عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على زوجة النبي التي بُشرت فى منامها أنها ستتزوجه

زوجات النبي
زوجات النبي

هى  ثاني زوجات النبي صلى الله على وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، قالت عنها السيدة عَائِشَةَ رضى الله عنها: " مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ, أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ" وذلك لحسن خلقها وروحها المرحة، كما قالت عنها "إذا أصابتها الحِدَّة, فاءت سريعاً, فتصلح نفسها مما نابها" أي إذا أخطأت سريعا ما تعود لصوابها.

إنها أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس من قريش، من أهل البيت الطاهرات ومن أوائل الذين اسلموا و صدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمت مع زوجها السكران بن عمرو، وهاجرت معه للحبشة، ثم عادوا مرة أخرى ولكن لم يتحمل زوجها المسن مشقة السفر بجانب ما لقوه من أذى المشركين لهم فتوفى، وانتقلت من محنة الإغتراب لمحنة الأذى لمحنة الترمل والوحدة وما عانته من اهلها وأهل زوجها المشركين.

وكان قبل أن يموت زوجها رأت في المنام كأن النبي أقبل يمشى حتى وطأ على عنقها، فأخبرت زوجها الذى قال لها لو صدقت رؤيتك سأموتن وتتزوجين رسول الله، وبالفعل تحققت رؤية سودة.

زواجها من أشرف الخالق

بعد أن فقد النبي زوجته ورفيقة دربه السيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت بمثابة الدعم الداخلي والمعنوي له بجانب فقده لعمه أبي طالب بن عبد المطلب وكان هو دعمه الخارجي فأحس بالوحدة و الحزن واستغل المشركين ذلك وازدادوا مضايقات له.

فخشي عليه أصحابه وبعثوا له خولة بنت حكيم زوجة عثمان بن مظعون،  لتقترح عليه أمر الزواج، فاستأذنت بالدخول فأذن لها وقالت: يا رسول الله كأني أراك قد دخلك "حزن" لفقد خديجة، فأجابها بنرة مليئة بالحزن: أجل  كانت ربة البيت وأم العيال، فقالت: ألا تتزوج فصمت طويلاً حتى رأت دموعه، فقال لها: وهل بعد خديجة من أحدا؟ وقالت له: ومن بالبيت والعيال فاطمة وأم كلثوم.

فقال ومن؟ قالت: إن شئت بكراً, وإن شئت ثيِّباً، قال: فمن البكر؟ قالت: ابنة أحب خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر، قال: ومن الثيِّب؟ قالت: سودة بنت زُمعة وليس لها أحد فقال النبي ابدئي بسودة اذهبي فحديثهم واذكريني عندهم إني اريد ان اتقدم لهم.

وبالفعل ذهبت خولة، بيت سودة وطلبتها فوافقت وتزوجها رسول الله رفقا بحالها وجبراً لخاطرها وليكون العائل والسند لها ولتكون هى راعيه له ولبناته وبيته..

حياتها مع النبي صلى الله عليه وسلم

انفردت سودة بنبي الله عليه الصلاة والسلام 3 سنوات قبل أن يتزوج بعائشة، وكانت أما حنونة على بناته وزوجة صالحة، وتبذل كل ما تستطيع لترسم البسمة على وجهه الكريم وتبتكر الدعابة لتدخل البهجة والسرور بقلبه، كانت ترعى خاطره وتحاول ارضاءه بشتى الطرق فادخلت السعادة ببيته وقلبه.

وكانت لا تدع مناسبة تستطيع ان تروح فيها عن نفسه إلا وتغتنمها ويذكر ذلك فيما رواه ابن سعدٍ عن الأعمش عن إبراهيم قال: قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم: صلَّيت خلفك الليلة، فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطُر الدم، يبدو أن النبي أطال الركوع, فضحك النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت تضحكه بالشيء أحياناً".

وباتت تشعر بالسعادة حين تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك من مشيتها لأنها كانت ثقيلة الجسم ويسعدها حين تدخل السرور على قلبه.

آيات ومواقف

كان لها الفضل فى توضيح حكم الحجاب الخاص بنساء النبي وهذا بعد ان فرض الحجاب عليهم فخرجت سودة لقضاء  بعض حاجتها، وراها عمر بن الخطاب فقال لها اوالله

لا تخفى علينا، فذهبت لرسول الله عند عائشة وقالت له كلام عمر، فنزل عليه جبريل وقتها فقال رسول الله لها: الله أذن لكم بالخروج لقضاء حاجتكم، ونزلت الآية الكريمة بسورة الأحزاب "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عادلاً بين زوجاته ما بين المبيت والنفقة، وتعددت الروايات حول تنازلها عن يومها لعائشة رضي الله عنه.

فكانت تدرك في قرارة نفسها الحكمة من زواجها من رسول الله وكان يكفيها انه اختارها من بين النساء ويعاملها بالحسنة والرحمة وانها زوجته وكانت تبتغي أن تبعث من ضمن نسائه، وحين تقدم بها السن ولم تستطيع القيام بالمهام الزوجية شعرت بانها تثقل على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من حيث قسمته لها مع زوجاته في المبيت والنفقة، فاصرت ان تهب ليلتها لعائشة وذلك حباً ورضا للرسول وابتغاء للمزيد من اسعاده ومراعاة لخاطره وللمحافظة على مكانتها بقلبه لأنها تعلم مكانة السيدة عائشة بقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية ثانية أنها خافت ان يفارقها رسول الله فقالت له انها تهب ليلتها لعائشة، ونزلت الآية الكريمة بسورة النساء "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ".

ورواية اخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم خيرها بأن يطلقها فرفضت وقالت بأنه يكفيها شرف البقاء على ذمته وتبعث من نسائه يوم القيامة.

ويقال أن السيدة عائشة رضي الله عنها قَالَت فيهاْ: "فَلَمَّا كَبِرَتْ, جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ, قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ, فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَة"َ

صفاتها

كانت رضي الله عنها مرحة تحب المزاح تملك روح الفكاهة, صبورة و معطاءة، كريمة جوادة كثيرة الصدقة فلا يأتيها مال إلا سارعت بإنفاقه على أهل ذي الحاجة فقد روي بسندٍ صحيح عن محمدِ بن سيرين، أن عمر بن الخطاب بعث إلى سودة بغرارةٍ من دراهم, فقالت:"ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت: في غرارةٍ مثل التمر، ففرَّقتها".

وفاتها

اختلفت الروايات حول توقيت وفاتها فهناك من يرجعه لوقت خلافة سيدنا عمر بن الخطاب وأخر لمعاوية بن أبي سفيان، أتفقت الروايات أنها دفنت بأرض البقيع.