليبيا وحذر  من التصعيد ، لافتا الى ان هذا التحذير من الرئيس السيسي قد جاء في وقته ليضع كل الاطراف التي تتدخل في الشأن الليبيي امام مسئوليتها ، والى احترام مصر لميثاق الامم المتحدة وحقها المشروع في الدفاع عن أمنها وعن حدودها.

 

ومن جهته، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ان المبادرة المصرية الليبية قدمت عناصر استراتيجية جديدة ولم تكتفي بالتعامل التكتيكي، مؤكدا انه  يمكن اعتبار ردود الفعل الدولية حول اعلان القاهرة حتي الان أمرًا مشجعا للغاية خاصة لان تركيا استطاعت تمرير عملها المنفرد ولم تقابل بأي ردود فعل صارمة من المجتمع الدولي.

 

ونوه السفير العربي بحرص  مصر  علي دعوة سفراء بعض الدول وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للإعلان عن تلك المبادرة الهامة ، وذلك من أجل وضع المجتمع الدولي امام مسئولياته.

 

واوضح العرابي ان أي مبادرة سياسية تحتاج الي ثلاث ركائز حتي يمكن اعتبارها قابلة للتنفيذ، اولا تأييد دولي يصاحبه إرادة سياسية للتنفيذء، ثانيا آلية واضحة محكمة تتعامل مع كل الاحتمالات، وثالثا تأثير علي الارض ومجريات الامور.

 

وذكر بان تركيا قد ضربت بعرض الحائط مخرجات مؤتمر برلين  واستطاعت  خلال  ستة أشهر  تعديل الموقف لصالحها علي الارض ، ولم تحاول الانصياع للارادة الدولية؛ متوقعا  ان يستمر النظام التركي علي نفس النهج .

 

وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن مصر تبذل منذ سنوات  جهودا مضنية  من اجل تسوية الأزمة الليبية  و حريصة علي تحرير الأراضي الليبية من الارهاب الدولي الذي يهدد امن شمال افريقيا ودول الساحل والصحراء  بالاضافة الي تأثير الوضع في ليبيا علي الأمن القومي المصري.

 

وتوقع  ان تشهد الفترة المقبلة  نشاطا مكثفا للدبلوماسية المصرية لإدخال  مبادرة القاهرة حيذ التنفيذ بحيث لا تسمح بأي مرواغة محتملة من تركيا ، منبها  في الوقت ذاته بضرورة توقع نشاط عسكري للمليشيات المدعومة من تركيا خلال الايام القادمة لتعطيل  المبادرة.