عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إيطاليا تهدد: سنتخذ إجراءات فورية ضد مصر إذا لم تتعاون معنا

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت الأزمة بين مصر وإيطاليا مرحلة بالغة الخطورة، حيث أعلنت إيطاليا أمس أنها ستتخذ إجراءات فورية وملائمة ضد مصر إذا لم تتعاون الحكومة المصرية بشكل كامل في الكشف عن الحقيقة وراء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني للبرلمان «إذا لم يطرأ تغير في المسار الذي تتخذه السلطات المصرية، فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة، مع إبلاغ البرلمان بالأمر على وجه السرعة».

وفي إحاطة لمجلس الشيوخ حول الاجتماع بوفد المحققين المصريين، المقرر انعقاده في روما يومي الخميس والجمعة المقبلين، حسب تأكيد جينتيلوني خلال الجلسة، أضاف «المصلحة الوطنية تحتم علينا الدفاع حتى النهاية ضد أي شخص يسيء لذكرى جوليو ريجيني، الذي كما قالت والدته، إنها رأت في قتله الهمجي تجسيدا لكل الشر الموجود في العالم». وأضاف «هكذا، فإننا للمصلحة الوطنية ذاتها نطالب بالحقيقة، ولن نقبل بأي حقيقة مُصنَّعة بدهاء، كما لن نستسلم لنسيان ذكرى هذا الحادث».

وكانت النيابة العامة المصرية  قد أعلنت أن فريقا من أعضاء النيابة ورجال الشرطة سيسافر إلى روما اليوم، لعرض آخر مستجدات التحقيقات في قضية مقتل ريجيني الذي تم تعذيبه حتى الموت وبعد أن احتجت روما بشدة على فرضية مقتله على أيدي عصابة إجرامية.

وأعلن النائب العام المصري المستشار نبيل صادق في بيان له قبل أن يغادر القاهرة في زيارة لفرنسا تستغرق عدة أيام انه في «اطار التعاون الدولي الإيجابي بين النيابة العامة المصرية والنيابة العامة الإيطالية وتنفيذا لما تم الاتفاق عليه بينه وبين النائب العام الايطالى «جيوسبي بينيا تونى» فى زيارته الأخيرة للقاهرة»، سوف يغادر القاهرة اليوم «الاربعاء» وفد من أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة المكلفين بالتحقيق فى قضية مقتل المواطن الايطالى «جوليو ريجينى»، يترأس الوفد المستشار مصطفى سليمان النائب العام المساعد، وذلك لاستعراض ما آلت إليه التحقيقات فى القضية التى تجريها مصر حتى الآن.

ونشرت الإعلامية المصرية «حنان البدرى» المقيمة في واشنطن على صفحتها على «الفيس بوك» خلاصة ما سمعته أثناء تغطيتها لقمة الأمان النووي المنعقدة في واشنطن، تقول «البدري»: أثناء حضور فعاليات مناسبات موازية علي هامش قمة الأمن النووي التي عقدت في واشنطن منذ أيام، صادف أن كان هذا الموضوع محور حديث جانبي لضيوف أوروبيين، وطبعا لن أنقل كل ما سمعت لكن رأيت أن أكتب الخلاصة التي أتمني أن يزنها كنصيحة كل وطني عاقل وكل صاحب قرار وأحسبهم كثراً».

«أرجو أن يكون الوفد المصري الذي يستعد للذهاب لإيطاليا بخصوص قضية ريجيني مستعدا لقول الحقيقة كاملة، وكذلك للمفاجأة التي تنتظرهم هناك، هم يرددون لأصدقائهم أنهم تمكنوا من الحصول على أدلة بالصوت والصورة، ليس فقط لشهود القهوة، بل تسجيلات لمكالمات بين رجال الشرطة في منطقة بعينها، عن طريق طرف ثالث، وإنهم أيضا توصلوا لاسم الجناة المحتملين وتاريخهم، وسمعت أن الإيطاليين لديهم ما يعتقدون انه اثباتات أخري بخصوص البطاقات التي قالت الداخلية انها ضبطت مع القتلي الخمسة في حادثة الميكروباص، والإيطاليون وصلوا للشركة المصنعة واكتشفوا أن البطاقات غير مزورة، وأعتقد أنه لا مناص من قول الحقيقة وبشفافية مطلقة علي الأقل للإيطاليين مباشرة لأن الخيار الآن قد أصبح بين التضحية بالجناة، أو قطع العلاقات مع إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي، وهذه ليست قضية للتعامل معها بخفة».

وكانت إيطاليا اشترطت لاستقبال وفد أمني مصري للتباحث حول مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، أن يكون ضمن الوفد ثماني شخصيات هي: «اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمد شعراوي، مدير جهاز أمن الدولة، الشاهد محمد فوزي، السيدة رشا سعد عبدالفتاح، التي تم العثور بمنزلها علي متعلقات ريجيني، السيدة مبروكة أحمد عفيفي زوجة زعيم العصابة المتهمة بقتل ريجيني، المواطن محمد فتحي خال إبراهيم فاروق، سائق السيارة الميكروباص الذي تمت تصفيته مع أفراد العصابة، خالد أحمد، سائق الميكروباص الذي عثر علي جثة ريجيني، المواطن هاني محمد، مالك الميكروباص».

ومن جانبها، قررت جمعية السياحة الإيطالية AITR، تعليق رحلاتها ووقف جميع أنشطتها مع مصر، لعدم ظهور أدلة حقيقية عن مقتل

الشاب الإيطالي، وقالت الجمعية، في بيان صحفي أمس الأول: إن الشركات الإيطالية «اتفقت علي تعليق رحلاتها بعد الحادث المأساوي الذي تعرض له ريجيني»، مشيرة إلي وقف جميع الاتفاقات التي كان من المزمع إبرامها في ابريل الجاري، بسبب عدم توضيح السلطات المصرية حقيقة ما حدث لريجيني».

وأوضح ماوريتسيو دافيلو، رئيس الجمعية: «لا يمكن أن نستأنف رحلاتنا في ظل الألم الذي تعانيه إيطاليا بعد فقدان ريجيني، فما يهم الشركة هو سلامة وأمن المواطنين الإيطاليين».

وجمعية السياحة، هي واحدة من المنظمات الإيطالية الرئيسية النشطة في مجال السياحة، وتضم عددا من الشركات الإيطالية التي وافقت جميعها علي تعليق رحلاتها.

إلي ذلك كشفت عدد من الصحف الإيطالية، الصادرة صباح أمس، عن أسماء الوفد الأمني المصري المتوجه إلي روما، ومن بين هذه الأسماء: اللواء عادل جعفر والعميد عبدالعال عبدالمجيد، والعميد مصطفي معبد.

والقيادات الأمنية تعمل ضباطاً بإدارة الأجانب بقطاع الأمن الوطني فرع مدينة نصر وهم الذين كانوا علي تواصل مع المحققين الإيطاليين الخمسة الذين شاركوا فريق البحث المصري بالقاهرة في كشف ملابسات مقتل الشاب الإيطالي.

وأكدت المصادر أنه وقع الاختيار علي تلك القيادات الأمنية تحديداً، ربما لأنهم رافقوا الفريق الإيطالي في جميع المأموريات التي وجهتها مصلحة الأمن العام ومديرية أمن الجيزة والقاهرة والأمن الوطني في رحلة البحث عن القاتل والتواصل معهم بشأن التحريات الأمنية ومناقشة الشهود وأصدقاء ريجيني والتواصل مع السفارة الإيطالية بالقاهرة.

من جانبه، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية: إن ما يثار من معلومات وردت في الصحف الإيطالية أو المحلية حول توصل الجانب الإيطالي لشخصية قاتل الشاب الإيطالي غير صحيح، وهو في غير صالح التحقيقات في القضية التي يتولي الإعلان عن المعلومات فيها الجانب القضائي المصري بالتعاون الكامل مع الجانب الإيطالي.

وأضاف المصدر أن الأخبار التي تواترت في الفترة الماضية حول امتلاك جهات التحقيق الإيطالية لأدلة بالصوت والصورة في القضية غير صحيح بالمرة قائلا: «كفاية هري.. الجهات القضائية تتولي القضية» معندناش معلومات نخبيها، وحول جهود الوزارة في كشف حقيقة مقتل ريجيني أكد المصدر أن اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية يتابع تطورات القضية علي مدي الساعة.

وعن دور الفريق الأمني المصري المتجه إلي روما، قال المصدر: «نمتلك ملفات التحقيقات بصورة منظمة وواضحة.. واحنا مش رايحين نطبخها».

ووجهت صحيفة «اي جي اي» الإيطالية في تقرير لها، اتهامات لمدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة خالد شلبي، وزعمت انه هو المشتبه به الأول حتي الآن في قتل الطالب الإيطالي، لعدة أسباب علي رأسها انه سبقت إدانته في قضية تعذيب، وكونه أول من أعلن أن سبب وفاة الشاب الإيطالي حادث سير، نافيا الشبهة الجنائية عن الواقعة، وقد تبين فيما بعد أن كلامه غير صحيح.